اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 10:39 م

رفعت السعيد اليسارى شاهد العيان على تاريخ مصر

رحيل المناضل.. رفعت السعيد اليسارى شاهد العيان على تاريخ مصر.. تعلق بالشيوعية منذ طفولته بسبب أحد أقاربه.. دخل المعتقل وعمره 16 عاماً.. عاش حياته معارضاً للإخوان.. رافعاً شعار "لا علاقة لهم بمصر"

كتب أحمد إبراهيم الشريف - أسامة طلعت الجمعة، 18 أغسطس 2017 01:48 م

 
يظل الدكتور رفعت السعيد، رغم رحيله أمس عن عمريناهز الـ 85 عاما، شاهدا على تاريخ مصر السياسى منذ أربعينيات القرن الماضى، اشتبك مع كل العصور اتفق مع بعضها واختلف مع الأكثرية، لكنه ظل على عدائه الدائم لجماعة الإخوان المسلمين. 
المعروف أن رفعت السعيد ولد فى 11 أكتوبر 1932 فى يوم رحيل أمير الشعراء أحمد شوقى، على حد قوله.
 
ويعرفه الجميع بكونه سياسيا يساريا مصريا ترأس حزب التجمع خلفًا لخالد محيى الدين، وحصل على شهادة الدكتوراه فى تاريخ الحركة الشيوعية من ألمانيا، وكان نائبا سابقا فى مجلس الشورى المصرى.
كما يعرفه الجميع بكونه من الأسماء البارزة فى الحركة الشيوعية المصرية منذ أربعينات القرن العشرين وحتى نهاية السبعينات، اعتقل مرات عديدة، كما اعتقل سنة 1978 بعد كتابته مقالا موجها إلى جيهان السادات زوجة الرئيس المصرى محمد أنور السادات بعنوان "يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن"، عرف بمعارضته لجميع الرؤساء الذين حكموا مصر، إلا أن معارضته للرئيس السادات كانت الأكثر جذرية حسب وصفه.
يعتبر السعيد من أشد المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين وله العديد من المؤلفات النقدية لحركات الإسلام السياسي، مثل "حسن البنا: متى؟.. كيف؟.. لماذا؟" و"ضد التأسلم"

الإرهاب المتأسلم
 
ومن مؤلفاته "ثلاثة لبنانيين فى القاهرة: شميل، أنطون، جبور، 1973، تاريخ الحركة الاشتراكية فى مصر 1900-1925، 1980، الصحافة اليسارية فى مصر 1950-1952، 1980، حسن البنا متى، كيف، لماذا؟، 1997، ضد التأسلم، 1998، تأملات فى الناصرية، 2000، مجرد ذكريات، 2000م، السكن فى الأدوار العليا و.. البصقة، 2000، عمائم ليبرالية .. فى ساحة العقل والحرية، 2002، ثورة 1919 القوى الاجتماعية ودورها، محاولة لرؤية جديدة، 2009م.
 
تعرض رفعت السعيد للاعتقال فى نهاية الأربعينات، وكان عمره وقتها لا يتجاوز الـ16 عاماً، صار «أصغر معتقل سياسى»، حينما كان مُعجباً ومؤيداُ لحركة «حدتو»، استمرّ نشاطه السياسى فى عهد جمال عبدالناصر، ثم بدا معارضاً للرئيس الراحل أنور السادات، بسبب مواقفه الاقتصادية، واعتقل عام 1978، بعد كتابة مقال ينتقد فيه زوجته جيهان السادات بعنوان «يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن»، وصف معارضته للسادات بالأكثر جذرية، بسبب سياسة الانفتاح، واتفاقية كامب ديفيد المعروفة بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وأيّد انتفاضة الخبز فى يناير 1977.
 

مجرد ذكريات

وفى "مجرد ذكريات" الذى صدر جزءه الأول عن دار المدى عام 1999م يعتمد السعيد على عقلية انتقائية منذ النصف الثانى من الأربعينيات، وحتى هزيمة 1967م.


