اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 03:39 ص

احلام وصابر الرباعى وشيرين عبد الوهاب

سقطات أهل الفن.. «جهل» و«قصص» و«مناظر».. «بقدونس» شيرين عبدالوهاب يمسح رائحة «زهور» أم كلثوم فى تونس.. والمطربة تبحث عن مخرج من أزمة مسرح «قرطاج» بالهجوم على عمرو دياب

شوقى عبد القادر الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 04:26 م

«التشيع» يطارد فاروق الفيشاوى.. «فلافل» أحلام تثير أزمة فى لبنان.. والسبب نضال أحمدية

«الصهيونية» تهمة حماس لـ«صابر الرباعى» بعد صورة الضابط الإسرائيلى 

 
«من الجهل ما قتل»، جملة موجزة وعبارة دالة تلخص حال بعض أهل الفن فى الوقت الحالى، والحديث هنا ليس مقصورا على ما يحدث فى الغرف المغلقة، أو السهرات الخاصة، وإنما ما يحدث أو يقال أمام الجمهور، سواء كان ذلك فى حفلات غنائية أو مهرجانات ثقافية، والشواهد كثيرة وموثقة، ومنها ما يعتبر سقطة فى تاريخ الفنان أو الفنانة، كان يمكن تداركها بقليل من الفهم لـ«رسالة الفن» والهدف من المهرجان، وكذلك أصول مخاطبة الجمهور، قبل السؤال عن «الكاشات» التى ستدخل فى الرصيد، وعدد نجمات فندق الاستضافة.
 
فارق كبير بين أن يدرك الفنان، عندما ينتقل إلى بلد آخر، أنه لا يمثل نفسه فقط، وإنما يمثل المكان الذى جاء منه، ففى حالة الإدراك يفترض أن تكون الكلمة بقدر التصريح محسوبة بدقة، حتى «الإيفيه» له معايير، فما يكون معلوم بالضرورة فى مصر، قد يكون له معنى آخر فى الدولة المضيف، وهذه القضية تحديدا تكشف الفرق بين الفنان المثقف والفنان «البصمجى» صنيعة شركات الإنتاج. 
 
 
شيرين عبدالوهاب مطربة قد يختلف البعض أو يتفق على حجم موهبتها، هذه المسألة تحكمها العديد من الأمور، منها ما هو مرتبط بالاجتهاد، ومنها ما هو مرتبط بالحظ ووجهات النظر، ولكن الملاحظ أن شيرين عبدالوهاب تسقط أحيانا فى فخ الارتجال والعفوية، وهو ما ظهر فى أكثر من برنامج تليفزيونى، وإنما ما حدث فى مهرجان قرطاج بتونس، مساء الجمعة الماضى، يحتاج من شرين إلى وقفة جادة أكثر من حمل علم تونس وتقبيله والتلويح به أمام الجمهور لتدارك ما حدث. 
 
المشهد كان جميلا وأكثر من رائع، جمهور كبير حاضر فى مسرح قرطاج، وحضور سياسى ممثلا فى محمد زين العابدين، وزير الشؤون الثقافية فى تونس، ونبيل الحبشى، سفير مصر بتونس، ورؤساء البعثات الدبلوماسية، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، أرادات شيرين أن تحيى الجمهور فقالت: «إن ابنتها سألتها عن سفرها، فقالت لها إنها ذاهبة لتونس فأجابتها الصغيرة: إيه بقدونس.. وردت عليها شيرين قائلة: ما هى بردك خضرا»، لحظات من الصمت والدهشة خيمت على الحضور، لتدارك واستيعاب ما قالته شيرين، التى لم تجد مخرجا أو اعتذارا تقدمه للجمهور التونسى وللحضور السياسى والسفير المصرى، سوى حمل علم تونس وتقبيله والطواف به على المسرح. 
 
الصحافة التونسية لم تتجاهل ما شهدته الدورة 53 من مهرجان قرطاج الدولى، من تصريحات للفنانة شيرين عبدالوهاب، وعلقت عليه بعض المواقع بالكثير من الإشارات والصفات أكثرها أدبا أنه حديث «غير مقبول»،  بينما ذهب الآخرون إلى أن شيرين كانت فى حالة غير طبيعية، معتمدة على حركات بهلوانية، وخروج عن النص أكثر من الأداء الفنى، هكذا علقت الصحافة التونسية. 
 
والسؤال الذى يطرح نفسه، هل فكرت شيرين  فى أن الجمع بين تونس والبقدونس قد يكون سببا فى أزمة، قد تحرمها فيما بعد من المشاركة فى الدورات المقبلة لمهرجان قرطاج أو غيره من المهرجانات، التى تقام فى الدول العربية؟ ما هو الدافع الذى يجبر أى إدارة مهرجان على توجيه الدعوة إلى فنان لا يدرك ما يقوله على المسرح، حتى وإن كان ما يقوله على سبيل مداعبة الجمهور، أم أنها كانت مشغولة أكثر بالهجوم على الفنان عمرو دياب قبل يوم من الحفل وفى أثناء المؤتمر الصحفى. 
 
