اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 06:54 م

كامل كامل

موضة الكلاب المفترسة فى الأحياء الشعبية

بقلم - كامل كامل الجمعة، 18 أغسطس 2017 10:00 م

لستُ أهلا للفتوى أو صاحب علم شرعي، لأفتيك فى حكم تربية "الكلاب داخل المنزل" وهل حقا هى تمنع الملائكة من دخول المسكن أم لا؟.. ولست أيضًا خبيرًا قانونيًّا لأسهب لك فى الشرح عن الاستفسار حول "هل يوجد قوانين تحظر تربية الكلاب عامة أو الأنواع الشرسة منها؟..  ولكن كل ما أدركه جيدًا أن انتشار موضة الكلاب فى المناطق الشعبية ضار جدًا بحضرة المواطن وأبنائه.
 
أنا ومن فى سنى يعلم جيدًا وفاء الكلب لصاحبه، فقد  شاهدنا حلقات مسلسل الكلب "لاسي"، الذى كان يطل علينا من برنامج "سينما الأطفال" عبر شاشة التليفزيون المصرى كل يوم جمعة فى التسعينيات، لكن منظر الكلب "لاسي" يختلف كل الاختلاف عن الكلاب التى أراها بعينى منتشرة بشكل فج فى الأيام الحالية.. فأنا بدون فذلكة ساكن فى حى شعبى يطلق عليه "الصين الشعبية"  خلال سيرك فى الطرقات  تجد مجموعات من الشباب يقفون على النواصى يمسك كل واحد سلسلة نهايتها كلب يتدلى لسانه من فمه، مناظر الكلاب تؤذى العين، تثير الرعب، تبث الذعر للمارة، تتسبب فى فرار الأبناء من أيدى الآباء، وأحيانا الزوجات من جوار أزواجهن، وأحيانا الأسرة كلها تفر هاربة من كلب ينبح فى يد صاحبه على المارة- جميع المارة.
 
ومن الأشياء التى جعلتنى  أنفر من هذه الموضة، مشاهدتى فى أحد المرات كلبا أمسك بقطة بفمه وكأنها فريسة ولم يتركها إلا جثة هامدة، وسط ترحيب من صاحبه وأصحاب صاحبه، الأمر الذى جعلنى أتساءل: الكلب إذا فعل ذلك بالقطة نقول عليها بـ7 أرواح فماذا لو أغضبه طفل يسير فى الشارع؟ فهل سيفعل الكلب مع الطفل كما فعل مع القطة؟ وماذا سيفعل -وقتها- أهل الطفل حال تواجده فى محيط مسرح العملية؟ هل سيستطيعون إفلات ابنهم من فم الكلب، أم سينتظرون حتى ينهى الكلب مهمته وينهىى حياة ابنهم؟.
 
ومن المشاهد المأساوية فى موضة الكلاب، دائما تجد الكلب أثناء سيره بجوار صاحبه  يفتش فى مقالب القمامة بلهفة بحثا عن طعام أو بقايا الطعام، الأمر الذى يعنى أن الشباب الذى يربى هذه الكلاب لا تهتم بطعامها وشرابها ومن ثم فجميع المارة أمام الكلاب معرضون للخطر فى أى لحظة، فمن الممكن أن يسد الكلب جوعه بعضة لإنسان.
 
 وهناك سؤال مهم ، هل الشباب التى تهوى تربية الكلاب، لديهم غاية لتربيتها أم أنهم يستخدمونها للحراسة كما هو معروف عن الأثرياء، أم اقتناء الكلاب لديهم من أجل التسلية والعبث، وهل هناك من يستخدمها لتهديد الضحايا أثناء عمليات السرقة بالإكراه، أو أثناء جرائم التحرش بالفتيات أو المشاجرات وإرهاب المواطنين، كما ثبت بالفعل فى بعض القضايا؟.
 
وتبقى تساؤلات تحتاج لإجابات، وهل يمكن حظر أنواع كلاب والسماح لتربية معنية، أو بمنعى أصح حظر تربية أنواع محددة فى مصر لأنها شرسة كما هو معمول به فى بريطانيا حيث تحظر تربية 5 أنواع من الكلاب وشددت العقوبات على أصحابها لأنها  تهاجم الناس فى الأماكن العامة، ووصلت العقوبة للسجن لمدة عامين.
 
وهل يوجد فى القانون مواد تنظم عملية امتلاك كلاب وتربيتها أم لا؟ ومن المسئول حال إضرار هذه الكلاب بالغير، مالكه أم لا توجد عقوبات لذلك؟ ثم إذا لم يكن هناك قوانين لهذا الأمر فنأمل أن يسن مجلس النواب التشريعات المناسبة، أما إذا كان هناك قوانين فهذه ليست مصيبة بل مصيبتان معا، فأين منفذى القانون من هذه الأوضاع.
 
ملاحظة أخيرة: فى الماضى كنا نجد الكلاب لدى الأثرياء تطل من السيارات الفارهة، والآن نجدها تطل علينا من التوك توك، فمن سيحمينا من التوك توك والكلاب معا؟