اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 04:49 م

متحف الجزيرة للفنون

آثارنا العظيمة.. «اليوم السابع» داخل متحف الجزيرة للفنون بعد إغلاقه 29 عاماً.. مقتنياته تتعدى المليارات.. ومدير المتحف: المتحف يحتاج «راعياً» ومعارض دولية حتى يستطيع العودة.. والمتروبوليتان اعتبرنى «مدعياً»

تحقيق - بسنت جميل - تصوير - حسين طلال السبت، 13 مايو 2017 04:23 م

«متحف الجزيرة للفنون» مجرد اسم رنان، وحكايات متداولة عن أهمية المتحف ومقتنياته العديدة والمتنوعة التى تتعدى قيمتها مليارات الجنيهات، لكنه فى النهاية «كلام ابن عم حديت» وإذا سألت: متى سيفتح متحف الجزيرة للفنون للزائرين؟! تفاجئك عشرات التواريخ الكاذبة التى تقول إن المتحف سيفتتح قريبا، آخرها هذه التصريحات التى جاءت فى نوفمبر عام 2016، ولكن هذا لم يحدث بعد، وفى النهاية أعلن الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن القطاع على وشك الانتهاء من عمليات التطوير والترميم، وأن هناك خطة زمنية واضحة لافتتاح المتحف. 
 
«اليوم السابع» حرصت على زيارة المتحف الذى أغلق لمدة 29 عاماً، واصطحبنا فى جولتنا للمتحف أحمد عبد الفتاح، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف، والفنان عمرو عبدالطيف، مدير إدارة الترميم بقطاع الفنون التشكيلية، وعماد الشريف، أمين المتحف، فى جولة مصورة ومسجلة لكى يرى القارئ كل المقتنيات الباهرة التى يتعدى سعرها ملايين الدولارات. 
 
بدأت الجولة بمشاهدة آلاف من القطع الفنية، مخزنة فى أكبر وأهم وحدة تخزين فى قطاع الفنون التشكيلية، على درجة كبيرة من التأمين والتحصين، لأنه يضم العديد من المقتنيات، إضافة إلى مقتنيات متحف محمود خليل وحرمه الذى أغلق هو الآخر بعد واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش فى عام 2010. 
 
متحف الجزيرة للفنون من أكبر وأهم متاحف الشرق الأوسط، ويعادل فى الأهمية المتحف المصرى للآثار ومتحف اللوفر فى باريس، أنشئ المبنى عام 1936 وصممه وأشرف على بنائه مصطفى بك فهمى، مدير الخاصة الملكية، وقد أنشئ فى الأساس ليكون استراحة للملك فاروق، ثم تحول بعد ذلك ليصبح متحفا للفنون، وافتتح يوم 25 أغسطس عام 1957 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. 
 
ويضم المتحف مجموعة كبيرة ونادرة من التحف واللوحات الفنية والتماثيل التى يبلغ عددها 4 آلاف قطعة فنية، ويعود الكثير من هذه المجموعة النادرة إلى قصور أفراد الأسرة المالكة المصادرة بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، ومنها مقتنيات زجاجية أثرية ذات طابع إسلامى صناعة مصرية تعود للفترة بين القرنين الـ11 والـ18 الميلادى، وأيضا مجموعة من الزجاج الفاطمى من القرن الـ6 إلى القرن الـ9، وأيضا مجموعة من الزجاج الغربى. 
 
كما يضم المتحف مجموعة من الأعمال الخزفية تعود إلى القرن الـ13 الميلادى، وهى عبارة عن قدور وأباريق، كما يضم المتحف العديد من التحف المعدنية الإسلامية. 
 
ويحتوى المتحف أيضا على مجموعة قديمة من النسيج القبطى والنسيج الإسلامى، ومجموعة نادرة من السجاد الأثرى من إيران وخراسان، إضافة إلى هذا فالمتحف يضم مجموعة التصوير لـديلاكرواه ودومينيك ورسو، وأيضا يحتوى المتحف على مجموعة نادرة من التماثيل والأدوات الموسيقية ولوحات الحفر ولوحات الخط العربى.
 
