اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:52 ص

سعيد الشحات

«بهاء الدين وروزاليوسف «1»

سعيد الشحات السبت، 04 مارس 2017 07:00 ص

كم مرة سنعيد فيها اكتشاف رجل عظيم، عاش بيننا فى الفترة من «11 فبراير 1927 إلى 24 أغسطس 1996؟»
العظيم هو «أحمد بهاء الدين»، الكاتب الذى مازال ملء السمع والبصر رغم رحيله منذ 21 عامًا، والسؤال يأتى بعد أيام قضيتها مع كتاب «أحمد بهاء الدين وروز اليوسف- مقالات لها تاريخ»، الصادر ضمن سلسلة «الكتاب الذهبى روز اليوسف»، برئاسة تحرير النابه أسامة سلامة، ومعه كوكبة لامعة من المستشارين.
 
والإجابة التى هى من عندى: مرات كثيرة سنعيد فيها اكتشاف «بهاء»، لأن كل سطر كتبه عن الحاضر والماضى كانت عيناه على المستقبل، وذلك منذ أن نشر أول مقالاته فى مجلة «الفصول» وهو فى سن العشرين.
 
والإجابة التى هى من عند ابنه الدكتور زياد، فهى وفقًا لما يذكره فى مقدمة الكتاب: «قراءة هذه المخطوطة تثير الدهشة، وكذلك الانزعاج من قدر ملاءمة كتابات الأستاذ أحمد بهاء الدين بشأن قضايا القانون والدستور والعدالة الاجتماعية والمرأة والحرية والفن والإبداع والعروبة والنمو الاقتصادى وغيرها لعصرنا وظروفنا الراهنة، وكأنه يكتب وهو جالس بيننا، يتابع ذات الأخبار، ويسمع ذات الوعود، وينصت للناس ويشعر بهم، فهل كان بعيد النظر إلى هذا الحد؟، أم أننا لم نبارح موقعنا كثيرًا بعد كل هذه السنوات؟».
 
أما الإجابة التى يقدمها الكاتب الصحفى المحترم رشاد كامل، فى مقدمته الرائعة للكتاب الذى أعده هو أيضًا، فيقول فيها: «حاولت جهدى أن أختار من الموضوعات لكى تكون بين دفتى هذا الكتاب، تلك التى تتصل بقضايا مازالت تعيش معنا، ولعلها ستعيش معنا طويلًا، لأنها متعلقة بالأفكار والمبادئ والملامح الأساسية، والتى لم يتوصل المجتمع العربى فيها إلى صيغة مرضية للمواطن العربى إلى الآن، والتى ستبقى محل جدل حتى يجتاز عالمنا مرحلة الانتقال التى يمر بها».
بالتأكيد هناك إجابات أخرى لدى آخرون عن سر عظمة وخلود أحمد بهاء الدين، منها وفقًا لرشاد كامل فى مقدمته: «لم يسعَ وراء منصب، بل جاءت المناصب إليه ترجوه أن يتقبلها ومنذ وقت مبكر جدًا، كانت المناصب آخر ما يشغل عقل الأستاذ «بهاء» فى كل مراحل حياته منذ شبابه وحتى رحل عن دنيانا».
 
هذا الجانب تحديدًا يغيب عن كثير ممن ينصبون أنفسهم حراسًا للكلمة والرأى، فيقاتلون من أجل المنصب ويغفلون أمانة الكلمة، وبعد أن تذهب مناصبهم لا يتذكرهم أحد.
ونتابع غدًا