اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 04:11 ص

كريم عبدالسلام

الأفنديات وقرارات الرئيس لحماية الغلابة

بقلم - كريم عبدالسلام الخميس، 22 يونيو 2017 03:00 م

طبعا لن نسمع صوتا ولا تعليقا من مجموعة الشكائين البكائين على قرارات الحماية الاجتماعية التى كلف بها السيسى الحكومة، رغم أنها قرارات ثورية بكل ما تعنيه الكلمة، وترفع المعاشات والمرتبات وأشكال الدعم إلى مستويات غير مسبوقة.
 
العادى والمفهوم عند غالبية الناس أن الذين يلونون كل شىء فى البلد باللون الأسود ويقيمون المنادب والجنازات 24 ساعة فى اليوم للترحم على محدودى الدخل، لا يصدقهم محدودو الدخل والفقراء والغلابة، رغم أنهم الأكثر تأثرا بموجة الغلاء التى أعقبت الإجراءات الضرورية للإصلاح الاقتصادى، فهؤلاء الغلابة يعرفون ويتفهمون ضرورة الإصلاح الاقتصادى، وأهمية أن نعبر بالبلد من أزماتها المتراكمة، وأن نتحمل فى سبيل ذلك سنوات قليلة، أكثر بكثير من الأفندية الراغبين فى الاستعراض ومن مدعى الوطنية.
 
ومن هنا يتصور تجار الأزمات أنهم قادرون على خداع البسطاء والغلابة ودفعهم إلى الفوضى، أو المظاهرات العشوائية، لكن المصريين بحكمتهم يعلمون البلداء كل يوم درسا جديدا فى الوطنية، وفى كيفية الحفاظ على مصالح الوطن العليا دون مزايدات أو حنجوريات فارغة، والغريب أن البلداء لا يتعلمون الدروس المتوالية، رغم اعترافهم مرارا وتكرارا بأن الشعب هو المعلم!
 
قرارات الرئيس الأخيرة تستهدف رفع الدعم النقدى فى الشهر للفرد على بطاقات التموين من 21 جنيها إلى 50 جنيه بنسبة زيادة مقدارها %140، وزيادة المعاشات التأمينية بنسبة %15، وبحد أدنى قدره 150 جنيها لعدد 10 ملايين مواطن من أرباب المعاشات، وكذلك زيادة قيمة الدعم النقدى لمستحقى برنامجى تكافل وكرامة بقيمة 100 جنيه شهرياً لعدد مليون و750 ألف مستفيد.
 
قرارات الرئيس تتضمن أيضا إقرار علاوة دورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية بقيمة %7 وبحد أدنى 65 جنيها، وإقرار علاوة غلاء استثنائية قدرها %7 وبحد أدنى للعلاوين 130 جنيها، وإقرار علاوة دورية لغير المخاطبين لقانون الخدمة المدنية قدرها %10 بحد أدنى 65 جنيها، وكذلك علاوة غلاء استثنائية قدرها %10 وبحد أدنى للعلاوين 130 جنيه، وزيادة حد الإعفاء وإقرار نسبة خصم ضريبى للفئات من محدودى الدخل، ووقف العمل بضريبة الأطيان على الأراضى الزراعية لمدة ثلاثة سنوات، لتخفيف الأعباء على القطاع الزراعى.
 
هذه الإجراءات الحمائية غير المسبوقة، تفسر لنا لماذا يثق المصريون فى السيسى، ولماذا يصدقونه ويحمونه ويتحملون منه القرارات الصعبة فى الأوقات الحرجة، مهما طنطن الحنجورية ومدعو الوطنية وتجار الأزمات.