اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:27 ص

احمد ابراهيم الشريف

بابا الفاتيكان فى الأزهر.. معاً ضد التطرف

الأحد، 30 أبريل 2017 08:00 م

جاء بابا الفاتيكان لزيارة مصر كما تمنينا، والحمد لله رب العالمين تم الأمر بشكل يليق بمصر ومكانتها فى العالم، ويليق بالبابا ذلك الرجل الذى أطاع ضميره وقلبه وحضر ليقول للجميع «إن مصر بلد الأمن والحضارة والسلام والأخوة والمحبة».
 
أشياء كثيرة حدثت فى هذه الزيارة، لكننى منذ البداية كنت أنتظر ما سيحدث فى مؤتمر الأزهر للسلام، والذى شارك فيه البابا بكلمة مهمة هاجم فيه الأصولية التى تؤدى إلى الأفكار الحادة المتطرفة.
 
فأنا كنت ولا أزال أراهن على اللقاء بين الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس الثانى بابا الفاتيكان، فهما قادران معًا على جعل ملايين الناس بل مليارات يتابعون ما يحدث بينهما ويتأثران بما يقولانه.
 
الشيخ الطيب أبدع فى كلمته التى فرق فيها بين الأديان الإلهية والإرهاب المنتشر، وبين الحضارات الإنسانية والتدمير الذى راح ضحيته ملايين الناس، وأكد أن هناك فارقًا كبيرًا، فالأديان حتى لو فهمها أصحابها خطأ فهى بريئة من التطرف الذى يحدث باسمها، والحضارات التى تسعى لخدمة الإنسان وتطوره لا علاقة لها بالتفجيرات التى تحرق الأخضر واليابس فى هذا الكوكب، وأشار مباشرة إلى أن المصالح وتجارة السلاح هى التى تدير الشر فى هذا العالم.
 
ومن ذكاء كلمة الشيخ الطيب، أنه ضرب الأمثلة من الديانات الثلاثة، فما يحدث الآن من الدواعش وغيرهم ليس دليلًا على الإسلام، وما حدث من قبل من المسيحيين ليس دليلًا على فساد العقيدة المسيحية، أما ما حدث ولا يزال يحدث فى فلسطين من قيام عصابة من الموتورين دينيًا بالاستيلاء على أرض وقتل وطرد شعب جاء من فهم خاطئ لشرائع موسى، وهنا اتهم الشيخ الصهاينة اليهود بالاستيلاء على الأرض الفلسطينية وهو اتهام واضح وصريح ومهم ومؤكد على موقف العرب والمسلمين مما يحدث فى الأرض المحتلة.
 
حضور البابا وذهابه لمشيخة الأزهر ومشاركته فى المؤتمر يساعد على حصار المتطرفين، ويجعل منهم قطيعًا خائبًا أحب سفك الدماء، كما ستعمل هذه اللقاءات مستقبلًا على عزلة أصحاب الآراء الحادة التى لا تقبل الآخر، لأن اللقاءات بين الديانات المختلفة ومحاولة الوصول لحوار إنسانى يكمل الصور ولا يقلل من أحد سوف يجمع المعتدلين جميعًا فى صف واحد قوى يسعى بقوة إلى تحقيق الأمن والسلام لخلق الله.
 
من الأشياء الطيبة التى حدثت من زيارة البابا هو أنها صنعت نوعًا من البهجة فى الشارع المصرى، فالجميع يعرفون الفائدة العظيمة التى سوف تعود على مصر من ورائها، لذا شكروا للبابا إصراره على المجىء وأبدوا إعجابهم بكلمته الداعية إلى حوار الأديان.
 
نتمنى أن يعود البابا مرة ثانية لمصر وأن يصبح هناك خط تواصل دائم وقوى بين الأزهر والفاتيكان وأن تنتشر فى الأرض المحبة والسلام.