 
التعلق بالشيوعية

تعلق رفعت السعيد بالشيوعية منذ طفولته بسبب إعجابه بابن خالة والده "يوسف بدير" الذى يكبره بسنوات عدة، والذى تم اعتقاله على أساس "أنه شيوعى خطر " .

 حريق القاهرة

 يروى رفعت السعيد حكاية الشاب النوبى محمد الزبير، الذى انتمى فى السجن لمنظمة «حدتو» بعد أن كان ينتمى لحزب مصر الفتاة، واعتقل وهو منتم له او أنه«كان يؤكد أنه قد استدعى إلى مقر الحزب الاشتراكى فى عابدين مساء يوم 25 يناير حيث أصدر لهم مسئول من الحزب اسمه فؤاد نصحى – فيما أذكر- تعليمات بإشعال حرائق فى قلب العاصمة، ووزعت عليهم زجاجات بنزينوكرات من القماش لاستخدامها فى إشعال الحريق».

حدتو وجمال عبد الناصر

لم يمض على ثورة يوليو سوى شهرين، وبدأ الفعل السياسى المعبر عن التناقض بين "حدتو" وما أسمته ب«حركة الجيش» وذلك من خلال عمل جبهوى داخل كلية الحقوق، ضم الوفد والحزب الاشتراكى ورابطة الطلبة الشيوعيين – حدتو، تحت مسمى «الجبهة الوطنية الديمقراطية لطلاب حقوق جامعة إبراهيم» وبدأت التصادمات بينهم وبين طلاب ينتمون إلى هيئة التحرير، وعددهم قليل، وكثيرون ينتمون للإخوان المسلمين، وبدأت حملة اعتقالات ضد الطلاب وحين زار جمال عبد الناصر، ومعه عدد من قيادة مجلس الثورة، كلية الحقوق، واستعد الإخوان بحشود ضخمة لتأييده، اجتمع بالمقابل حوالى مائة طالب من أعضاء حدتو وأعضاء الجبهة الوطنية الديمقراطية «فنجد رفاقنا وأصدقاءهم قد تعرضوا لمذبحة حقيقية، ونجد حسن دوح قائد الطلاب الإخوانيين ممسكاً بالميكرفون فى حشد يضم آلاف الطلاب وعبد الناصر واقفاً إلى جواره هو وبعض أعضاء مجلس الثورة، وكان حسن دوح يصرخ متحدياً:«يا رجل الثورة أعطنا حرية فى العمل وساعتها سنقول للشيوعية الملحدة اخرجى من بلادنا، ونصيح فيهم: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمان وجنوده. وبينما عبد الناصر والضباط يخرجون ليركبوا سياراتهم، وجدونا نسد عليهم الطريق هاتفين.. مطالبين بالديمقراطية.. وبالدستور.. وبكل نقاط الخلاف بيننا وبين حركة الجيش.. بعد زمن طويل علمت أن خالد محيى الدين كان بين ضباط القيادة الحاضرين، وأنه ركب السيارة مع عبد الناصر الذى التفت إليه قائلاً: برضه العيال بتوعكم جدعان».

الإخوان المسلمون والعدوان الثلاثى

لقد كان رد الفعل الإخوانى على العدوان الثلاثى عام 1956م غريباً !ففى حين كان الشيوعيون يرفعون شعار «الدفاع عن الوطن» رفع الإخوان شعار «لا عدوان إلاّ على الظالمين » يتحول السياسى، إذ يطلق شعاراته إلى ممثل يتلبسه الدور المسرحى، فيفعل المستحيل كى يتقن أداء الدور،ومن هنا...فأنت قد ترفع شعاراً سياسياً لا يلبث أن يتلبسك فيستبد بك»172ص. لهذا كانت عاطفة الشيوعيين مشدودة إلى الوطن، ومواجهة العدو،وكان الإخوان المسلمون بين منشق، وأكثرهم ضباط سابقون فى الجيش» فؤاد جاسر –حسين حمودة – جمال ربيع » أوجعتهم عقيدتهم العسكرية إذ وجدوا قيادتهم الإخوانية تمتلىء سروراً بالعدوان على جيشهم ووطنهم ».