اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 02:31 ص

يوسف أيوب

وسقط الطابور الخامس القطرى

بقلم يوسف أيوب الثلاثاء، 30 مايو 2017 10:00 ص

المفيد فى تصريحات أمير قطر تميم بن حمد، المسيئة للجميع، التى حاول وزير خارجيته إنكارها، رغم أنها تتطابق مع جميع المواقف الرسمية والسياسات المعلنة للدوحة منذ سنوات طويلة، أنها لم تسقط فقط القناع عن السياسة القطرية العدائية ضد الدول العربية بما فيه دول الخليج، وإنما كشفت عن الطابور الخامس القطرى الموجود بيننا، الذى نشط منذ أيام للدفاع عن تميم وقطر.
 
الطابور الخامس القطرى موجود فى وسائل التواصل الاجتماعى، وبينهم من يطلقون على أنفسهم لفظ نشطاء وخبراء ومحليين استراتيجيين، رغم أن تاريخهم فى العمل السياسى يساوى صفرا، لكنهم نشطاء بالعمولة، أى ينشطون دفاعاً عمن يدفع لهم أكثر، فهم أقرب للمرتزقة الذين يبيعون أنفسهم وضمائرهم لمن يدفع، والمعروف للجميع أن قطر تغدق بملايين الدولارات والريالات القطرية على من يقدم نفسه، باعتباره مدافعا عنها، ومنفذا للتوجيهات الصادرة له من المخابرات القطرية. 
 
الطابور الخامس القطرى بعضه موجود فى مصر، وأكثرهم موجود فى الخارج، استفادوا من ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى، فاستخدموها منبراً وشباكاً ينفذون من خلالها إلى عقول المتابعين، من خلال الاستعانة بحسابات وهمية على تويتر وفيسبوك وغيرها من شبكات التواصل، حتى يظهروا وكأنهم كثيرون، رغم أن عددهم قليل، بعد تصريحات تميم التى كشفت نواياه الخبيثة تجاه الدول العربية كلها، خرج الطابور الخامس القطرى من جحورهم، منفذين للتعليمات الصادرة لهم من الدوحة للدفاع عن أميرها ومهاجمة دول الخليج والدول العربية وإعلامهم، بعدما تكشفت حقيقة تميم وعدائه للعرب بشكل عام، خاصة بعدما فشل الإعلام القطرى فى الدفاع عن تميم ونظامه ودعمهم للإرهاب فى كل دول المنطقة، فإذا كانت 30 يونيو 2013 كتبت فصل النهاية للإعلام القطرى، وتحديداً قناة الجزيرة، الذيل الإعلامى للدوحة، فإن أزمة تصريحات تميم الأخيرة كتبت شهادة الوفاة الرسمية لإعلام الدوحة بما فيه الجزيرة نفسها، التى كانت تتباهى فى الماضى بأنها استطاعت اختراق كل البيوت العربية.
 
فقدت القناة مصداقيتها فى الشارع العربى، فتراجع مستوى مشاهدتها إلى درجة لم يتخيلها القائمون عليها، خاصة فى الدول المستهدفة ومن بينها مصر، وربما دفع ذلك المخابرات القطرية للبحث عن آلية إعلامية جديدة، فكان الحل فى منابر إعلامية يديرها إعلاميون منتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، لكنها فشلت هى الأخرى فى المهمة الموكله إليها، فكانت الحيلة الجديدة من المخابرات القطرية بخلق جيل من الطابور الخامس الموالى لقطر فى الدول العربية، ولهم انتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعى، مع دعمهم بحسابات وهمية يستخدمونها للترويج لما يقولونه.
 
ورغم ما أنفقته وتنفقه الدوحة من أموال على مرتزقتها وإعلامها، لكنها فشلت فى أن تواجه الحقائق، والسبب واضح وهو أن الوعى العربى وصل إلى درجة من اليقين بأن قطر ما هى إلا دولة داعمة وممولة للإرهاب، لقد أدرك العالم أجمع أن الدوحة ما هى إلا قبلة لكل الجماعات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، بل والملاذ الآمن لهم وقت الأزمات، والأمر لا يقتصر فقط على جماعة الإخوان أو حماس أو علاقة مع حزب الله وإيران، أو ميليشيات مسلحة فى اليمن وسوريا والعراق، وإنما امتد إلى خارج النطاق العربى، عبر علاقة وثيقة مع حركة طالبان الأفغانية المصنفة دولياً بأنها منظمة إرهابية، لكنها فى نفس الوقت تحظى بحماية ودعم مالى وإعلامى قطرى. 
 
نعم بيننا طابور خامس قطرى، منهم إخوان، وكثير منهم يعملون مقابل الدولار، لكنهم جميعاً فشلوا فى مواجهة الحق، لأنهم فى النهاية يدافعون عن الباطل دون اقتناع، فكل ما يريدونه هو الحصول على المزيد من الأموال، أو الانتقام من هذه الدولة أو تلك.