ربما لم تجد شيرين عبدالوهاب الوقت الكافى لقراءة جزء بسيط عن الزيارة التاريخية لكوكب الشرق أم كلثوم إلى تونس، التى مازال اسمها محفورا على أحد شوارع العاصمة، تكريما لها ولزيارتها إلى تونس، فى إطار جولتها العربية لدعم المجهود الحربى فى عام 1968، وكيف أهدى الشعب التونسى 100 ألف وردة لأم كلثوم، وضعت فى محيط صالة القبة، وهى المجاملة التى ردت عليها كوكب الشرق فى حوار لتليفزيون تونس قالت فيه: «الجمهور التونسى رائع، ويتمتع بحاسة استماع قوية، وسمعت كثيرا من الشهادات عن ذلك، وتلك الحقيقة تجلت خلال زيارتى إلى تونس لتكون أبلغ من النقل والحديث، وفى ختام زيارتها قالت: «تونس الخضراء ستبقى صاحبة الريادة فى تكريم الفن والفنانين».
 
عندما عادت شيرين إلى القاهرة، كانت سبقتها أخبار ما حدث على مسرح مهرجان قرطاج من الإساءة إلى الشعب التونسى، ولكنها وجدت أن تجديد الهجوم على عمرو دياب مخرجا مثاليا من تلك السقطة، بل وزادت فى الأمر بمداخلة مع الإعلامى عمر أديب، عندما واجهها بما حدث فى تونس، قائلة: « أنا فنانة عربية وشهرتى تخطت جمهورية مصر العربية، أنا لما بغنى فى أى دولة عربية بكون حاملة جواز سفر الدولة اللى أنا فيها»، وهنا يجوز لنا القول إن الشهرة لها قواعد وأصول أبسطها احترام الدولة المضيف، إذا كنت بالفعل تعتبرين نفسك هرما. 
 
قائمة السقوط فى فخ التصرفات والتصريحات غير المسؤولة من أهل الفن تضم إلى جانب شيرين عبدالوهاب، الفنانة أحلام، التى كانت بطلة أزمة كبيرة فى لبنان، طالب بسببها الشعب اللبنانى بمنع أحلام من دخول بلدهم، بعدما اعتبر كثير منه مقطع الفيديو الذى نشرته على حسابها الشخصى على « تويتر» يحمل سخرية من أكلة الفلافل اللبنانية، وتغريدة قالت فيها: «اللى يحب الفلافل يسوى ريتويت»، وفى محاولة للتراجع عن تلك السقطة، قالت أحلام: إنها لم تقصد الإساءة لكل اللبنانيين بتغريدتها، وإنما قصدت الإعلامية اللبنانية نضال الأحمدية، والممثل عادل كرم، بسبب هجومهما الدائم عليها. 
 
الفنان صابر الرباعى، كان ضحية تصرف غير مسؤول على «جسر اللنبى»  فى مدينة رام الله، بعدما نشرت صورة للرباعى مع ضابط إسرائيلى، على الحساب الرسمى، لوحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية، فى المناطق المحتلة، والصورة صاحبها تعليق «نسعد بتعزيز الحفلات الفنية، مرحبين بوصول كل فنان، وسررنا بتنسيق عبور صابر الرباعى عبر المعبر»، واللافت أن تلك الصورة وظفتها حركة حماس، حيث اتهم أحد قيادة الحركة الرباعى بأنه صهيونى.
 
ومن تهمة الصهيونية إلى التشيع، حيث طارد هذا الاتهام الفنان فاروق الفيشاوى، والفنان أحمد بدير، والفنان فتوح أحمد، والفنانة حنان شوقى، والفنان محمود الجندى، والفنان أحمد ماهر، والفنانة وفاء الحكيم، وقد جمع بين هؤلاء مهرجان «الغدير» الذى يقام بمدينة النجف جنوب العاصمة العراقية بغداد، وكذلك احتفالات ذكرى تأسيس قوات الحشد الشعبى، و«الغدير» مرتبط لدى أصحاب المذهب الشيعى بعيد الغدير 18 ذى الحجة، معتبرين أنه يوم تمام الرسالة وكمال الدين، إذ تقول المراجع الشيعية: إنه فى ذلك اليوم، ولى الرسول على بن أبى طالب الخلافة من بعده، وعلى الرغم من الهجوم الضارى، الذى تعرض له هؤلاء النجوم بسبب تلك المشاركة، خاصة على المواقع وصفحات السفليين، إلا أن الفنان فاروق الفيشاوى نفى أن يكون سفره للعراق مرتبطا للمشاركة فى الاحتفال بعيد الغدير، ونفيه أيضا حصوله على أمول مقابل ذلك، وإنما ذهب للمشاركة فى مهرجان إعلامى، إلا أنه كان فى غنى عن ذلك الهجوم وتلك الاتهامات بقليل من البحث، والسؤال عن المهرجان ومنظميه والهدف منه.