اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 07:48 ص

ماجدة إبراهيم

لسائقى التاكسى الأبيض.. «أوبر» و«كريم» برقبتك

السبت، 18 مارس 2017 08:02 م

لماذا نريد أن نظل تحت رحمة من لا يعرف معنى للإنسان

 

كانت أحسن حاجة حصلت فى مصر.. هذه الجملة قالتها إحدى الفتيات من المتعاملين مع أوبر وكريم، وهى خدمة توصيل الزبائن مثل التاكسى إلى أى مكان يريدونه..
وقد انتشرت فى مصر منذ عدة سنوات قليلة وازداد الإقبال عليها فى العام الأخير لما تحققه من أسلوب راقٍ فى التعامل مع الزبون مهما كانت هيئتك أو الجهة التى ستذهب إليها، أو المنطقة الموجود بها..
هذا بالإضافة إلى الأمان الذى يمنحه العاملون فى هذا المشروع الذى انتشر عالميًا فى السنوات العشر الأخيرة، فأنت كزبون تعرف رقم السيارة التى تقلك ولونها ونوعها واسم السائق وصورته.. وتستطيع أى أم أو أب متابعة خط سير السيارة الأجرة التى تنقل ابنه أو ابنته من مكان إلى مكان.. وكأنه معهم فى السيارة..
الأسعار أرخص من التاكسى الأبيض ولا خلاف على أسعار الأجرة أبدًا، ولا يوجد عدادات مضروبة أو حجج السائقين بأن العداد لا يعمل، بالإضافة إلى نظافة السيارة ولابد أن يتوفر فيها جهاز تكييف كما فى سيارتك الخاصة.
ولا مجال للحديث إن تكييف السيارة معطل، كما هى العادة فى التاكسى الأبيض.
 
وسوف أعود بكم للوراء قليلًا عندما بدأ التاكسى الأبيض من حوالى خمسه عشر عامًا تقريبًا إذ لم يخوننى التقدير وقتها كان لدينا تاكسى باللون الأبيض فى الأسود، وكنا نسميه التاكسى الأسود، وكنا نعانى نفس المشاكل التى نجدها فى التاكسى الأبيض الآن، فلا يوجد تكييف بالسيارة، وكان سائقو التاكسى الأبيض يقفون لكل شخص فى أى مكان ولا يوجد مكان لا يذهبون إليه، والعداد شغال ولا توجد أعطال ولا أعذار.. مع مرور الوقت تحول سائقو التاكسى الأبيض إلى مافيا تتاجر بحاجة الناس إلى تاكسى نظيف يعمل بعداد معروف سعره، حتى يتعب الزبون نفسه فى التقدير يوصلهم إلى الأماكن التى يريدون الذهاب إليها.
أوبر أو كريم هما تجربة تستحق المساندة والتقدير، لا المحاربة والتنكيل، فالزبون يحتاج أن يجد معاملة طيبة مقابل خدمة راقية محترمة، ولابد أن يكون هناك مبدأ المنافسة ليستفيد الزبون بالنتيجة.. فالمنافسة والاجتهاد يخلق جوًا من الإصرار والتجويد فى العمل وهذا من شأنه تقديم مزيد من الخدمة المتميزة..
 
ويبقى الزبون دائمًا على حق..
وإذا كنت من مؤيدى تجربة أوبر وكريم، فهذا لا يعنى ألا يعملوا وفقًا لقواعد تحت إشراف الدولة، فليس من المقبول ألا تكون هناك رقابة وضرائب يدفعها هذا المشروع، مادامت هناك مكاسب تحقق، وحتى لا نبخس حق التاكسى الأبيض فى دفعه للضرائب، ولكن قبل كل شىء لابد أن تكون هناك صيغة تتماشى مع هذا النوع الذى تستخدم فيه سيارات ملاكى ورخصة قيادة خاصة، ولا نحاول أن نعرقل هذا المشروع ليتحول إلى مشروع فاشل تحكمه قوانين بيروقراطية تقضى على تميزه.
 
فأغلب العاملين فى مشروع أوبر وكريم من خريجى الشهادات العليا، الذين يريدون زيادة دخولهم بالعمل بنظام «الشفت»، وفى الوقت نفسه الفئة العاملة تعرف كيف تتعامل مع نظام الـ«جى بى إس»، ولديها الخبرة فى معاملة الزبون من خلال محاضرات تحرص مؤسسة أوبر على تقديمها للعاملين بصورة شبه يومية، عن كيفية التعامل مع الزبائن والخرائط وخط السير وغيرها من التكنولوجيا التى لم تتوفر حتى الآن فى التاكسى الأبيض.
 
هذا بالإضافة إلى الأمان ثم الأمان ثم الأمان الذى يشعر به كل من تعامل مع أوبر وكريم، فلا يستطيع مجرد التفكير أى من العاملين فى هذا المشروع ارتكاب أى فعل يتجاوز به على الزبون، خاصة أنه يوجد تقييم يتم لكل رحلة تتم، بالإضافة إلى توفر بيانات أى سائق يعمل فى الشركة وشكله وكل ما يخصه.
 
فلا مجال للتلاعب، والحقيقة أنه انتشرت فى الفترة الأخيرة بعض الشائعات للنيل من هذه التجربة المتميزة، وتبين للجميع أنها مجرد شائعات من المنافسين.
 
ما يحدث من محاولات مغرضة، سواء من المنافسين أو القائمين من جهات حكومية، للقضاء على تجربة رائدة وواعدة مثل أوبر وكريم، ما هو إلا تقليل من أهمية المعاملة الآدمية التى يجدها المواطن فى مصر فى كل مكان يذهب إليه.
وأتساءل: لماذا نحن دائمًا بأيدينا نقضى على كل ما هو متميز وآدمى؟
 
لماذا نريد أن نظل تحت رحمة من لا يعرف معنى للإنسان وكل ما يريده هو الحصول على المال بدون الاجتهاد فى تقديم خدمة مميزة؟
 
فالوقت قد حان حتى لا نقبل إلا بخدمة جيدة تحترم وقتنا وجيوبنا وآدميتنا واحترامنا لأنفسنا، فليذهب التاكسى الأبيض للجحيم مثلما حدث للتاكسى الأسود مادامت لن تكون هناك خدمة آدمية، طالما لن يكون سوى الجشع والبلطجة اللذين أصبحا رمزًا للتاكسى الأبيض.
 
وهذه رسالة منى لأصحاب التاكسى الأبيض: إذا أردتم أن تقبلوا المنافسة والتحدى، فلتقدموا السبت، حتى يأتى الأحد بكل خيراته.