اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 09:54 ص

الشهيد محمد المعتز رشاد

قصة الشهيد "محمد المعتز" الذى استشهد بين أيدى والده الطبيب.. أخفى عن أبيه أنه يخدم فى رفح ودعا الله أن يرزقه الشهادة على أرض سيناء.. كرمه وزير الدفاع فى أكتوبر 2015.. وكتب رسائل استلمها الأب بعد استشهاده

كتب إسلام جمال و محمد مصطفى الجمعة، 24 مارس 2017 10:52 م

لم يكن الشهيد محمد المعتز رشاد أو كما كان يطلق عليه أصدقائه "ميزو"، يعلم أنه بعد تخرجه من كلية إدارة الأعمال بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والأداب،  سيخدم فى يوم من الأيام بأرض الفيروز كجندى من أبناء القوات المسلحة، بل وسينال بها الشهادة التى طالما تمناها طوال فترة خدمته.

اليوم السابع تنفرد لأول مرة بنشر رسائله إلى أبيه والتي كتبها توثيقا لفترة تجنيده، واحتفاءا بها.


الشهيد محمد المعتز رشاد

 

بعد تخرجه من الجامعة، تقدم محمد لنيل شرف الخدمة العسكرية، علم أنه سيقضى فترة تجنيدة بشمال سيناء، فذهب إلى هناك، عازمًا على تطهير الأرض المصرية الغالية، من دنس الإرهاب والتطرف بصحبة زملاءه من أبطال القوات المسلحة، لكنه لم يشأ أن يكون خبر تجنيده فى سيناء، مثار قلق لأسرته خاصة والده، الذى يعمل طبيبًا برتبة عميد فى القوات المسلحة المصرية.


الشهيد محمد المعتز على خط النار فى سيناء

 

وكان التاسع من شهر سبتمبر 2015 أول يوم خدمة له فى رفح الذى وصفه بمذكراته التى كان يكتبها قبل استشهاده "أسعد أيام حياتى، لانضمامى إلى رجال يحمون الوطن ويحمون أهلى وعرضى ومالى" مذيلا رسالته بدعاء للمولى عز وجل أن يرزقه الشهادة فى سبيله.


الشهيد محمد المعتز فى رفح

 

منذ أول يوم وطأت قدماه أرض سيناء وبداخله إحساس ويقين أنه سينال الشهادة التى كان دوما يتمناها، بات المقاتل البطل جندى مجند، محمد المعتز رشاد، يؤدى خدمته الوطنية بحماس وتفان وعزيمة وإيمان، على أرض سيناء الطاهرة، وبالتحديد فى مدينة رفح المصرية، حتى إنه نال تكريمًا من الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، يوم 17 أكتوبر عام 2015، كل هذا وأسرته لا تعلم أنه يقضى خدمته فى سيناء.

 

فى "كراسة" صغيرة، كان محمد يجلس فى نهاية كل يوم من فترة تجنيده، يسطر ذكرياته عن فترة خدمته العسكرية، وانطباعه عن أرض الفيروز، وطبيعتها الخلابة، وقصص الأبطال التى يسطرها هو وزملاءه الأبطال، تجاه العدو المعتدى على الأرض والعرض، باسم الدين.

وذات ليلة، وبينما يستعد محمد لتدوين خاطرته اليومية، قرر أن تكون هذه الخاطرة، بمثابة خطاب إلى والده، العميد المعتز رشاد، يطلب منه السماح والمعذرة، فى عدم اخباره له بأنه يخدم على أرض سيناء، حرصًا على صحته وحالته النفسية.


الشهيد محمد المعتز ووالده

 

"والله أنا سعيد جدًا، وكل حاجة فى هذا المكان مباركة وجميلة، هى سيناء كده، وحضرتك عارف"، بهذه الكلمات مهد محمد رسالته لوالده، التى استقر فى وجدانه، أن أباه لن يقرأها سوى بعد استشهاده.


