اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 01:03 ص

سعيد الشحات

الأصل فى الإرهاب ضد المسيحيين

سعيد الشحات الأحد، 26 فبراير 2017 07:00 ص

ما يحدث من إرهاب ضد المسيحيين فى سيناء، لا يجب الاكتفاء فى قراءته على أنه جريمة طائفية تحدث من إرهابيين يتسلحون بفتاوى دينية ضالة ضد مسيحيين، صحيح أن ظاهر هذه الجرائم يؤدى إلى الاعتقاد بطائفيتها، ونعم تم قتل 7 مسيحيين بطريقة وحشية، بالإضافة إلى حرق بيوت بعضهم، ونعم تركت أسر مسيحية بيوتهم فى العريش، واستقبلتهم الكنيسة فى الإسماعيلية فى مشهد نزوح، يكاد يشبه المشاهد، التى نراها فى سوريا والعراق، لكن الأصل فى الموضوع هو تنفيذ مخطط قديم يستهدف سلخ سيناء عن باقى الدولة المصرية.
 
مخطط سلخ سيناء عن مصر بدأ صهيونيًا، وهذا الكلام ليس فيه أى مجال للادعاء، وإنما محفوظ فى سجلات التاريخ، ففى شهر مارس عام 1903 أثناء وقوع مصر تحت سيطرة الاحتلال البريطانى، جاء مؤسس الفكرة الصهيونية الحديثة «هرتزل» إلى القاهرة للتباحث مع اللورد كرومر المعتمد البريطانى فى مصر بشأن أن تكون سيناء وطنا لليهود، وسبقته لجنة صهيونية تتكون من خبراء فى مجالات الرى والجيولوجيا والهندسة والقانون وصحفيين وغيرهم.
 
جاءت لزيارة سيناء ومعاينتها على الطبيعة، ومن يريد أن يعرف القصة كاملة فليعد إلى مذكرات هرتزل، والكتاب المهم «النيل فى خطر» لكامل زهيرى.
 
هذه الخلفية التاريخية المهمة لا يجب إغفالها مع العمليات الإرهابية، التى تتم فى سيناء منذ فترة، فهى مخطط صهيونى قديم، لكن محاولات تنفيذه تتم عبر جماعات تتمسح بالإسلام، وتتحدث بلسانه، وتستخرج من القرآن الكريم آيات دينية تلوى تفسيرها لصالح أجندتها السوداء وبالطبع فإن الإسلام منها برىء، ومهما جاء هؤلاء بأى نوع من الحجج، فإن فضحهم بحقائق التاريخ يؤكد أنهم ينفذون الأجندة الصهيونية كاملة، والشاهد على ذلك أنهم لا يطلقون رصاصة واحدة نحو إسرائيل رغم تهويد الأرض الفلسطينية وقتل الفلسطينيين.
 
وإذا كانت الغاية الصهيونية قد تم محاولة تحقيقها بأشكال مختلفة فى الماضى لكنها فشلت، فإننا الآن أمام صنف جديد يتمثل فى العمليات الإرهابية، التى تطمح إلى تحقيق هذه الغاية، وفى هذا السياق تأتى العمليات الممنهجة ضد المسيحيين، التى يجب أن يتعامل المصريون معها بوصفها حربًا وطنية تستهدف الجسد المصرى بكامله.
 
القضية على هذا النحو ليست خلافًا مع نظام سياسى يحكم، وإنما هى استهداف للدولة الوطنية المصرية، التى عاشت عبر تاريخها تدافع عن وحدتها الوطنية.