اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 10:33 م

سعيد الشحات

مغالطات الطرابيلى حول عبدالناصر وحلايب

الأربعاء، 08 فبراير 2017 07:02 ص

من نكد الدهر أن تقرأ للأستاذ عباس الطرابيلى، وهو يهاجم جمال عبدالناصر، فلا معلومة مؤكدة يقولها عن الزعيم الخالد، ولا تحليل موضوعى يستفيد منه من يقرأه، ولا إبحار فى التاريخ لاستخراج الحقائق حول المواقف التى خاضها الرجل الذى رحل عن دنيانا يوم 28 سبتمبر 1970 بعد أن قطع فترة إجازته المرضية، ودعا القادة العرب فى مؤتمر طارئ لوقف نزيف الدم بين مقاتلى منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الأردنى، وليت الأستاذ عباس أن يعيد قراءة هذا الحدث كى يعرف منه مدى المسؤولية القومية التى حملها جمال عبدالناصر لحقن الدماء العربية، وبنفس هذه المسؤولية القومية التى ندفع ثمن غيابها الآن تصرف فى قضية «حلايب وشلاتين»، وهى القضية التى زف إلينا الأستاذ عباس اكتشافه التاريخى حولها بقوله: إن جمال عبدالناصر هو السبب فى النزاع حولها الآن بين مصر والسودان.
 
يقول: «الطرابيلى» نصا فى مقاله أمس بالزميلة «المصرى اليوم»: «جمال عبدالناصر هو السبب، إذ هو الذى أمر بحفظ القضية انطلاقا من فكره العروبى القومى، ذلك أنه كان يحلم بأن يصبح زعيما لكل العرب، فماذا يضيره أن تكون هذه المساحة مصرية، أو سودانية، ما دام يخطط ليحكم كل الوطن العربى، رغم أنه هو الذى أمر بإرسال بعثة مصرية لتنظيم أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 23 يوليو 1952 إلى هناك، باعتبارها أرضا مصرية».
 
وبصرف النظر عن مكان «علامات التعجب» التى يضعها «الطرابيلى»، وعن تجاهله لحقيقة أن الجماهير العربية هى التى منحت الزعامة للرجل وهى التى تمنت أن يحكمها بالفعل، فإن اتهامه لعبدالناصر فى مسألة «حلايب» كوميديا، ومزاعم لا تصمد أمام الحقائق التاريخية، ومنها أن عبد الناصر أعلن وبوضوح أن «حلايب» تابعة لمصر بشكل واضح، كان ذلك فى فبراير عام 1958 حينما افتعل رئيس الحكومة السودانية «عبد الله خليل» مشكلة، وبعث بقوات سودانية لاحتلال «حلايب»، وذلك بالتزامن مع إعلان الوحدة بين مصر وسوريا.
 
كان معروفا عن عبدالله خليل أنه من أشد الموالين للغرب، وقال: إن لديه خرائط تثبت أن المنطقة سودانية، وبدا وقتها أن هذا التصرف منه ليس له علاقة بإثبات أن«حلايب» سودانية، وبالتالى الدفاع عنها، ومن هنا جاء تصرف جمال عبدالناصر.
 
ونتابع غدا