اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 05:01 ص

الشهيد البرقوقى

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 فبراير 1970.. الانفجارات تهز إيلات وعبدالناصر يعيد أبطال «الشهيد البرقوقى» من الأردن

الإثنين، 06 فبراير 2017 10:00 ص

وصلت المجموعة الأولى التى قامت بتلغيم السفينة «بيت شيفع» بميناء إيلات الإسرائيلى، والمجموعة الثانية المكونة من الملازم أول بحرى رامى عبدالعزيز بمفرده الذى قام بتلغيم السفينة «بيت يام»، إلى نقطة الالتقاء المتفق عليها فى الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 6 فبراير «مثل هذا اليوم» 1970، بعد تنفيذ مهمة تلغيم السفينتين لتفجيرهما «راجع ذات يوم أمس 5 فبراير».
 
تكونت المجموعة الأولى من الملازم أول بحرى عمرو البتانونى والعريف على أبوريشة، والمجموعة الثانية من الملازم أول بحرى رامى عبدالعزيز، والرقيب فتحى محمد الذى عاد من منتصف الطريق تحت المياه إلى ميناء إيلات بعد فقد الوجه الزجاجى الخاص به.
 
يكشف أحد أبطال العملية فى كتاب «تاريخ البحرية المصرية من محمد على إلى السادات -1800 1973» تأليف «عبده مباشر» «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»: «رغم الأوامر التى تقضى بالعودة فورا، انتظرنا حتى نشاهد ونسمع الانفجارات بأنفسنا، وغرقت «بيت يام» تماما، وانقلبت رأسا على عقب بعد الانفجار الذى حدث بها، أما «بيت شيفع» فنتيجة لانفجار «بيت يم» قبلها أخذت فسحة من الوقت لكى تتحرك إلى منطقة ضحلة بالميناء حيث شحطت، وكان هذا هو السبب فى أنها لم تغرق تماما، غير أن قوة التدمير كانت شديدة والخسائر كانت فادحة، وهرع وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان إلى ميناء إيلات عقب الحادث مباشرة، حيث رأى ما رأى».
 
يتذكر «البتانونى» فى حوار له مع جريدة «المصرى اليوم، يومية، القاهرة» فى عدد «25 إبريل 2014»، أن الانفجار الأول وقع قبل وصولهم إلى الشاطئ وكان الساعة الثانية وعشر دقائق، وكذلك الثانى الذى تم بعد حوالى عشر دقائق، وكانوا على بعد حوالى 2 كم، ويضيف: «وصلنا ونحن فى حالة إعياء شديدة، ووجدنا مبنى أشبه باللوكاندة المهجورة أو استراحة، وكانت كلها معتمة ماعدا غرفة واحدة، وبقى رامى وأبوريشة، وذهبت إلى المبنى وكانت أم كلثوم تغنى، فإذا بشخص يفتح الباب بسرعة ثم يغلقه ثم فتحه، وسألنا: «من أنتم؟»، وكان هناك شخص آخر بالداخل ممدا على السرير وهو يضع يده داخل درج الكوميدينو، وكأنه يمسك بسلاح فى وضع الاستعداد، فقلت له: «إحنا مصريين وضفادع بشرية وهاتوا لنا السلطات يستلمونا».
 
يواصل البتانونى وكان عمره وقتها 27 عاما «مواليد 25 فبراير 1943»: «وصلت سيارات من الاستخبارات الأردنية، واصطحبونا بلبس الغطس فى سيارة جيب إلى عمان، وأدخلونا قلعة وكانت معاملتهم سيئة وصارمة، وأغلقوا الباب علينا، وأحضروا لنا بلاطى، كانت القلعة محاطة بالثلج، وكنت أشعر بقلق من أى مفاجأة تحدث، وأنقذنا الرائد مصطفى الطاهر وكان هو قائد العملية فى البر الذى أبلغ إبراهيم الدخاخنى، ضابط المخابرات المصرية فى السفارة المصرية، باحتجازنا لدى المخابرات الأردنية، فاتصل بها لكنها أنكرت وجودنا».
 
على أثر إنكار المخابرات الأردنية، حدث اتصال من الدخاخنى والطاهر بالقاهرة، وحسب رواية البتانونى: «كان الملك حسين موجودا فى القاهرة لحضور قمة للملوك والرؤساء العرب، وأثناء إحدى الجلسات همس الفريق أول محمد فوزى، وزير الحربية، فى أذن الرئيس عبدالناصر بتفاصيل الموقف، فرفع الرئيس الجلسة، واجتمع مع الملك بحضور «فوزى» والفريق محمد أحمد صادق، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وقال لحسين: «جلالة الملك أنت ضيف لدينا لحين عودة أولادنا المحتجزين لديك فى المخابرات الأردنية».
 
يؤكد «البتانونى»: «كانت النتيجة أننا فوجئنا فى مكان احتجازنا بأن الباب يفتح علينا ويعاملوننا باحترام، وما هى إلا ساعات قليلة حتى عدنا إلى مصر»، أما اللواء محمود فهمى، قائد القوات البحرية، فيؤكد لـ«عبده مباشر»: «كانت عملية الهجوم الثانية على ميناء إيلات ناجحة، وأطلقنا عليها اسم «عملية الشهيد البرقوقى»، تخليدا للرقيب فوزى البرقوقى الذى استشهد فى العملية الأولى يوم 16 نوفمبر 1969 وأدت إلى تدمير ناقلتين هيدروما ودهاليا».
 
كانت العملية، وفقا لتأكيد قائدها: «شىء نادر فى تاريخ الحروب الحديثة، أن يقع هجوم من نفس النوع على ميناء واحد وخلال فترة لا تزيد على 81 يوما»، أما الرئيس جمال عبدالناصر فكافأ أبطالها، وحسب محمود فهمى: «كانت المكافآت سخية، كما وافق الرئيس على النياشين التى طلبتها لكل فرد».
 

محمد-البرقوقى