اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 06:47 ص

عادل السنهورى

«مولانا».. إبراهيم عيسى

عادل السنهورى الأربعاء، 01 فبراير 2017 10:00 ص

لفترة طويلة لم أشاهد فيلمًا فى دار عرض سينمائية، وحجتى فى ذلك أن مرحلة ما بعد 25 يناير لم تفرز الخطاب واللغة السينمائية الخاصة بها، التى تعكس حجم التغيرات السياسية والاجتماعية فى المجتمع، وكل ما أفرزته سينما العنف والبلطجة وتجاوز القانون والعشوائية.. سينما مرتبكة ومربكة بالمعنى الذى يعكس حالة التوهان السياسى الذى عاشه المجتمع المصرى لأربع سنوات بعد يناير 2011.
 
وسط هذا الارتباك السينمائى استفزنى فيلم «مولانا» عن رواية الصديق والزميل الكاتب الصحفى المعروف إبراهيم عيسى، وسيناريو وإخراج مجدى أحمد على، وبطولة العبقرى المتفوق على ذاته عمرو سعد، للذهاب إلى السينما ومشاهدة الفيلم. رأيت «مولانا» لغة سينمائية مختلفة، ومعنى مختلفًا عن باقى ما يعرض فى دور العرض منذ يناير 2011. الفيلم من النوع المحرض على الفرجة ثم المتابعة بدقة للأداء الفذ لعمرو سعد، والحوار الممتع لإبراهيم عيسى. والصراحة كانت هناك مباراة رفيعة المستوى ومبارزة قوية بين الحوار المحكم والفاهم والواعى لعيسى، والأداء الفنى الراقى والمتميز لعمرو سعد. فـ«مولانا» رغم أنه يؤدى دوره فنيًا عمرو سعد، فإنه فى الحقيقة هو إبراهيم عيسى بأفكاره الصادمة للبعض.. شخصيته وعقله الباحث دائمًا عن الحقيقة، والرافض لجميع التابوهات والمسلمات المعولبة، فجاء الحوار غاية فى الحرفية، رغم أنها التجربة الأولى له على ما أذكر فى كتابة حوار سينمائى، لكنه يدل على موهبة جديدة نكتشفها فى إبراهيم عيسى إلى جانب مواهبه المتعددة الأخرى.
 
«مولانا» من النوعية التى تدعوك للفهم والقراءة والبحث، والرفض أيضًا لأفكار شاذة سائدة فى المجتمع، ولجماعات حاولت السيطرة على عقل المصريين وإغلاقه عن التفكير واستخدام العقل، والتسليم بأفكار غير سوية، وبآراء لا تتماشى والمنطق دون نقاش، والطاعة دون تفكير.
 
أما عن الأداء الفنى الراقى للفنان عمرو سعد، ففى رأيى أن «مولانا» هو ولادة جديدة للنجم الجميل، ومسلك فنى متميز له، فقد أخرج كل طاقته الفنية، وأدى دور الداعية بعيدًا عن النمطية المعتادة فى المجتمع كما جاء فى الرواية، وطبعها سينمائيًا بأداء عمرو سعد، فقد أضاف لها الكثير من المواصفات التى أثارت غضب البعض، سواء فى المؤسسة الدينية الرسمية أو جماعات الظلام والتكفير.
 
رغم الملاحظات على السيناريو، فإن الفيلم هو إضاءة سينمائية وسط رمادية سينمائية تعيشها السينما المصرية فى السنوات الأخيرة.