المتحف يضم كذلك العديد من مقتنيات الباشاوات بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 منها مقتنيات لأسرة محمد على باشا وإبراهيم باشا ومقتنيات البرنس يوسف كمال، وأيضا بعض مقتنيات قصر عابدين، ويضم القطع الخزفية الإسلامية التى بسببها تمكن متحف الخزف الإسلامى من إقامة عرض متحفى يضم 150 قطعة خزفية مأخوذة من متحف الجزيرة، كما يضم المتحف الخزف المشكاة الأندر فى العالم والمكتوب عليه «الصلاة تنهى عن الفحشاء»، فقيمة المقتنيات الفنية تتعدى مليارات الدولارات، ذلك لأن المتحف يضم خزفا يونانيا ورومانيا من القرن الثانى الميلادى، وأيضا لوحات من عصر النهضة، ولوحة للمسيح من القرن الرابع الميلادى. 
 
ونظرا لأهمية متحف الجزيرة للفنون، أقيمت ثلاثة معارض عالمية طوال فترة إغلاقه من أهمهما، معرض عالمى كان يحمل عنوان «منسيات القاهرة» فى متحف أورسية بفرنسا عام 1994، وضم 120 عملا فنيا، منها 20 عملا من مقتنيات محمود خليل و100 عمل من مقتنيات الجزيرة. 
 
وحول إمكانية دخول لوحات جديدة لمخزن متخف الجزيرة للفنون، علمنا أن المقتنيات التى تأتى إلى المتحف فقيرة ولا ترقى إلى مكانه الأعمال المخزنة، وذلك لأن المتحف يضم لوحات فنية عالمية وتماثيل لكبار النحاتين، ومع ذلك يحصلون على بعض المقتنيات المهمة من خلال الضبطيات القضائية التى تقوم به الشرطة أو عن طريق الأموال المستردة من ورثة محمد على باشا على سبيل المثال، فالأعمال الفنية المخزنة بفترة الخمسينيات والستينيات تم ترميمها كاملا بنسبة 95% منذ عام 1990 على يد الفنان الكبير أحمد راضى، والأعمال الفنية الميئوس منها ينصرف المتحف عن اقتنائها. 
 
وعن سبب تأخر افتتاح متحف الجزيرة للفنون طوال هذه السنوات، قال عماد الشريف، أمين المتحف، إن المتحف مغلق من عام 1988 وكان يحتاج وقتها إلى 12 مليون جنيه لكن هذا المبلغ لم يكن متوفرا حينها، فتم العمل بما قيمته 2 مليون جنيه فقط، وترتب على هذا التأخير زيادة سعر المواد للازمة للتطوير التى ارتفعت إلى 18 مليون جنيه، وفى السنة التالية ارتفعت قيمة التطوير إلى 36 مليون جنيه، وهكذا، لافتا إلى أنه لو توفرت الميزانية المخصصة لعملية التطوير الكاملة منذ 29 سنة ماضية كان الوضع سيختلف بالتأكيد، وكان المتحف سيكون مفتوحا حاليا للزائرين، مشيرا إلى أنه اقترح على المسؤولين أفكارا تسهم فى إدخال مبالغ مالية تعجل من عملية تطوير المتحف، منها إدخال راع رسمى للمتحف بــ5 ملايين جنيه على سبيل المثال، فهناك شركات عديدة مستعدة لتحمل التكاليف.
 
وتابع عماد الشريف، أنه فى عام 2010 بعد افتتاح المرحلة الأولى للمخازن وقاعات الترميم بمتحف الجزيرة، اقترح أيضا خروج بعض اللوحات إلى معارض دولية لمدة شهر أو شهرين لليابان أو أمريكا أو فرنسا مع الوضع فى عين الاعتبار أخذ كل الضمانات اللازمة التى تضمن حماية الأعمال الفنية وقت خروجها من مصر وعرضها بالخارج، مثلما حدث فى معرض توت عنخ آمون، فمن المعروف أن هذا المعرض عاد على وزارة الآثار بملايين الدولارات، لكن هذا الاقتراح لم يلق صدى أو تأييدا من قبل المسؤولين بوزارة الثقافة، مضيفا أنه منذ عامين خاطب متحف المتروبوليتان فى نيويورك لإقامة تعاون ثقافى وفنى مشترك، لكن متحف متروبوليتان وصفه بالمدعى، على حد قوله، وذلك لأن متحف المتروبوليتان عندما قام ببحث على الإنترنت لم يجد صفحة رسمية باسم موقع الجزيرة للفنون. 
 
وأعرب عماد الشريف، عن استيائه الشديد من عدم توافر صفحة رسمية للمتحف.