اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 05:53 م

ماجدة إبراهيم

الوعظ على الطريقة «الترامبية»

بقلم ماجدة إبراهيم السبت، 18 فبراير 2017 08:00 م

الرئيس الأمريكى ينصح الفلسطينيين ويتجاهل أن إسرائيل هى التى سرقت الأرض

 
«يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن بعض الكراهية التى يتعلمونها منذ نعومة أظفارهم، وأنا رأيت ما يتعلمونه، ويجب عليهم أن يقروا بإسرائيل».. كلمات أضحكتنى وأبكتنى فى الوقت نفسه، كلمات قالها هذا «الترامب» الذى لا ينطق لسانه إلا بؤسًا، ولا يقول لا ما يفهمه، وأعتقد أنه لا يفهم الكثير.
 
وما قاله ونقله موقع «الجزيرة» بفيديو موثق يطلب من القتيل التنازل عن دمه وعرضه وبيته، ويمحو سنوات القهر والظلم.
يطلب من الفلسطينيين الذين تم تجريدهم من كل شىء، ديارهم وكرامتهم وأمنهم، للعدو الذى اغتصب أراضيهم عدم الشعور بالكراهية، بل عليهم أن يعلموا أولادهم كيف يحبون من قتلهم.. من شردهم.. من نكل بهم فى كل يوم من السنوات التى اقتربت من السبعين عامًا أن يفتحوا قلوبهم للعدو.
 
وأسألك أيها الرئيس الجديد، الذى لا يعرف فى دنياه إلا حدود بيته الأبيض، وعمله الذى حصد منه مليارات الدولارات:
 
ماذا تعرف عن الشعب الفلسطينى؟
ماذا تعرف عن الكراهية؟
ماذا تعرف عن الاحتلال؟
لا أعتقد أنك تعرف شيئًا!
أنت لا تعرف إلا ما تمليه عليك مصلحة دولتك، وعلاقتك الأبدية مع العدو الصهيونى، فأمريكا والصهيونية وجهان لعملة واحدة.
لن أقول إنه ليس من حقك أن تسعى لمصلحة دولتك وأنت رئيسها، لكننا هنا فى بلادنا، التى ستظل فلسطين المحتلة فى قلوبنا، ندافع عنها حتى يخرج المحتل من أراضيها، ما عليك إلا أن تظل تتملق إسرائيل.. تنبطح أمامها كغيرك من رؤساء أمريكا، لكنه ليس من حقك أن تقدم للفلسطينيين قصيدة فى الوعظ والتهذيب الأخلاقى.
 
ليس من حقك أن توجههم كيف يربون أولادهم..
كيف يدافعون عن حقهم..
واذا أردت أن تقرأ فى قضية فلسطين، ذلك البلد الذى استمر لسبعين عامًا يدافع عن أرضه، وسيظل يدافع مادام لم يحقق حلمه فى التحرر من الاحتلال، فعليك أنت تعرف أيها الرئيس الأمريكى المبجل أن الفلسطينيين لا يقبلون بتقسيم أراضيهم، ولن يقروا بوجود دولة تسمى إسرائيل.
 
ما يحدث من مفاوضات ومحادثات، وما يعقد من اتفاقيات، كلها للدعاية السياسية لحكومات فلسطينية، لا تنتمى للشعب بقدر ما تنتمى لتحقيق مصالحها مع العدو.
السياسة عزيزى الرئيس عندما تقتحم قضايا الدفاع عن الحقوق تتحول الحقوق إلى لا شىء..
 
فمن يملك أرواح البشر ومصائرهم هو الخالق جل وعلا..
 
أما السياسة فستظل اللعبة القذرة التى يتناوب استخدامها من تكون مصلحته معها.
أرجوك عزيزى «الترامب» لا تقم بارتداء جلباب المفتى، وتُظهر معرفتك بالشعب الفلسطينى، وتظل تطلق الفتاوى والحكم البالية..
 
فلو كانت الولايات المتحدة الأمريكية فقدت شبرًا من أراضيها، كانت الدنيا قامت ولم تهدأ، فما بالك أن يحتل العدو بيتك، ويلهو بمقدرات أبنائك، ويلتهم خيرات أرضك، وبعدها المطلوب منه أن يفتح ذراعيه بالحب والمودة، وينسى سنوات الظلم والقهر والتنكيل..
فقط بالله عليك، ما إحساسك بعد تعرض أمريكا لعدد من العمليات الإرهابية؟.. وهى مجرد عمليات يمكن التحكم فيها وتشديد الحراسة والمتابعة.
 
حاولت أن تمنع آلاف المواطنين الأمريكيين من دخول بلادك، لمجرد أنهم يحملون جنسية عربية ومسلمة، وأنت تريد أن يربى الأب الفلسطينى الذى عاش طفولته مشردًا ابنه على الود والحنية.. أليس ما تقوله مضحكًا؟
 
أرجوك فى المرة المقبلة «ذاكر كويس»، واعرف القضية وملابساتها قبل أن تنطق بكلام فارغ لا يسمن ولا يغنى من جوع، وتأكد أنه لن تحل القضية الفلسطنية على يدك..
ستتحرر فلسطين على يد أبنائها بإذن الله فى يوم من الأيام.