اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 06:06 م

كرم جبر

كيف نواجه «الخونة» الذين يمتصون قوت الشعب؟

بقلم: كرم جبر الثلاثاء، 14 فبراير 2017 11:00 م

عرفنا من وزير التموين أن «الخونة» الذين يقومون بإخفاء السلع هم السبب، ويمارسون إرهابا اقتصاديا أخطر من الإرهاب الأمنى، وعرفنا منه أنهم يتآمرون فى توريد الأرز، ويحددون الأسعار عى مزاجهم، وعرفنا أنهم ينتشرون فى برامج «التوك شو» الليلية والنهارية، ليضللوا الشعب ويذرفوا دموع التماسيح على الفقراء ومحدودى الدخل، وعرفنا أننا لا ننتج من طعامنا شيئا، فوقعنا فريسة للاستيراد وفتونة الدولار.
 
عرفنا من وزير التموين أشياءً كثيرة كنا نعرفها وليس فيها جديدا، ولكن الذى كنا ننتظره، هو أن يصول ويجول أمام البرلمان، ملوحا بقبضة الدولة الحديدية لضرب الخونة، واقتلاع أنياب وأظافر الإرهابيين الجدد، مصاصى قوت المصريين، ولكن وزير التموين له العذر، لأنه لا يتحمل المسؤولية وحده، ويقف وحيدا فى «وش المدفع»، بينما «يلبد» وزراء آخرون فى « الدرا»، ونرجو أن تكون البلاد على أعتاب حكومة جيدة، تعزف عزفا جماعيا دون نشاز.
 
نتمنى أن يوفق الله البلاد والعباد - مثلا - فى وزير زراعة، يدعم أخيه وزير التموين بخطة عاجلة، لننتج طعامنا بأيدينا، وإذا كنا نستورد القمح والزيوت والأزر والسكر والأعلاف، فماذا إذن نزرع فى الستة مليون فدان؟ وأين مراكز البحوث الزراعية التى تنفق الملايين، دون أن تطور محصولا أو تكثف إنتاجا؟ وهل نطمع فى معالى وزير الزراعة القادم، أن يكون جريئا وجسورا و«صاحى»، ويطمئننا وزير التموين بعودة العصر الذهبى للفلاح، فنغنى للقمح الليلة فى عيده، وندعوا ربنا يزيده؟
 
هل يوفق الله البلاد والعباد فى العثور على وزير صناعة - مثلا - يعاهد الله والوطن على أن يرى مشروع الصناعات الصغيرة النور، فيظهر فى وطننا جيل جديد من شباب رجال الأعمال، يملأون الأسواق حركة ونشاطا وعدلا، ويخلصونا من هيمنة المتآمرين الذين أشار إليهم وزير التموين؟  فالتمويل متوفر فى البنوك بالمليارات، وشبابنا العاطل زى الفل على المقاهى ومتعطش للأمل، فمن الذى يفعّل المنظومة، غير وزير صناعة يخدم الوطن ويدعم أخيه وزير التموين، بمنتجات مصرية الهوية تسد العجز وتضرب الخونة المحتكرين؟
 
عرفنا من وزير التموين حكايات كنا نعرفها وأكثر منها، عن الحرب التى يديرها فى الخفاء، طابور طويل من مصاصى قوت الشعب، وننتظر أن نعرف من الحكومة الجديدة، استراتيحية عملية وواقعية وبسيطة الفهم والهضم.. لمكافحة الإرهاب الاقتصادى.