اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 11:29 ص

أكرم القصاص

العقول المفخخة أخطر من الأجسام المفخخة

بقلم أكرم القصاص الإثنين، 10 أبريل 2017 07:00 ص

موجة من الإرهاب الانتحارى ضربت مصر فى احتفالات أحد السعف وأسبوع الآلام، أحد السعف لم يكن أبدا عيدا للمسيحيين وحدهم، بل كان احتفالا لعموم المصريين. قبل أن تظهر الأفكار المتطرفة لصناع الإرهاب والكراهية، على العكس من كل الطبائع البشرية.
 
فى كنيسة مارجرجس بطنطا نجح الإرهابى فى اختراق الاستعدادات الأمنية ووصل للصفوف الأولى وفجر نفسه، وأسقط عددا كبيرا من الشهداء المصلين.
 
من يريد الحديث عن ثغرات أمنية يجدها فى نفاذ الانتحارى من الأمن، خاصة أنه كانت هناك محاولة سابقة تم إحباطها، فالأمن الذى نجح فى مواجهة المحاولة الأولى، كان يفترض أن يتوقع غيرها، خاصة أن طنطا كانت مكانا لتفجير أمام معسكر الأمن المركزى، وفى البحيرة تم إسقاط خلية إرهابية ومخزن متفجرات، لكن من المهم النظر إلى أن القنبلة الإرهابية البشرية هى الأخطر، لأنها تتم بتفجير جسد تم تفخيخه بالأفكار المتطرفة والتكفير قبل المتفجرات، وإيهامه بأنه سيذهب للجنة بينما تبنى الجحيم فى عقله.
 
وفى نفس الوقت هناك حاجة لإعادة النظر فى مواجهة مثل هذه العمليات، مع الأخذ فى الاعتبار وجود احتمالات لنجاح بعضها، وهو ما نراه فى أوروبا حيث عمليات الدهس والطعن والتفجير فى باريس وميونيخ وأخيرا ستوكهولم، من نفس العقول المنفردة للإرهابيين الدواعش.
 
الحديث عن التقصير الأمنى لا يجب أن يتجاهل أن الرائد عماد الركايبى من قوة تأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية تصدى ومعه القوة الأمنية لإرهابى انتحارى، فجر نفسه فى القوة الأمنية واستشهد البطل الركايبى، والعميد نجوى الحجار والرائد محمد رفعت، وأمين الشرطة أحمد إبراهيم، من قوات مديرية أمن الإسكندرية. استشهدوا ليفتدوا المئات من رواد الكنيسة، فضلا عن قداسة البابا.
 
الإرهاب الانتحارى بالأحزمة الناسفة هو الأكثر صعوبة، لأننا أمام قنبلة بشرية تم شحنها بأفكار الإرهاب والطائفية، والهدف رفع أعداد الشهداء، ونشر الخوف والإرهاب، وهو الهدف وليس فقط الضحايا من البشر.
 
هذه الموجة من الإرهاب التى تستهدف المصريين فى أعيادهم، تهدف لوضع خطوط تحت الطائفية، وتعيد للأذهان دائما، وجود منتسبين للإسلام يروجون لخطاب الكراهية والطائفية، وهناك بالطبع من يتأثر بها، لكن دائما ما تظهر علامات ترد على هذا، بمئات المتبرعين بالدم فى المساجد لجرحى الأرهاب فى الكنائس.
 
ولا شك أننا أمام أحداث تستلزم الكثير من العمل الجماعى، وليس لطرف واحد، فالحديث عن خطاب إرهابى طائفى وتجنيد العقول الجاهلة، هى أمور تشير إلى أن مواجهة الإرهاب بجانب كونها أمنية، فهى أيضا حرب ضد أفكار تعشش بيننا وتنتشر فى مساجد وخطب وفتاوى تنشر الكراهية والطائفية، وخطورة المواجهة أنها يجب أن تشمل الرؤوس وليس فقط المتفجرات، فالكلاب والأجهزة الحديثة يمكن أن تكشف المتفجرات، لكنها من الصعب أن تكشف العقول المفخخة.