اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 11:24 م

تميم بن حمد أمير قطر

الإمارة السوداء تتخفى وراء "القارة السمراء".. قطر تغازل جنوب أفريقيا للوساطة مع الرباعى العربى.. وزيرة خارجية جوهانسبرج تلتقى تميم لمناقشة الأزمة.. ومراقبون: تحرك الدوحة جاء بعد دعوة السعودية لقمة عربية أفريقية

كتب هاشم الفخرانى الخميس، 13 يوليو 2017 12:21 م

بخطوات يسكنها الاضطراب والعشوائية، ويلفها العناد والمكابرة والإصرار على المواقف المشبوهة والسياسات المعادية للمنطقة، يواصل أمير قطر تميم بن حمد، الراعى الأول للكيانات الإرهابية فى الدول العربية، تحركاته الساعية للخروج من قيود المقاطعة العربية التى فرضتها الدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من الدوحة، وذلك بعدما بدد فرصة الوساطة الكويتية خلال الفترة الأخيرة، وأبرم اتفاقا صوريا مع الإدارة الأمريكية يلزمه بمكافحة الإرهاب، رغم تجاهله السابق لمقررات قمتى الرياض السابقتين، واستمرار دعمه للإرهاب رغم إعلانه القبول بما اتفق عليه المجتمعون بالقمتين.

بعد اعتماد "تميم" الكامل منذ بداية الأزمة الخليجية على تركيا وإيران لتأمين حياته الشخصية، وإمداد قطر بالغذاء والسلع الأساسية، حاول الأمير الصغير استمالة دول تربطها علاقات وثيقة بالرباعى العربى الذى تقوده مصر ويضم المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، والداعى لاتخاذ موقف جاد من ممارسات قطر الإرهابية، فى محاولة للحصول على دعمها ووقف قائمة العقوبات التى كبدت الاقتصاد القطرى خسائر فادحة، قدرها مراقبون بـ75 مليار دولار، ولكن تحركات تميم لم تحمل أى قدر من الجدية أو السعى الحقيقى للخروج من الأزمة، الاضطراب يتجلى بقوة فى استمرار ارتمائه فى أحضان تركيا وإيران، وتصاعد محاولاته لاستمالة دول أخرى، وفى الوقت نفسه احتضان التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة وقياداتها.

 

تميم بن حمد يختار جنوب أفريقية محطة جديدة للمراوغة والهروب من جرائمه

وقع اختيار نظام تميم بن حمد، الذى يواجه مسلسلا متتابعا من الأزمات الاقتصادية، إلى جانب حالة السخط الشعبى والمعارضة المتصاعدة وما حملته من سلسلة متقطعة من الاحتجاجات الشعبية فى الأيام الماضية، على دولة جنوب أفريقيا، التى ترتبط بعلاقات طيبة مع مصر والدول العربية الكبرى، مستغلاً فى الوقت نفسه الاستثمارات الضخمة التى تمتلكها حكومته فى دول القارة السمراء وعواصمها، وفى القلب منها جوهانسبرج.

وعلى هامش زيارة أجرتها مايتى نكوانا ماشابانى، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، للعاصمة القطرية الدوحة قبل يومين، ناقش تميم بن حمد سبل تأمين موارد بديلة للغذاء والسلع التركية والإيرانية، كما ناقش فى الوقت نفسه - بحسب مراقبين ومتابعين - سبل تدخل جوهانسبرج لإثناء الدول العربية عن استمرار فرض العقوبات على قطر، وذكر المراقبون أن "تنظيم الحمدين" الذى يدير الإمارة الصغيرة، ويضم حمد بن جاسم وزير الخارجية ورئيس الوزراء الأسبق، وحمد بن خليفة الأمير السابق الذى عزله "تميم" واستولى على حكم الإمارة، يحاول من خلال استثماراته دفع الدول الأفريقية لتبنى مواقف داعمة لممارساته فى المنطقة، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية موّلت وما زالت تمول كثيرا من الكيانات الإرهابية فى القارة السمراء، منها حركة "الشباب" الصومالية، و"بوكو حرام" فى نيجيريا، وغيرهما من التنظيمات والميليشيات، من خلال مدها بالمال والسلاح عبر وسطاء. 

 

وزيرة التعاون الدولى الجنوب أفريقية فى قطر.. والدوحة تطلب منها الوسائطة فى الأزمة

فى إطار محاولة أمير قطر للالتفاف على الموقف العربى من دعمه للإرهاب وعدائه لمصالح المنطقة ودولها الكبرى، استقبل "تميم" فى مكتبه بقصر "البحر" بالعاصمة الدوحة، أول من أمس الثلاثاء، مايتى نكوانا ماشابانى، وزيرة العلاقات والتعاون الدولى بجنوب أفريقيا، التى امتدت زيارتها الرسمية لقطر عدة أيام.

وكشفت مصادر عربية مطلعة، عن أن جوهانسبرج تعتزم الدخول على خط الوساطة غير المباشرة بين الدوحة والدول الخليجية، بحسب ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة المسؤولة الجنوب أفريقية للإمارة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تأتى بعد أسبوع من دعوة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لعقد قمة سعودية أفريقية فى الرياض، نهاية العام الجارى أو بداية العام المقبل.

 

"موديز" تتوقع استمرار نزيف قطر لمنتصف 2018.. وتقديرات الخسائر 75 مليار دولار

كانت الدول العربية الأربعة الداعية لاتخاذ موقف من الممارسات القطرية الداعمة للإرهاب، قد قدمت قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات مع الدوحة، من بينها إغلاق قناة "الجزيرة"، وذلك فى 22 يونيو الماضى، بعد أسبوعين تقريبا من قرار قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ والحدود البرية والبحرية والجوية معها، بسبب استمرارها فى السياسات العدائية المهددة لأمن هذه الدول، ودعمها للميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية فى سوريا وليبيا وغيرهما.

وتفرض الدول العربية قائمة من العقوبات على قطر، فى مقدمتها إغلاق الحدود البرية والبحرية وحظر الطيران القطرى فى الأجواء الخاصة بدول الرباعى العربى، الأمر الذى أدى إلى خسائر فادحة فى اقتصاد الإمارة، بينما عجزت آلة قطر الإعلامية ممثلة فى قناة الجزيرة عن إخفاء حسابات الأرقام التى أشارت بدقة إلى خسارة اقتصاد الإمارة الراعية للإرهاب ما يقدر بـ75 مليار دولار منذ اتخاذ موقف عربى موحد من ممارسات قطر المشبوهة، فى قطاعات عدة تتقدمها قطاعات الطيران والسياحة وسوق المال التى سجلت إخفاقات قياسية بلغت فى الأسبوع الأول للأزمة هامش خسارة 2.5 مليار دولار فى كل ساعة تداول داخل البورصة.

ورسمت وكالة موديز العالمية للتصنيفات الائتمانية، عددا من السيناريوهات قاتمة فيما يخص مستقبل الاقتصاد والاستثمارات القطرية، وتوقعت أن يستمر التصنيف "السلبى" للإمارة الخليجية الصغيرة إلى ما بعد منتصف العام 2018، وربما يمتد أكثر من ذلك.