اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 12:20 م

سلطنة عمان

طارق البرديسى يكتب: عمان والركن البعيد الهادى

الجمعة، 28 يوليو 2017 12:00 م

فى الركن البعيد الهادى ..وفِى نفس المكان من النادى ، كانت تجلس أنغام تنتظر حبيبها وأمامها كأس الليمون ، لن أتحدث هنا عن الثلج الذى ذاب فى الكأس بعد ساعات ترقب وانتظار، ولن أدلف إلى علاقتها بحبيبها أو علاقات أخرى أبوية أو أسرية أو عائلية! 
 لكنى أودّ تسليط الضوء على علاقات أخرى لا علاقة لها بأنغام ، إنما هى علاقات تربط سلطة عمان بجيرانها تتسم بسمت خاص وتتميز بركيزة أساسية، وهى النأى بالنفس عن المشاكل وعدم الولوج فى أزقة التوترات وسراديب الأزمات وشوارع الصراعات والجلوس بعيداً عن المتاهات فى ركن خاص جغرافى، وموقع ذاتى لا يتورط فى صراع مع الدولة الفارسية ، بل على العكس يحاول أن يكون وسيطاً بينه وبين الغرب فى الإتفاق النووى الذى إبرم فى عهد باراك أوباما !
سلطنة عمان نموذج فريد وحالة نموذجية ،لقدرة الدولة على عدم الإنجرار فى مغامرات غير محسوبة العواقب وتوخى الحذر والتبصر فى سياستها الخارجية ودبلوماسيتها الدولية وعلاقاتها الإقليمية ، لذا كانت دائماً محافظةً على مسافة تفصلها عن باقى دول مجلس التعاون ، فلا تسير مغمضة العينين دون دراسة لموازين القوى وللأوزان السياسية وللحسابات الإقليمية وللأضرار السياسية والفواتير الإقتصادية ، ولقد أكدت خارجيتها مؤخراً أن أى تهورات أو حروب تشن ليس لها علاقة بها وأنها لن تكون أبداً عنصراً فى مشكلة ، لأنها أعتادت أن تكون دائماً جزءً من الحل ، وأن من تهور وأخطأ عليه أن يتحمل جريرة فعله وعواقب عمله ، سلطنة عمان تجلس فى موقعها تحتسى كأس الليمون غير عابئة بذوبان قطع الثلج ، لأنها اعتادت احتساءه بارداً على مهل غير مبالية بغليان هنا أو هناك ، لأنها تنأى بنفسها عن تحالفات أو ضغوطات أو مشكلات ليس لها فيها ناقة أو جمل ، هذا الهدوء وتلك العقلانية جنبت السلطنة مغبة فخاخ إقليمية ومطبات دولية وأضرار إقتصادية وشرور سياسية وحفظت للبلاد سلاماً شاملاً يبتغيه الجيران ويغبطونها عليه   .