اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 11:44 ص

العروس المقتولة ببنها

تفاصيل التحقيقات فى مقتل "عروس بنها" على يد ابن الجيران وصديقه.. المتهمان يعترفان: دخلنا نسرق ومكنش قصدنا نقتلها.. استغلينا خلو الشقة أثناء نقل "عفشها" لمنزل العريس.. وفوجئنا بها فسددنا لها 19 طعنة

القليوبية - خالد حجازى الثلاثاء، 21 مارس 2017 04:00 م

"الفستان الأبيض والطرحة" كان حلم "تقى" فتاة كفر الجزار بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، وقبل تحقيق حلمها بأسبوع واحد فقط لقيت مصرعها بـ19 طعنة على يد ابن الجيران وصديقه، اللذان جعلاها ترتدى الكفن بدلا من الفستان الأبيض، وتدخل القبر بدلا من دخول عِش الزوجية.

 

ففى منطقة كفر الجزار ببنها، جلس ابن الجيران "حسام .ص" 19 سنة طالب، وصديقه "احمد .ن" 17 سنة، المتهمان بقتل العروس "تقى . ن"، ليدبران ويخططان لسرقة شقة أسرة العروس بعد خلوها، وانشغال أفراد الأسرة وقتا كثيرا فى عملية نقل وفرش الأثاث الجديد لشقة العروسة، استعدادا لزفافها خلال أيام.. جلس المتهمان والشيطان ثالثهما.. انتزع الرحمة من قلب ابن جيران وصديقه، وبدلا من مساعدة أهل العروسة فى حمل الأثاث وتوصيله إلى شقة العروس الجديدة، فكرا ودبرا لسرقة جيرانهما .

 

احتياج الصديقان للمال، وعلمهمل بثراء أسرة العروس "تقى" جعلهما يدبران لسرقة الشقة بعد أن اطمئنا لخلوها، بعد ذهاب جميع أفراد الأسرة مع سيارات نقل الأثاث والمنقولات إلى شقة العروسة الجديدة، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن، حيث لم تذهب "تقى" الطالبة بكلية الآداب جامعة بنها "العروسة"، مع أفراد أسرتها لفرش شقتها الجديدة، واتفقت الأسرة على نقل الأثاث يوم الجمعة، ويتم الفرش بمعرفة العروس اليوم التالى، ولذلك ظلت العروس داخل شقتها لتقوم و تتوضأ استعدادا لصلاة الجمعة، لتسمع دقات على الباب، وتخرج مسرعة من الحمام، وتفتح الباب لتفاجئ بابن جيرانها يسدد لها 11 طعنة فى أنحاء جسدها دون تبرير أو ذنب اقترفته.

 

أدلى "حسام .ص" 19 سنة طالب، و"أحمد .ن" 17 سنة، المتهمان بقتل العروس "تقى .ن" أمام النيابة، باعترافات تفصيلية عن واقعة قتل  العروسة من أجل السرقة، فى واقعة قتل "تقى.ن"، والمعروفة إعلاميا بـ"عروس بنها"، حيث أكدا أنهما كانا مخططين لسرقة منزلها بعد معرفتهما بثراء عائلتها، وأن المنزل به مصوغات ذهبية.

 

وعلى إثر ذلك، اتفقا سويا على اسغلال فرصة خروج أسرة المجنى عليها من المنزل، لنقل أثاث الزوجية الخاص  بها إلى منزل خطيبها بقرية كفر فرسيس ببنها، فظلا يراقبانه حتى تأكدا من خلو المنزل، وأثناء مراقبتهما شاهدا المجنى عليها خارجة بصحبة إحدى صديقاتها لتوصيلها، بعد الانتهاء من نقل أثاث الزوجية الخاص بها، ثم عادت إلى المنزل، ولكن لم يراها المتهمان أثناء العودة.

 

دخلت "تقى" وتوضأت استعدادا للصلاة، فسمعت صوت طرق على الباب، فقامت دون أن تدرى بفتحه، فطعنها المتهمان بـ11 طعنة بأنحاء جسدها، ما تسبب فى هبوط الدورة الدموية ونزيف، ثم سرقا دبلتها وهاتفها هى ووالدتها، وفرا هاربين.

