بالفيديو والصور.. رحلة فى كابينة سائق المترو.. كرم عبده: السائقون جنود فى خدمة الركاب.. ومتوسط مرتباتنا 7 آلاف جنيه.. ويؤكد: لا يمكن مغادرة مكان القيادة أبدا.. و"رِجل الميت" توقف القطار فى حالة الوفاة

كتب رضا حبيشى ـ حازم سعد حسب الله - تصوير حسين طلال
الثلاثاء، 04 أبريل 2017 04:52 م

قبيل إصدار قرار زيادة تذكرة المترو ساد جدل كبير حول مرتبات سائقى المترو، فى أعقاب إعلان الدكتور هشام عرفات وزير النقل أمام لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب أن مرتب سائق مترو الأنفاق يصل إلى 11 ألف جنيه شهريا، وعادت وزارة النقل بعد موجة الغضب التى أثارها هذا الإعلان وقالت إن متوسط مرتب سائق القطار يتراوح بين 5 و7 آلاف جنيه شهريا، إلا أن الجدل لم ينته بعد قرار زيادة التذكرة..

 "اليوم السابع" قرر قضاء يوما مع أحد السائقين لاستكشاف حياتهم فى المترو والمعاناة التى تواجههم خلال عملهم وحقيقة مرتباتهم.

وبدأ "اليوم السابع" رحلته لاستكشاف طبيعة عمل سائقى المترو من محطة أنور السادات، مرافقا السائق كرم عبده، قائد قطار بالخط الأول (المرج ـ حلوان) خلال رحلته، ليروى حياة السائق فى المترو، حيث استقل محرر اليوم السابع كابينة قيادة القطار مع السائق فى اتجاه حلوان، وبدأ السائق كرم عبده حديثه قائلاً: "أنا أعمل سائق مترو منذ 2002 وقبل كده كنت سائق فى السكة الحديد.. وإحنا جنود فى خدمة الراكب.. ويكفى أن سائق المترو من الفئة الوحيدة التى كانت تعمل بانتظام خلال فترة ثورة 25 يناير فى وقت كانت البلد فيه واقفة بالكامل".

ويضيف عبده أن المترو لم يتوقف يوما واحدا طوال أيام الثورة رغم المخاطر التى كانت تواجه السائق، مستطردا: "احنا أكثر ناس بتعانى فى المترو.. بنعانى من حرارة الجو فى الصيف نتيجة التواجد فى كابينة القيادة.. والبرودة فى الشتاء.. بنعانى مع سوء معاملة الركاب لنا وتجاوز بعضهم ضدنا"، لافتا إلى أنهم كثيرا ما يتعرضون لتجاوزات لفظية من بعض الركاب لكنهم يستقبلون هذه التجاوزات بعدم الرد حتى لا يسبب تجاوز راكب واحد فى تعطيل مصالح باقى الركاب الذين يقدر عددهم بالآلاف.

ويواصل عبده حديثه قائلاً إن السائق يبدأ عمله فى بداية تشغيل المترو يوميا الساعة 5.15 صباحا من المحطات الابتدائية بكل خط من الخطوط الثلاثة، متابعا: "أول حاجة بيعملها بيشوف القطار اللى هيقوده ويتأكد من سلامته فنيا بعدما يكون فحصه الفنيون.. ثم يستقل كابينة القيادة ويبدأ رحلته بعد التأكد من سلامة القطار تماما"، لافتا إلى أن السائق لا يمكنه مغادرة كابينة القيادة لأى ظرف كان سوى فى بعد نهاية الرحلة فى المحطات النهائية.

واستطرد: "ممكن أكل سندوتش أو أشرب شوية مياه فقط طوال الرحلة وبيد واحدة.. إما لو عاوز أدخل الحمام أو فاجئنى أى ألم أو مرض ما فلا يمكنى مغادرة كابينة القيادة قبل نهاية الرحلة.. وفى حالة المرض المفاجئ لا يمكنى ترك عملى قبل توفير بديل لى مهما كان الشعور بالألم.. أما بقى لو مت خلال عملى فالقطار بيتوقف آليا بشكل فورى من خلال أجهزة الأمان فى القطار".

ويتابع حديثه لافتا إلى أنه يوجد ما يسمى "رجل الميت" التى إذا رفع السائق رجله أو يده من عليها لمدة ثوانى يتوقف القطار آليا بشكل فورى، وهذا لا يحدث إلا فى حالة وفاة السائق أو إصابته بالإغماء.

وأكد سائق المترو أنه خلال رحلته كثيرا ما يقوم بعض الركاب بالعبث بأجهزة الأمان فى القطار والتسبب فى تعطيله، لافتا إلى أنه فى حالة تعطل القطار لأى سبب يتواصل مباشرة بشكل فورى مع غرفة التحكم المركزى المسئولة عن التحكم ومراقبة حركة قطارات المترو، فإذا كان العطل بسيطا يقوم بإصلاحه والتعامل معه بنفسه أو يستدعى أحد الفنيين لإصلاحه إذا كان يصعب عليه التعامل معه أو يتحرك بالقطار إلى أقرب محطة بها سكة احتياطية لتخزين القطار إذا كان العطل يسمح، مستطردًا: "خلال الرحلة لابد أن يقود السائق فى كامل تركيزه لأن أى خطأ يمكن يسبب كارثة وحتى يمكنه التعامل مع أى عطل مفاجئ ويتعامل مع تجاوزات الركاب ويستقبلها بصدر رحب حرصاً على استمرار انتظام حركة المترو".

ويوضح عبده أنه ليس صحيحا ما تردد عن حصول سائقى المترو على 11 ألف جنيه شهريا، متابعا: "متوسط مرتب سائقى المترو اللى قضوا حوالى 30 عاما فى عملهم يتراوح بين 5 و7 آلاف جنيه.. وقلة محدودة جدا اللى مكن يوصله مرتبها لـ11 ألف ودول اللى باقى لهم أيام أو أسابيع على الوصول لسن المعاش.. ومرتب السائق الحديث يبدأ من ألفي جنيه.. ووزير النقل طلع بنفسه وأكد أن مرتبات السائق بتتراوح بين 5 و7 آلاف.. وده مش كتير على واحد قضى 30 عامًا فى عمله مع هذه المعاناة اللى بيشوفها يوميا".