اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 09:10 ص

دندراوى الهوارى

"تعاسة" المصريين فى تقرير الأمم المتحدة.. و"سعادة" الصوماليين!!

بقلم - دندراوى الهوارى الإثنين، 20 مارس 2017 12:00 م

الإسرائيليون أكثر سعادة من الأمريكيين والفرنسيين والألمان والإيطاليين 

 
التقرير الذى أعدته "شبكة حلول التنمية المستدامة"، التابعة للأمم المتحدة، والتى تأسست سنة 2012 وتضم فى صفوفها مراكز البحث والجامعات والمعاهد التقنية، حول السعادة والرفاهة فى العالم، بمناسبة اليوم العالمى للسعادة، الذى يواكب اليوم الإثنين، تضمن تصنيفات للدول الأكثر سعادة ورفاهة الحياة، تتصادم مع الواقع، وقواعد العقل.
 
التقرير، يدفعنا دفعا إلى التشكيك فى كل تقارير واستطلاعات المؤسسات الدولية، عن الأوضاع فى الدول النامية، وهناك دس فى السم، هدفه تسميم أفكار الشعوب، ونشر الارتباك وفقدان الثقة فى النفس وفى مقدرات الأوطان.
 
الشبكة التابعة للأمم المتحدة، استندت فى ترتيب الدول الأكثر سعادة، والذى تضمنه التقرير، على ترتيب 38 مؤشرا مختلفا، من بينها الوضع السياسى ومستوى الفساد فى المجتمع والتعليم والصحة والأجور، وقدرة الأفراد على تقرير مستقبلهم.
 
الأمر جيد، وأن المنظمة العالمية تعزى أسباب إعدادها للتقرير وترتيب الدول من حيث سعادة شعوبها ورغد العيش فيها وأمنها واستقرارها ، إلى أنها تطلق صرخة للدول لتحسين أوضاعها، ويمكن لنا أن نصدق الهدف، لكن لا يمكن أن نصدق ترتيب الدول، المغاير للواقع.
 
وجاءت النرويج على رأس القائمة، بعد أن أزاحت الدنمارك من العرش، التى احتلت المركز الثانى، واحتلت أيسلندا المركز الثالث، وسويسرا الرابع وفنلندا الخامس وهولندا السادس وكندا السابع ونيوزيلندا الثامن وأستراليا التاسع والسويد العاشر، بينما تراجعت الولايات المتحدة للمركز الرابع عشر، وعزى التقرير السبب إلى انتشار الفساد وانعدام المساواة والثقة.
 
بينما احتل كل من جنوب السودان وليبيريا وغينيا وتوجو ورواندا وتنزانيا وبوروندى وجمهورية أفريقيا الوسطى، المراكز الأخيرة بين 155 دولة.
وأشار التقرير أيضا إلى أن دول أفريقيا جنوب الصحراء وسوريا واليمن هى الأتعس حالا بين دول العالم، وهو أمر منطقى لما خربته الثورات والقلاقل فى هذه الدول.
 
وهذا ترتيب غريب حيث لم تحتل لا أمريكا ولا روسيا ولا الصين ولا ألمانيا أو فرنسا أيا من المراكز العشرة الأولى، بل إسرائيل جاءت فى المركز رقم 11 متفوقة على الولايات المتحدة الأمريكية التى احتلت المركز 14، بجانب تفوقها على معظم الدول الأوروبية العتيدة اقتصاديا وسياسيا.
 
أما عن دول منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، والمنطقة العربية بشكل خاص، فقد احتلت الإمارات المركز الأول والمرتبة رقم 28 عالميا كأسعد الشعوب، متفوقة على فرنسا التى جاءت فى المركز 32 عالمياً، وتايلاند فى المركز 33، وإسبانيا فى المركز 37، واليابان فى المركز 53 عالمياً، وهو أمر طبيعى أن تحتل دولة الإمارات الشقيقة هذه المرتبة، التى استحدثت وزارة للسعادة، هذه المكانة.
 
وجاءت السعودية فى المركز الثانى عربياً و32 عالمياً، وقطر فى المركز 3 عربياً و36 عالمياً، والجزائر فى المركز 4 عربياً و38 عالمياً، والكويت فى المركز 5 عربياً و41 عالمياً، البحرين فى المركز 6 عربياً و42 عالمياً، ليبيا فى المركز 7 عربياً و67 عالمياً، الصومال فى المركز 8 عربياً و76 عالمياً، الأردن فى المركز 9 عربياً و80 عالمياً، المغرب فى المركز 10 عربياً و90 عالمياً، لبنان فى المركز 11 عربياً و93 عالمياً، تونس فى المركز 12 عربياً و98 عالمياً، فلسطين فى المركز 13 عربياً و108 عالمياً، والعراق فى المركز 14 عربياً و112عالمياً.
 
وجاءت مصر فى المركز 15 عربياً و120 عالمياً من بين 157 دولة لتتقدم بنحو 15 مركزا مقارنة بتقرير عام 2015، حيث حصلت على المركز 135 من بين 158 دولة، وبالرغم من تقدم مركز مصر فى التقرير، إلا أنها لا تزال من أكثر الدول التى ينخفض بها مستوى السعادة، فعلى مقياس درجات من 1 إلى 10 حصلت مصر على 5.4 درجة من 2005 إلى 2007، ولكنها انخفضت إلى 4.4 درجة من 2013 إلى 2015، فى حين جاءت موريتانيا فى المركز 16 عربياً و130 عالمياً، ثم السودان فى المركز 17 عربياً و133 عالمياً.
 
ولنا هنا وقفة، كيف للصومال وليبيا أن تسبق مصر فى الترتيب، وأين الاستقرار السياسى فى الصومال تحديدا، وما هى وسائل الرفاهية والحياة السعيدة، وهل من المنطق أن تحتل الصومال مرتبة متقدمة عن مصر. رغم أن التقرير اعترف بتحسن الأوضاع فى مصر وتقدمها فى الترتيب عن وضعها عام 2013 و2015.
 
هذه الترتيب غريب، ولا يمكن أن يتقبله لا منطق ولا عقل، وبعيد عن الواقع على الأرض فى الدول المذكورة فى الترتيب.