اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 09:40 ص

دار الإفتاء المصرية

مرصد الإفتاء يحذر من خطورة تنظيم دورات شرعية لمتشددين على مواقع التواصل

كتب ــ لؤى على الأربعاء، 19 يوليو 2017 09:57 ص

كشفت وحدة الرصد والمتابعة بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، قيامَ الجماعات المتطرفة والإرهابية بعقد دورات تدريبية تحت اسم دورات فى العلوم الشرعية والتنمية البشرية في الفضاء الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى على مجموعات من طلبة الجامعات، يتم استقطابهم عن طريق عناصر منتمية لتلك الجماعات مندسة وسط الطلاب، إضافةً إلى استغلال المجموعات الشبابية على الفيس بوك.

 قالت وحدة المتابعة بمرصد الإفتاء: إن تلك التيارات الدينية المتشددة اتخذت عدة أسماء لتلك الدورات تدور حول أسس العقيد الإسلامية وتنمية المهارات الذاتية والشرعية، وتقوم بتحصيل مبالغ مالية من الشباب مقابل حضورهم تلك الندوات بهدف الاستعانة بتلك الحصيلة المادية فى توسعة نشاطهم. ورصد المرصد مؤخرًا قيام بعض منتسبى الجماعات المتشددة بإطلاق دورات مدفوعة الأجر على مواقع التواصل الاجتماعى.

من جانبها، أشارت وحدة التحليل والمتابعة بمرصد الإفتاء إلى أن لجوء التيارات المتشددة إلى هذه الطريقة تأتى نتيجة فقدانهم السيطرة على المساجد التى كانوا يبثون من خلالها أفكارهم المتطرفة، فأطلقوا حملاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى لجذب مزيد من الشباب إلى صفوفهم، وإقناعهم بأفكارهم المتطرفة، موضحةً أن التيارات المتطرفة تحرص على تغيير جلدها بين وقت وآخر، فبعدما كانت تستخدم الكُتيِّبات والأشرطة المسجلة والأسطوانات المدمجة المحمَّل عليها دروس لبعض رموزها، وتبث من خلالها أفكارها، لجأت إلى عقد ما يسمى بالدورات التدريبية، التى تغيرت فى شكلها لكن مضمونها ظل يحمل نفس الأفكار، وذلك لتتناسب وميول الشباب اليوم، فأطلقت دوراتها بما يشبه دورات التنمية البشرية لتوسيع دائرة الانتشار والتأثير فى أكبر عدد ممكن من الشباب، وتحت عناوين مثل: "شباب أحلى" و"البرمجة والتدين وخطط الزواج" و"نفسك يكون لحياتك لازمة" وغيرها.

 أشارت وحدة التحليل أن اختيار هذه التيارات للفضاء الإلكترونى وشريحة الشباب يمثل خطرًا يجب التصدى له بقوة، لأن هذه الوسيلة الجديد التى تستخدمها هذه الجماعات المتطرفة تضمن لها مجموعة من الأمور:

أولها: بث الأفكار الهدامة لأكبر شريحة ممكنة من الشباب، الذين يمثلون العدد الأكبر من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أشارت آخرإحصائية لمستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى إلى أن 64% من مستخدمى هذه الوسائل فى الدول العربية من شريحة الشباب دون الـ30 عامًا.

ثانيها: تجنيد العدد الأكبر من الشباب، باعتبار أن هذه المنصات تمثل رافدًا مهمًّا لتجنيد الشباب، وفقًا لدراسة غربية خلصت مؤخرًا إلى أن 80% من عمليات تجنيد الشباب فى صفوف الجماعات المتطرفة تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وبالتالى تمثل هذه الشبكات رافدًا مهمًّا جدًّا لهذه الجماعات فى الدعاية والتجنيد.

ثالثها: الحصول على التمويل المادى، إذ أن هذه الدورات تتم بمقابل أجر مادى يتم تحويله على حساب هذه الجماعات، وهذا يعطيها قُبلة الحياة بعد أن فقدت الدعم المادى الذى كان يأتيها من الدول الراعية للإرهاب والتى أصبحت محاصرة اليوم وانكشفت للعالم أجمع.

وأخيرًا، طالبت وحدة التحليل بمرصد الإفتاء الجهات المسئولة بالتصدى لمثل هذه الدعوات لما تمثله من خطورة على الشباب فى هذه المرحلة العمرية، ومجابهتها بدعوات أخرى مضادة لتفنيد هذه الأفكار وبيان سقمها، وللحيلولة دون تجنيد مزيد من الشباب.