 

وتبين من التحقيقات، أنه أثناء عودة أسرتها للمنزل، طرق المتهمان مرة أخرى على باب أسرة المجنى عليها، وهب المتهم "حسان" فى مساعدتهما على فتح الباب، وكأن لم يرتكب جريمته الشنعاء، وبعد المفاجأة بوجود الضحية على أرض الشقة حملها المتهم لمحاولة إنقاذها.

 

وسادت حالة من الحزن الشديد بين أهالى المنطقة، خاصة جيران المجنى عليها، حيث وصفوها بالملاك الصغير، حيث قال الأهالى إن "تقى" كانت كالفراشة، علاقتها بكل الناس طيبة خاصة زملائها فى الجامعة، فهى طالبة فى الفرقة الثالثه بكلية الآداب ببنها قسم المكتبات.

 

عدد من زملائها فى الجامعة رفضوا ذكر أسمائهم قالوا: "تقى كانت جميلة بأخلاقها وهدوء طبعها وتحب الجميع، وكانت تحسب ميعاد زفافها بالساعة والدقيقة، وكانت تريد أن تبدأ بأسرة جديدة تقوم على الحب والتفاهم، كما كانت متفوقة فى دراستها".

 

وأكد أصدقاؤها أن "تقى" لم تعادى أحدا، واستنكروا جميعا الحادث، مطالبين الأجهزة الأمنية بسرعة القبض على الجانى وإعدامه فى ميدان عام.

 

ومن جانب آخر، انتقلت نيابة مركز بنها إلى مسرح الجريمة فى منزل المجنى عليها، وتمت معاينة المنزل، حيث تبين سلامة جميع الأبواب والنوافذ، ولم يتم العثور على أى آثار عنف فى الشقة.

 

كما لم تعثر النيابة على أى أشياء تم سرقتها، وعثرت فقط على آثار دماء، وبسؤال الجيران والأصدقاء أكدوا أنهم كانوا بصحبة الأسرة أثناء قيامهم بنقل منقولات العرس الخاص بالمجنى عليها إلى منزل العريس، بينما كانت المجنى عليها بمفردها فى المنزل، وقررت النيابة انتداب الطبيب الشرعى، لفحص الجثة، ومعرفة أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة.

 

كان المقدم محمد درويش مباحث مركز بنها، قد استقبل إشارة من المستشفى بوصول "تقى. ن" طالبة فى الفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم مكتبات، جثة هامدة إثر تلقيها عدة طعنات فى أنحاء الجسد.

 

تم إخطار اللواء أنور سعيد مدير الأمن، وكلف اللواء علاء سليم مدير المباحث بسرعة كشف غموض الواقعة، وانتقل العميدان محمد الألفى رئيس المباحث وحسام الحسينى مفتش المباحث وخبراء المعمل الجنائى إلى مسرح الجريمة، وتبين وجود دماء فى حجرة نوم المجنى عليها، ولا يوجد أى آثار عنف فى الشقة أو محاولة سرقة، وتم فحص علاقات المجنى عليها مع جيرانها وأصدقائها.

 

وتبين أن علاقتها طيبة بكل زملائها، وتوصلت تحريات المباحث إلى أن خطيب المجنى عليها من قرية كفر فرسيس التابعة لمركز بنها، وأن أسرتها توجهت إلى منزله لنقل أثاث الزوجية الخاص بالعروس المجنى عليها استعدادا للزواج بعد أسبوع وتركوها بمفردها فى المنزل، وعندما عادوا وجدوها مقتولة بعدة طعنات فى أنحاء الجسد، ورجحت الأجهزة الأمنية أن المتهم استغل خروج كل أفراد الأسرة، وخلو المنزل وتخلص منها.

 

وكشف تقرير مفتش الصحة، أن المجنى عليها تعرضت للطعن بالسكين فى أماكن متفرقة من البطن والصدر لأكثر من 11 طعنة نافذة، ولقيت مصرعها متأثرة بالإصابة.

 

 

العروسة "تقى" المجنى عليها


ابن الجيران المتهم