اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 11:13 ص

أحمد مصطفى

رمضان فى شارع كليوباترا بديروط

أحمد مصطفى الأحد، 28 مايو 2017 09:39 م

شارع كليوباترا بديروط له مذاق خاص، هو يجسد بحق المواطنة فى وقت لم يكن أحد يتحدث عنها شارع كليوباترا كله مسيحيون ما عدا كام بيت مسلمين.. الشارع ده ليه ذكريات جميلة أوى فى رمضان، كنّا نبدأ الاستعداد بحملة مكبرة تبدأ من نصف شعبان لجمع الكتب والكراريس القديمة من كل ولاد وبنات الشارع مسلمين ومسيحيين لصناعة أعلام الزينة.. كان دور عمى لمبى وولاده إعداد الصبغة بتاعة الألوان، حيث كان يعمل "جزمجى" وله خبرة فى الصباغة، أما عمى كمال توفيق فكان يمدنا بالنشا المصنع عشان نلزق الورق، حيث كان لديه مصنع "بخوتة" جمع بخت، فى حين كان عمى أنور يدينا الخيط والحبال، حيث كان يمتلك محلا لبيع المفارش ونول لغزل السجاد، فى حين دور فريد الكهربائى كان مسئولا عن التوصيلات والسلوك والكهارب مش بس كدة وكل أعمال الصيانة.. على فكرة كل الأسماء اللى ذكرت دول مسيحيين من ديروط أسيوط.
 
بعد كدة يأتى دور تركيب الزينة، نبدأ فى الأول ببيت عمر روحى بتاع القماش ثم بيت أخوه قدّامه ثم بيت عمى روبيل ثم بيت عمى حنا أبو لمبى، وبيت عمى عدلى، وعمى سيد، وعمى فتحى، وصولا لبيت عمى فرج طخة آخر الشارع أثناء التركيب للزينة تبدأ صوانى الشاى تنزل من البيوت، والكل يتسامر فى ود وجيرة ومحبة.
 
فى الشارع من شرق كانت توجد خالتى لندة جارتنا مسنة تعيش لوحدها، والويل لأى عيل يتعكش غاب من المدرسة لازم يتروق لكن آخر النهار، وبدء لعب الكرة تكون فاتحة الباب ومجهزة قدرة المية لزوم العطش.
 
شارع كليوباترا ليه طقوس فى ابتدائى لازم ولاد الشارع ياخدوا دروس عند أستاذ مكرم خليل، وفى إعدادى الرياضة لازم عند أستاذ ظريف، أما فى ثانوى لازم تحجز مكان عند أستاذ فيليب.
 
المسحراتى بتاعنا عمى أحمد راغب يسحرنا بالليل، وفى الصباح نروح نشترى منه الكنافة البلدى على بعد خطوات من الكنافة لازم تصحى بدرى وتحجز دور عند عمى سعد طماطم بتاع الطرشى البلدى، وآه لو كنت على معرفة فى المحل هاتضمن تمشى بسرعة وكميات كتير كمان، ثم عليك أن تتجه قاصدا شارع الوكالة لتزاحم للفوز بعدد من الأرغفة الشامى التى تصنع فى فرن الخوجاية ثم تتوجه للبيت لتسمع الشيخ محمد رفعت، يشدوا من سماعة عربية مركبها أشرف المفتى فى البلكونة بعد سماع شوية قرآن عليك التواجد على رأس شارع كليوباترا من غرب لترى مأذنة جامع السايح أو القبلى، كما كان يلقب قد أضيئت إذانا بدخول المغرب والإفطار ثم تبدأ نوبة من الصياح والتهليل لإخبار الصائمين بالبيوت، يعقب ذلك إطلاق عبوات البمب والحبش "حرب أطاليا" ثم يقوم بعض الجيران والمقيمين بشوارع أخرى بإطلاق عدد من الأعيرة النارية ابتهاجا بأذان المغرب وبدء الإفطار.