اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 01:52 ص

صورة تعبيرية لـ الحلاج

فى ذكرى رحيله.. هؤلاء قتلوا الحلاج

كتب أحمد إبراهيم الشريف الأحد، 26 مارس 2017 08:00 م

فى مسرحية مأساة الحلاج للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور لا نعرف بالضبط من قتل الصوفى الكبير  أبو منصور الحلاج، الذى صاح فى وجه قاتليه عندما سألوه عن مذهبه "أنا على مذهب ربى".

 

الجميع تآمروا عليه وانتهوا به إلى القتلة البشعة حيث أُعدم بأبشع صورة، فعندما قال "أنا الحق"، قال الذين سمعوه إنه يؤمن بحلول الذات الإلهية فى النفس البشرية، ورأى رجال الدين فى فكرته حول إسقاط الفرائض تعبيراً عن كفره ودليلا على إلحاده.

 

بينما استاء خصومه السياسيون من دوره فى خطة مرسومة لإصلاح الضرائب، كما هاجم الخلافة وأحزابها وقوادها وأخذ يدعم معركته برسائل سياسية وهى رسائل مخطوطة متفرقة فى جامعات العالم تحدث فيها عن السياسات المالية فى الخراج والضرائب وعن سياسات الحكم وتبعاته وأهدافه.

 

ومن ناحية أخرى كان حظ الدولة أن أصابها كثير من الضعف وكثر أعداؤها وحدثت ثورة الزنج وظهرت الحركات الثورية المهدوية كما ظهرت الحركات الإسماعيلية، وكان على الدولة أن تبحث عن أعدائها ومنهم الحلاج.

 

كما ساءت علاقة الحلاج بمتصوفة عصره الذين رأوا أنه هتك "الأسرار الإلهية" وأنزلها لعامة الناس.

 

و"الشيعة" طردوه من "قم" بعدما اصطدم مع زعاماتهم الدينية بسبب أفكاره الجريئة حول وفاة الإمام الثانى عشر أثناء فترة الغيبة الصغرى ومطالبته لهم بالبحث عن إمام جديد.

 

أما هو فكان عدو نفسه بلغته الرمزية كما فى ديوانه الذى يحتوى الكثير من الشعر الصوفى حول موضوعات تدور حول "الألوهية" و"التوحيد" وحول العلاقة بين الإنسان والله ولكن فى ديوانه أيضا الكثير من الأشعار المثيرة ذات المعانى الرمزية المتناقضة مع المألوف الدينى ومنها قوله:-

على دين الصليب يكون موتى ولا البطحا أريد ولا المدينة

 

ومقولته المشهورة:

لبيكَ لبيكَ يا سرى ونجوائى/ لبيكَ لبيكَ يا قصدى ومعنائى/ أدعوكَ بل أنتَ تدعونى إليكَ فهلْ/ ناجيتُ إياكَ أم ناجيتَ إيائى/ يا عينَ عين وجودى يا مدى هممى/ يا منطقى وعباراتى وإيمائى.

 

اتفق كل أعداء الحلاج مع السلطة العباسية وتآمروا عليه "301 هـ" واتهموه بـ"القرمطية" من جانب ومن جانب آخر "الكفر والقول بالحلول والانسلاخ من الدين".

 

وبعد ثمانى سنوات من سجنه وفى سنة 309هـ صلب الحلاج بعد أن ضرب ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه ثم قطع رأسه وأحرقت جثته.