اغلق القائمة

السبت 2024-05-25

القاهره 11:05 م

شارع "كلوت بك"

"كلوت بك" أشهر شوارع الدعارة فى الأربعينيات.. بيوت الرذيلة كانت "برخصة" وألغاها النائب سيد جلال بحيلة على وزير الشئون الاجتماعية.. والأهالى: أصوات الأنس كانت تُسْمَع من "غمرة"..و"المشبوهة" آخر راحلة عن المنطقة

كتب محمود عبد الراضى ـ كريم صبحى
الخميس، 27 أبريل 2017 07:26 م

  • "الكونستابل" كان يحمى الجميع.. ومنازل الشارع تحولت الآن لمحال تجارية ومساجد

ربما لا يعرف الكثيرون من الأجيال الحالية أن شارع "كلوت بك" فى وسط القاهرة والذى يقصده الآلاف حاليا لشراء الملابس أو مستلزمات المدارس؛ كان واحدًا من أشهر شوارع الدعارة فى أربعينيات القرن الماضى، وأن بيوت الدعارة كانت مرخصة، وهى التراخيص التى نجح البرلمانى سيد جلال وقتها فى إلغاءها.

 


احدى الساقطات فى أربعينيات القرن الماضى

 

مرت نحو 70 عامًا على انتهاء أسطورة الدعارة فى الشارع الأشهر، وحلت لافتات المحال التجارية شارات بيوت المتعة، فيما تم تحويل بعضها لمساجد صغيرة، والبعض الآخر تم هدمه، وبات الشارع الذى كان هدفا للأجانب وراغبى المتعة الحرام؛ قبلة الأسر المصرية لشراء الملابس والأجهزة الكهربائية والأدوات المدرسية، وهناك بعض البيوت القديمة التى لا تزال على حالها.

 


البرلمانى الراحل سيد جلال

 

محمد عبد العال أحد سكان المنطقة قال لـ"اليوم السابع": "هنا فى شارع كلوت بك.. كنت توقف أحلى بنت بقرشين.. منهم لله الأجانب اللى كونوا بيوت دعارة فى المنطقة.. هذه المنطقة كان يوجد بها منازل مخصصة لممارسة البغاء، ويظهر فيها الفتوة الذى يربط على يده قطعة جلد سوداء ويمسك العصا لتحقيق الأمن، على طريقة الكابتن عباس الذى جسد شخصيته الفنان فؤاد أحمد أكبر بلطجى بالحى، ليحمى الساقطات فى فيلم 5 باب".

 


البرلمانى سيد جلال

 

وأضاف محمد عبد العال: "شارع كلوت بك كان أشهر المناطق التى يقصدها راغبو المتعة الحرام، حيث كنت تسمع أصوات الأنس والطرب من منطقة غمرة، ويوجد الكونستابل الذى يحمى المنطقة، والذى جسد شخصيته الفنان الكبير عادل إمام فى فيلم 5 باب بشخصية منصور".

 

وأوضح: "كانت الساقطات هنا تخصصات، فسيدات يستقبلن الأجانب، وسيدات للمصريين، وهناك تخصصات للطلاب الصغار، مثلما جسدت الفنانة سميحة محمد دور سميرة صديقة الطلبة".

 


رخصة فتح محل عارهات

 

وتابع أن مشاهير الدعارة فى هذه المنطقة ماتوا ومنازلهم معظمها هدمت أو تحولت لمساجد، لافتاً إلى أن آخر ما تبقى كانت سيدة قررت التوبة وهدمت منزلها وبنت آخر بدلاً منه، وعُرفت بين الناس هنا باسم "المشبوهة" حتى وفاتها، لافتًا إلى أن هذا الزمن كان يشهد العديد من المسميات أبرزها "المومسات" وهن اللاتى يمارسن الدعارة، ثم "البدرونات" وهن مديرات "بيوت الدعارة المُرخصة"، فضلاً عن وجود "القواد" الذى يُدير النشاط بجلب الزبائن، وهناك "البرمى" وهو "عشيق المومس".

 


ساقطتين فى القرن الماضى

 

وعن قصة انتهاء أسطورة الدعارة فى "كلوت بك"، أوضح أحمد مصطفى  أحد سكان الشارع: سعى الأجانب لتقنين الدعارة فى هذا التوقيت بمصر، حيث نصت مادة قانونية على  "بناءً على التماس العاهرة المذكورة أعلاه فتح محل للعاهرات باسمها وعلى مقتضى المادة 16 من لائحة النسوة العاهرات الصادر عليها قرار نظارة الداخلية، وتصديق مجلس النظار المؤرخة فى يونية 1885 القاضية بأن كل من يرغب من الأوروبيين أو من أبناء العرب فتح محل للعاهرات يجب عليه أخذ رخصة بذلك من الإدارة المحلية".

 


شارع كلوت بك

وأكد أحمد مصطفى أن النائب البرلمانى سيد جلال والذى تبرع بإنشاء مستشفى سيد جلال؛ كان سببًا فى إلغاء البغاء فى مصر، إذ كان تاجرًا وله تجارته، وتمكن من دخول مجلس الأمة فى 1945، وحرص على إلغاء البغاء بالرغم من معارضة الحكومة وقتها له، وفى سبيل تحقيق  هدفه  أقنع "سيد جلال" وزير الشئون الاجتماعية وقتها بالذهاب لدائرته بباب الشعرية لافتتاح مدرسة، ووافق الوزير وذهب بالفعل لافتتاح المدرسة، واتفق "جلال" مع سائق الحنطور على الدخول بالوزير لشارع "كلوت بك" والسير ببطء، حيث تعرض الوزير لدعوات من العاهرات بممارسة الجنس معه ظنًا منهن أنه أحد الأثرياء، حتى مزقن ملابسه وسقط "طربوشه" على الأرض، ليخرج من المكان ويصدر قرارًا بمنع الدعارة فى مصر استجابة لـ"سيد جلال".

محرر "اليوم السابع" مع أقدم سكان المنطقة

 

منازل قديمة تم هدمها كانت شاهدة على الدعارة المقننة

 


منازل قديمة فى شارع كلوت بك