اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 08:58 م

سعيد الشحات

هدايا ترامب للإرهاب

بقلم : سعيد الشحات الخميس، 02 فبراير 2017 07:03 ص

كاد البعض أن ينصب الزينة هنا فى مصر تهليلا لنجاح «ترامب» برئاسة أمريكا، والسبب كما روج هؤلاء، أننا أمام رئيس أمريكى سيقف ضد التطرف والإرهاب بحسم، وأنه لن يكون هناك مجالا لحماية أمريكا لجماعة الإخوان، وبالرغم من أنه لا خلاف على أهمية أن تكون أمريكا ضد الإرهاب والتطرف، غير أن الأمنيات شىء، والواقع شىء آخر، ومن المسلم به أن أعنف التصريحات أو الإجراءات ضد من تختلف معهم ليس شرطا أن تؤدى إلى هزيمتهم.
 
وفى حالة «ترامب»، نحن أمام قراره بحظر مؤقت على دخول مسلمى 7 دول إلى أمريكا، وهذه الدول هى «إيران وليبيا والسودان واليمن وسوريا والصومال والعراق»، وقد تتسع القائمة فيما بعد، فوفقا لتوقعات كبير موظفى البيت الأبيض «رينس بريبوس» مع قناة «إن.بى.سى» الأمريكية، فإن هذه القائمة مرشحة للاتساع وقد تضم مصر والسعودية وأفغانستان وباكستان، ومجرد هذا النوع من التوقعات حتى لو لم يتحقق، يسحب من رصيد أى تهليل أطلقه البعض تعبيرا عن السعادة بهذا الذى دخل إلى «البيت الأبيض».
 
نحن أمام قرار أراه صفعة على كل الذين استبشروا خيرا بانتخاب ترامب، ولا أجد فى الرد عليه أبلغ سياسيا من الرأى الذى خرج من إيران، حيث اعتبرته وزارة الخارجية الإيرانية: «إهانة صارخة للعالم الإسلامى، وأن التاريخ سيسجله كهدية كبيرة للمتطرفين»، فهو بالفعل «إهانة بالغة» و«اللافت فيه أنه تعامل فى اختياراته بحسابات «الخيار والفاقوس» حيث استبعد دولا وضم دولا، كما أنه بمعيار رد الشىء لأصله، سنجد أن أوضاع دول مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن هى نتيجة مؤكدة للسياسة الأمريكية الظالمة.
 
وإذا كان ترامب بقراره يتصور أنه يحمى الداخل الأمريكى، فإن احتجاجات الداخل ضده التى تتزايد يوما بعد يوم ترد على هذا التصور، وإذا كان يتصور أنه يحمى العالم وينظفه من الإرهاب، فإن السياسة الظالمة التى تتبعها بلاده مع دول العالم وخاصة الدول المقهورة هى التى تؤدى إلى الإرهاب. وهل حماية أمريكا لإسرائيل له علاقة بالعدل وحقوق الإنسان؟.
 
مصالح أمريكا ليست فى الداخل وفقط، والشاهد ما نراه من رفض عالمى لقرارات ترامب وانتقادها خاصة من حكومات الدول الحليفة لأمريكا مثل بريطانيا وألمانيا، بالإضافة إلى مؤسسات دولية كالأمم المتحدة، وإذا لم ننتبه سيكون القادم أسوأ، وليس نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ببعيد عن التحقق.