اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 05:28 ص

سعيد الشحات

محمد توفيق فى «الملك والكتابة»

بقلم سعيد الشحات الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 07:00 ص

للوهلة الأولى سيخطف بصرك غلاف كتاب «الملك والكتابة - قصة الصحافة والسلطة فى مصر» تأليف الكاتب الصحفى المميز محمد توفيق. 
 
اختار الكاتب الفترة من عام 1950 إلى عام 1999 حيزا زمنيا لموضوع كتابه الممتع، فجاء الغلاف الذى صممه عبد الرحمن الصواف معبرا، فهو يذكرنا بشكل الصحف إخراجا وتحريرا لسنوات طويلة عبر صفحتها الأولى، كما أن وضع عنوان الكتاب على عملة معدنية يحمل معنى أن العلاقة بين الصحافة والسلطة كانت نتائجها أشبه بلعبة «ملك ولا كتابة». 
 
يؤكد توفيق: «العلاقة بين الكاتب والرئيس - أو بين الملك والكتابة - بالغة التعقيد والغرابة»، ويعتبر الصحافة مهنة ليست كباقى المهن، قائلا: «قصة الصحافة ليست قصة مهنة، وإنما قصة بلد بكل ما فيه، ومن فيه من مبدعين ومدعين، ولصوص وشرفاء وأثرياء ومهمشين، وأبطال وخونة ومشهورين ومغمورين، وزعماء وظرفاء، ومهرة وعجزة وعلماء وجهلاء، وعبيد وأحرار، وكذابين وأتقياء، وانكسارات وانتصارات».
 
لا يكتب توفيق «الملك والكتابة» كانطباعات، فهذا النوع من الكتابة وبالتحديد فى المسائل التاريخية قد يضع صاحبه فى شرك الهوى والانتقائية، وذكر ما يحب ذكره وإغفال ما يحب إغفاله، مما يؤدى إلى الإقلال من قيمة هذا النوع من الكتابة كمرجع تاريخى، ولأنه لا يكتب انطباعيا يحيلنا فى نهاية كتابه إلى العشرات من الكتب التى يعتبرها «ملهمة» له، وتشمل كتبا تاريخية، وسياسية وأدبية وفكرية، ومعارك صحفية ومذكرات شخصية لشخصيات أثرت فى تاريخنا الفكرى والسياسى، ويحيلنا إلى كتب أخرى هى مراجع لكتابه، ثم أرشيف الصحف والمجلات التى عاد إليها، بالإضافة إلى مقابلات خاصة مع ثمانية أشخاص من كبار الصحفيين فى تاريخنا الصحفى وهم، حسن شاه، أنيس منصور، أحمد بهجت، سناء البيسى، عبدالوهاب مطاوع، وأحمد رجب، ومحمد العزبى، وإبراهيم عيسى، وهذا الأسماء تعبر عن حساسيات صحفية متنوعة، وانحيازات سياسية مختلفة، ويقودنا كل ذلك إلى أن القارئ سيجد كتابا بين يديه موثقا توثيقا صحيحا. 
 
 كما لا يكتب كاتبنا المحترم «الملك والكتابة» كتأريخ سردى لقصة الصحافة فى مصر بمتوالية زمنية طوال فترة الـ49 سنة التى اختارها لموضوعه «1950 - 1999»، وإنما وكما يقول: «اخترت أن أكتب قصة كل عام بصورة منفردة، ففى كل سنة هناك مائة ألف قصة، ولكل قصة ألف شاهد، ولكل شاهد مئة رواية، ولكل رواية عشرات المؤيدين، ولكل مؤيد حجته وأسانيده ودوافعه وأسبابه، ولكل سبب وجاهته، حتى إذا عرف السبب يبطل العجب، فلا توجد حقيقة مطلقة، ولا مسلمات مطلقة، ولا جواب نهائى، ولاحكم بات، ولا انحياز مطلق، ولا كلمة أخيرة، ولا فصل خطاب»، وهكذا يصارحنا توفيق منذرا: «إذا كنت تبحث عن القول الفصل فلن تجده، وإن كنت تريد جوابا نهائيا فهذا ليس متوفرا فى الكتاب».
 
بهذه الخلفية يضعك «توفيق» على الطريق الذى ستسير عليه كى تصل إلى محطة «فهم الكتاب»، ويبدو فيه أنه يقول لك: «هذه قصة الصحافة فى مصر بلا رتوش فى علاقتها مع السلطة، واستخرج منها المعانى التى تعجبك». 
 
ما الموضوعات التى شملها الكتاب ومنها نعرف أنها قصة العام الذى يكتب عنه توفيق، أى بحصيلة 49 قصة؟. 
غدا نواصل..