اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:21 م

أكرم القصاص

نتكلم سياسة ونعانى من فراغ سياسى!

بقلم - أكرم القصاص السبت، 18 فبراير 2017 07:40 ص

فى كل مكان السياسة حاضرة،، خاصة مع اتساع أدوات الاتصال، والتواصل الاجتماعى.. وتتيح هذه الأدوات الكثير من الجدل، ويدلى كل واحد برأيه، أو يكرر مطالب سابقة حفظها.. ومنها ما يطرحه كثيرون طوال عقود، حول أهمية أن يكون الوزراء ومن يتولون مناصب وزارية وسياسية، سياسيين، وهو مصطلح يطلق عموما، من دون تحديد واضح لأبعاده ومفاهيمه.
 
هل يعنى وزير سياسى أنه يفهم فى السياسة، ومارسها داخل الأحزاب أو البرلمان.. ربما كان الهدف، هو عبور الفجوة بين التكنوقراطى القادم من العمل بالحكومة أو القطاع الخاص أو الجامعة، والمنصب الذى يتطلب أكثر من مجرد التخصص.
 
وقد رأينا خلال السنوات الأخيرة، نماذج لخبراء أكاديميين ومتحدثين جيدين، لكنهم عندما تولوا مناصب تنفيذية فشلوا، واكتشفنا الفرق بين النظرى والعملى، يضاف إلى ذلك أن تركيبة الجهاز الإدارى المعقدة، تجعل من الصعب على الوزير أن يواجه التكوينات البيروقراطية الصعبة ويجعل السيطرة والسيادة لكبار الموظفين.
 
من المفارقات أن البعض يرى أن وزراء مبارك والحزب الوطنى، كانوا سياسيين يمثلون الحزب الوطنى.. والاعتراض أن الحزب الوطنى ظل هو الحزب الحاكم بلا تداول سلطة، بقيت المعارضة معارضة والسلطة سلطة، وعندما يريد المعارض أن يحصل على منصب يترك المعارضة لينضم للوطنى.
 
المعارضة كانت تتهم الحزب الوطنى ونظام مبارك بمحاصرتها، فى المقرات والصحف، لكن التجربة بعد 25 يناير كشفت ما هو أكثر من الحصار.. أصبح تشكيل الأحزاب بالإخطار، ولدينا أكثر من 100 حزب، لم ينجح أى منها فى تسجيل أى وجود، سواء فى وقتها، أو الآن ولدى بعضها أو أغلبها نفس الحجج القديمة.. وانخرط بعضها فى صراعات على المناصب والسلطة، وتحصر نفسها فى القاهرة، وتعجز عن مخاطبة المواطنين خارج الفضائيات وأدوات التواصل.
 
حتى عندما رشحت أعضاء لتولى مناصب تنفيذية، لم يختلفوا عن سابقيهم ولا غيرهم.. وتفتقد إلى السياسة التى تطالب بها.. بل إن بعض التيارات السياسية تحصر نشاطها فى التظاهر، أو تمارس الاعتراض على مواقع التواصل، وتصنع شلة افتراضية، أو حقيقية.
 
ويظل المأزق الأهم دائمًا هو العجز عن ممارسة العمل الجماعى، أو الفريق، وهى أزمة فى السلطة والمعارضة على حد سواء، وهى التى تصنع فراغًا سياسيًا، يستعصى على الفهم.. وتفتقد الحوار، حيث يرى من فى السلطة نفسه العارف الفاهم، بينما المعارض يظل عند الرفض ويرى نفسه الأفضل.. وبين التأييد والرفض يعشش الاستقطاب.. ونتكلم فى السياسة، ونشكو من فراغ سياسى.. والسبب هو غياب تداول السلطة، وهو ما يصنع الجمود والاستقطاب.