جوابات الشهيد محمد المعتز

 

وكأنه يعلم مصيره، ويشعر بأنه سيلقى الله شهيدًا على الأرض المباركة، كان من ضمن ما خطه محمد لوالده، رسالة يخبره فيها عن عظيم الأجر الذى سيلقاه بعد استشهاده، فكتب إليه قائلًا :"يا أبى إن كنت نلت الشهادة بأمر الله، تأكد إنى فى مكان جميل وسعيد، إن شاء الله مع الشهداء والأنبياء والصالحين، يارب العالمين يملأ قلبك بالصبر والإيمان، إنى إن شاء الله فى جنات رب العالمين الكريم الرحيم".


رسالة الشهيد لوالده

 

يخبر محمد والده أن أجمل شعور ينتاب الإنسان عندما يتيقن أنه يجاهد فى سبيل الله، فيكتب له قائلًا :"أحلى إحساس أنا حاسه هو الجهاد فى سبيل الله، وأيضًا إنى فى مكان الأبطال والشهداء".


رساله الشهيد

 

كل ما تمناه محمد، هو أن يتقبل  الله عز وجل، جهاده فى سبيله، وأن يجعله فى ميزان حسناته، هو ووالده، وأن يجزى والديه عنه خيرًا، جزاء فلذة كبدهما الذى قدماه فى سبيل الله والوطن.


رسائل الشهيد محمد المعتز

 

" يارب ربنا يتقبل جهادى، ويجعله فى ميزان حسناتى، وميزان حسناتك يا والدى العزيز، وفى ميزان حسنات أمى الغالية، الله يرحمك يا أمى لإنكم خلفتوا راجل، ربنا يتقبل منكم"، هكذا خط محمد إحدى رسائله لوالده، وأيضًا لوالدته التى سبقته إلى جوار ربه.


رسائل الشهيد

 

لم ينس محمد، أن يرسل برقية مواساه، لشقيقه وشقيقته، مخبرًا إياهم أنه ذهب إلى سيناء للدفاع عنهم، متمنيًا من الله أن يكون على قدر هذا الشرف، وأن يقوم بواجبه على أكمل وجه.


كراسة مذاكرات الشهيد

 

رسالة قصيرة، كتبها محمد، إلى من يعثر على كراسته، التى خط خلالها ذكرياته ورسائله إلى أهله وأحباءه، أن يوصلها ليد والده المعتز محمد رشاد.


مذكرات الشهيد محمد المعتز

 

بعد إصابة محمد إثر إحدى الاشتباكات، مع العدو، تم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة بشمال سيناء، وتم إجراء علمية جراحية له، لكن خطورة حالته، أدت إلى نقله إلى مستشفى المعادى العسكرى، على الفور يستدعى فريقًا طبيًا على أعلى مستوى ليباشر حالة محمد، ويجرى له جراحة عاجلةً، إلا أن المفاجأة، جاءت كمشاهد فيلم سينمائى، فوجئ الطبيب العميد المعتز رشاد، الذى يقود الفريق الطبى، أن المصاب الذى جاء بحالة حرجة بعد إصابته فى سيناء، هو ابنه محمد، ليحاول جاهدًا إسعافه مع زملاءه من الفريق، إلا أن القدر قرر أن يلفظ محمد أنفاسه الأخيرة بين يدى والده، ليكتب عند الله من المقاتلين المجاهدين الأبطال.


محمد المعتز خلال حفل التخرج

 

فى فاعاليات الندوة التثقيفية الـ25 التى نظمتها القوات المسلحة المصرية، أمس الخميس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، تم عرض قصة البطل المصرى، محمد المعتز رشاد، ضمن قصص العشرات من الأبطال البواسل، وكان والد محمد ضمن الحضور، وأثار عرض الفليم دموعه، ودموع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وسط تصفيق وإشادة الحضور.


الجندى محمد المعتز رشاد أثناء تكريمه من الفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع