اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 12:14 ص

العريس الغريق

دُخلة «محمد» و«أسماء» فى «الترعة» بعد 5 سنين حب

كتب محمود عبد الراضى الأربعاء، 12 أبريل 2017 06:29 ص

لم تتخيل عروس الدقهلية عندما ارتدت فستانها الأبيض، أنها ستتوجه لقبرها بدلاً من عش الزوجية، ولم يتوقع عريسها عندما خرج من شقته الجديدة لإحضار عروسه فى ليلة زفافهما أنه سيذهب معها للموت، ولم تدرِ قرية ريفية فى قلب الدقهلية أن تتحول أفراحها إلى أحزان.
 
قصة عروسى الدقهلية عمرها 5 سنوات، عندما لم يستطع «محمد. ع» صاحب الـ19 عاماً وقتها الحصول على فرصة عمل، بعد أن تعلق قلبه بجارته «آية. ا» ذات الـ16 عاما وقتها، وتحولت نظرات الإعجاب إلى وعود بالزواج، ولأن «محمد» شاب ريفى أصيل، كان لزاما عليه أن يفى بوعوده بالزواج من جارته، التى تحدث مع أهلها فى أمرهما، فلم يرفضوا، حيث كان «العريس» مشهودا له بالأخلاق الرفيعة فى القرية، ولم يسمع أحد له صوتاً، كان شاباً طموحاً كله حيوية، لا تكاد عينيه ترتفع من الأرض، فاعتبرته أسرة العروس زوجا مثاليا لابنتهم.
 
بعد الوعود بالزواج، قرر محمد السفر للخليج، للعمل هناك والحصول على أموال يستطيع من خلالها «فتح بيت»، وبالفعل سافر لمدة 5 سنوات، كان يحضر بينها فى زيارات خاطفة لقريته للاطمئنان على الأهل ويعود مرة أخرى لعمله.
 
قبل أسبوع من الحادث، عاد «محمد» للقرية بشكل نهائى، حيث حدد موعداً لزفافه على عروسه، وحجز العروسان قاعة بمركز منية النصر بالدقهلية، وأصرت العروس على أن تذهب لكوافير خارج القرية، حيث اتفقت مع كوافير بـ«المنصورة» لتجهيزها لعريسها، مبررة ذلك بأنها ترغب فى الظهور فى شكل أنيق أمام عريسها.
 
ارتدت العروس فستانها الأبيض، وانتهى الكوافير من تجهيزها ليلة الدخلة، وتحرك عريسها لإحضارها بسيارة، بينما ذهب أهل العروسين لقاعة الفرح، فى انتظار العروسين، حيث تراقص الجميع على أصوات الأغانى الشعبية، فيما كان العريس فى طريقه للقاعة برفقة عروسه، يتهامس الاثنان بكلمات الحب والغزل، ويتحدثان عن عش الزوجية الذى سيجمعهما بعد قليل، لا يدرى الاثنان أن الموت هو الأقرب لهما، حيث سقطت السيارة فى ترعة «البحر الصغير»، بالقرب من قرية الدراكسة فى مركز منية النصر على طريق «المنصورة – المطرية»، وبات العروسان يرقصان رقصة الموت أسفل المياه حتى لفظا أنفاسهما الأخيرة.
 
وداخل قاعة الفرح التى كان يجلجل فيها صوت الـ«دى جى» توقف الجميع، عندما جاءت مكالمة تليفونية لشقيق العريس تؤكد له أن العروسين سقطا فى الترعة، لتتحول الأفراح لأحزان، ويسرع الجميع لمكان الحادث لانتشال جثتى العروسين، حيث تحول الفستان الأبيض للعروس إلى اللون الأسود بعدما تلطخ بالطين.
 
وبدلاً من زغاريد النساء، ارتفع الصراخ بالقرية، حيث تحولت الزفة إلى جنازة، فلم يتوجه العروسان إلى شقتهما وإنما توجها الاثنان إلى قبرهما.
وكان اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، تلقى بلاغا بسقوط سيارة تقل عروسين بترعة، فانتقلت قوات الإنقاذ وانتشلت السيارة بعد سقوطها فى المياه، وتبين مصرع العروسين، فتم دفنهما.
 

 


 5 سنوات حب بين العروسين انتهت بموتهما ليلة الدخلة
 

 21 عام عمر العريس الذي ابتلعته المياه ليلة زفافه

 


اهالى العروسين

 


حادث التصادم