اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 03:50 م

أكرم القصاص

نمرة افتراضية فى حضرة "الليمبى المحتمل"

بقلم : أكرم القصاص الجمعة، 11 أغسطس 2017 08:00 ص

هذا زمن يمكن فيه للبعض أن يمشى على الهواء من أجل تحقيق نجومية، ولهذا نرى كل غريب ولافت من نمر تجذب اللايكات، وتفتح باب رزق، وتحول صاحبها لنجم افتراضى، ولو لعدة أيام، وضربنا مثلا بالخليل كوميدى، الذى دخل سوق الكوميديا من باب الفكاهة الثقيلة والنكت البايخة، ونجح فى منافسة نجوم الغرائب والطرائف، مثل فيديوهات النمل الراقص والحمار الباليرينا والقطة التى تغنى ظلموه.
 
ومن قبل أشرت لمثل فنى سائر «عيش كاركتر تشتغل أكتر»، حيث يفضل بعض الممثلين البقاء فى دور الشرير أو العبيط أو رجل العصابة، حتى يتحول إلى كاركتر، يضاعف من إقبال المنتجين والمخرجين عليه.
 
وإذا كان هذا وارد فى الفن والعالم الافتراضى، فإن الجديد هو انتقال عدوى الخليل كوميدى والكاركتر من الفن إلى السياسة، وأصبحنا نرى بعض سكان فيس بوك يتحولون إلى «كاركترات» ونمر افتراضية، ليس بمعنى التأييد أو المعارضة، ولا فى السياسة، لكن العدوى أصابت البعض وحولتهم إلى تقمص دور «الغاضب الشتام العميق»، أو السياسى الفاهم والمحلل العميق، من دون أن يتجاوزوا حالة «الرطرطة الفكرية» والزن السياسى، يعيدوا ويكرروا محفوظات، وشعارات تعانى من الامتهان من كثرة الاستعمال.
 
هذه الظاهرة بدأت مع عدد من النشطاء الصغار، ممن لم يمارسوا السياسة من قبل، وبحكم السن والتجربة يبحثون عن شهرة أو نجومية، وأنتجت عددا لابأس به من نجوم فيس بوك خلال السنوات الأخيرة بعد 25 يناير، وبالفعل نجح عدد من المجهولين فى احتلال المشهد، وكانت ممارسة الشتيمة أو النميمة تمثل درجة أعلى من الثورية، لكنها فقدت تأثيرها مع الوقت، واختفى الشتامون تقريبا، لكن حتى هؤلاء تجاوزوا هذه الحالة بوعى، ولم يبق منهم إلا قليلا من الشتامين و«العكاكين»، كاركترات يفضلون تقديم «نمرة» تجذب لهم بعض الأضواء فى ظل منافسة كبيرة وانحسار للأضواء.
 
وبعض هؤلاء، من حيث يريد الواحد منهم الظهور فى مظهر عميق، يبدون أقرب لشخصية «الليمبى الافتراضى»، وحالات وأوضاع مختلفة، ومثلما يسعى الكاركتر الفنى للعمل المستمر، يسعى بعض الكاركترات الافتراضيين للحصول على فرصة للظهور كومبارس فى فضائيات قطر وتركيا على طريقة «الواد سيد الشغال»، يقدمون خدمات الشتيمة والابتزاز، ولدى كل منهم الاستعداد لعمل عجين الفلاحة ونوم الليمبى من أجل إرضاء منتجى قنوات الصرف الإعلامى.
 
ومن هؤلاء تجد سياسيا طلق حزبه، أو ناشطا أصابه انحسار الأضواء بخيبة أمل، ناهيك عن فقرة «المرشح الليمبى المحتمل»، وهى من أكثر الفقرات إثارة للمسخرة، موظفون سابقون ومهندسون بلا هندسة وأكاديميون أصابهم داء الشتيمة وقلة القيمة، وتحولوا إلى «ليمبيهات تمشى على الشاشات».
 
وكلامهم لا هو سياسة ولا تحليل ولا غيره، غير تسفيه فكرة المعارضة، ونشر الإحباط، ويحول حضرة الليمبى المحتمل السياسة إلى «جبلاية قرود».