اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 09:08 ص

سلوى فتاة العباسية تهرب للشارع من قسوة الأهل

بالفيديو.. "سلوى" فتاة العباسية: قسوة الأهل دمرتنى فهربت وعشقت الغناء والشيكولاتة.. وتؤكد: اللف فى الموالد والنوم فى الشارع أرحم من حكم النفس على النفس.. وأطباؤها: تتماثل للشفاء تدريجيا

كتبت منة الله حمدى الأربعاء، 05 يوليو 2017 12:44 ص

مأساة إنسانية جديدة تفرض نفسها على صفحات التواصل الاجتماعى"فيس بوك" تلك الفتاة العشرينية التى اتخذت الرصيف الخاص بكوبرى عباس بيتاً لها تلهو عليه حافية القدمين يميناً ويساراً، تارا تحدث نفسها بهدوء.. وأخرى يصعد صوتها لعنان السماء، تعيش على إعانات المارة .

تساؤلات عدة تخطر ببال كل من يرى تلك الفتاة بهذا الشكل، هل اتخذت التسول مهنة لها؟ وهل هناك من يدفع بها لهذا التصرف؟ وهل هى شخصية سوية وما يحدث منها سوء طباع؟.. أم تمر أنها بأزمة نفسية نتيجة لأحداث معينة عاشتها؟ ما هى قصة تلك الفتاة؟ وما اسمها؟ ومن أى محافظة؟

إنها "سلوى عرابى" ابنة محافظة الغربية ومن مدينة المحلة تحديداً، الأخت الصغرى لخمس أبناء أربعة أشقاء وأخت واحدة من والدتها، توفى والدها وهى طفلة فى سن العاشرة، لم تتحمل الطفلة "سلوى" قسوة أهلها بعد وفاة والدها فقررت الهروب من هذا الجحيم؛ ولم تكن تعلم أن هناك جحيما أكبر مجهولا فى انتظارها.

فى مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان" التقينا بـ"سلوى" التى تحمل وجها أبيض بريئا وعينان تملؤهما الحزن والأسرار، قالت "سلوى" لـ"فيديو 7": إن إخوتها لم يتركوها تعيش حياة الطفولة البريئة التى اعتادت عليها فى حياة والدها، ضربوها وأجبروها على ارتداء الحجاب، بالإضافة إلى اعتمادهم عليها فى أعمال البيت الشاقة التى لا تلائم طفلة صغيرة فى العاشرة من عمرها .

لم نستطيع أن تأخذ من "سلوى" سوى جمل متقطعة نقرأ من خلالها المأساة التى عاشتها الطفلة البريئة حتى نضجت وأصبحت فتاة فى العقد الثالث من عمرها كاملة النضج، فقالت: "حياتى كلها حوادث"، "قابلت ناس كتير وعشت مع ناس كتير جداً"، "لفيت فى الموالد ونمت فى الشارع".

محمود وحيد عبد الحميد رئيس مجلس إدارة مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان"، يقول إن سلوى كانت فى وضع انهيار عصبى تام، وجرى التعامل معها بالشكل اللائق من خلال فريق التمريض وطبيبة نفسية، أكدت أن "أسباب انهيارها كانت بسبب ضغوط مجتمعية لم تتحملها"، حسب تعبيره.

عاشت "سلوى" ما يقرب من 12 سنة بعيد عن أهلها مع عائلة أخرى بديلة ثرية فى حى مصر الجديدة، عملت فى أكثر من مهنة منها "موديل" ولكن ضغوط الحياة أثرت عليها فانهارت عصبياً منذ 3 أشهر تقريباً، ويؤكد محمود عبد الحميد، أنها الآن تتماثل للشفاء وتعيش وسط الأصدقاء فى هدوء وتتعامل مع الآخرين بشكل جيّد .

وأكد أن أهلها فى المحلة تواصلوا مع المؤسسة فور علمهم بما حدث وأتوا لرؤيتها ولكنها رفضت التحدث معهم والرجوع إليهم، لافتاً إلى أنها هى صاحبة القرار الأول والأخير فى حياتها ولكن بعد التماثل للشفاء نهائياً.