اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 10:41 ص

صناعة الحصير اليدوى

صناعة "الحصير اليدوى" بالمنوفية.. مهنة تتعرض للانقراض

المنوفية – محمود شاكر الثلاثاء، 21 فبراير 2017 06:00 ص

ما بين صناعات متنوعة عانى أهلها من الكثير من المعوقات حتى استمرت إلا أنها فى النهاية تواصل العناء فى البقاء والاستمرار مع الصناعات الجديدة والوسائل الالكترونية الحديثة التى صرعت العديد من تلك الصناعات .

 

وتأتى صناعة الحصير ضمن أهم الصناعات اليدوية، التى تعانى الآن من الانقراض الشديد ولم يعد سوى عدد قليل يعمل بتلك الصناعة، ويطالبون بمد يد العون اليهم حتى يتمكنوا من العمل بها والانتاج من جديد بعد ضيق الوارد إليهم من الصناعة وقلة التصنيع.

 

وفى قرية العراقية التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، يجلس الحاج مصطفى جمعة، أحد أمهر الصناع بالقرية والتى كانت يعمل بها المئات خلال السنوات الماضية إلا أن الأمر أصبح الان صعبا جدا وهرب العشرات منهم للعمل بالعديد من الصناعات الأخرى الأمر الذى أدى إلى أن أصبحت الصناعة معرضة للانقراض. 

 

ويروى جمعة تفاصيل الصناعة انهم يعتمدون على العديد من الخامات من الغزل والسمر وهى أهم الخامات التى يتم الاعتماد عليها فى التصنيع للحصير والتى كانت فى الماضى توفر العديد من فرص العمل للمواطنين وتوفر لقمة العيش للمئات يوميا، وخاصة أن الصانع كان يتمكن من صناعة أكثر من 11 حصيرة فى اليوم الواحد، وكان يجد السوق الامن لتوزيعها نظرا لانتشار السوق الذى يطلب تلك النوعيات من الحصير . 

 

وتابع جمعة لم تعد الصناعة تفى بالأغراض الأساسية من القائمين عليها، وخاصة مع ارتفاع أسعار الخامات من الغزل والسمر والذى أدى إلى الارتفاع الشديد فى التصنيع، وعندما يتم العرض على الزبون بسعر عالى لا يلتفت إلى تلك الأنواع من الحصير وخاصة مع انتسار الحصير البلاستيك والصينى الامر الذى أدى إلى تدمير تلك الصناعة بشكل كبير.  

 

ويسرد جمعة ذكرياته مع الحرفة قائلا بأن الحرفة كانت فى أوج مجدها فى حقبة التسعينات قبل انتشار الحصير اليابانى والصينى البلاستيك، ولم يبقى فى البلدة غيره يعمل بهذه المهنة والتى استطاع من خلالها تربية أبنائه الذين وصلوا لأفضل الجامعات . 

 

 وأشار جمعة إلى أن تلك الحرفة تمكن أن تخرج جيل متعلم قادر على العطاء من أطباء ومهندسين وقيادات منتشرة بكل بقاع الجمهورية، وعلى الرغم من ذلك إلا انه لا يتمنى أن يشقى أولاده بهذه الحرفة بعد أن أصبحت الان على حد تعبيرة " مش جايبة همها " ، مؤكدا انه يعانى الأمرين فى هذه الحرفة بشكل كبير من التسويق والبيع لتلك المنتجات. 

 

وأكد جمعة أنه مازال هناك بصيص من النور لتلك الصناعة من جديد وهى فى انه يطلب منه أن يقوم بتصنيع عدد من تلك الحصير لمجموعة من المواطنين يقومون بالحصول عليها لعمل الديكورات اللازمة والتى من الممكن استخدمها فى المطاعم المختلفة والمقاهى، لافتا أن هذا الأمل هو الامل الذى يسعى من خلالها لوجود من يطلب تلك الحصير . 

 

وطالب جمعة بان يتم الاهتمام بالصناعة خلال الفترة القادمة من أجل الوصول بها إلى العودة من جديد وان يتم الاهتماما بها من قبل وزارة الصناعة حتى يتمكنوا من المنافسة من جديد بعد أن غزت الحصير اليابانى والصينى السوق المصرية الامر الذى دمر الصناعة فى تلك القرية .