اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 08:11 ص

محمود سعد الدين

لكل من يشكك فى إحباط الهجوم.. ماذا لو دخل الإرهابى الكنيسة؟!

بقلم: محمود سعد الدين الأحد، 31 ديسمبر 2017 12:00 م

أخطر ما فى حادث الاعتداء على كنيسة حلوان، هو الدراما المصاحبة للحادث، كل التفاصيل والمعطيات على أرض الواقع تؤدى إلى سيناريو فيلم من الطراز الرفيع، شاب يحمل السلاح ويتحرك بطول الشارع المؤدى للكنيسة، يلقى نظرات على اليمين واليسار وفى المقابل عشرات الأهالى من خلف «الشبابيك» يسجلون تحركاته بالفيديو، بينما بعض الشباب يتفوق على تسجيل الفيديوهات بالبث المباشر نفسه على الفيس بوك، فتشاهد الهجوم الإرهابى على الهواء مباشرة، كأنك ابن من أبناء حلوان.
 
حمى الله مصر من كل شر وحفظها من مخططات كل ماكر بالبلاد.. مرت ساعات على الحادث وبقيت لنا عدد من الملاحظات التى تستحق التحليل والقراءة بهدوء.
 
حقيبة الإرهابى: بدا من الفيديوهات المختلفة للإرهابى وهو يتجول فى الشوارع أنه يحمل حقيبة، ولم يعلم أحد ماذا يوجد بها إلا بعد القبض عليه، بمجرد التفتيش، تبين وجود قنبلتين جاهزتين للانفجار، سريعا ما بدأ رجال الحماية المدنية عملهم فأبطلوا مفعولهما، وهنا لابد من الإشارة إلى أنه لو تمكن الإرهابى من دخول باب الكنيسة، لتكرر نفس المشهد القاسى للكنيسة البطرسية بالعباسية وللأسف كان سيكون بضحايا أكثر فى العدد.
 
التحليل الأمنى هنا يقودنا إلى أن مقاومة أفراد الأمن للإرهابى من البداية وهو يحاول دخول الكنيسة والتعامل معه بالسلاح وإجباره على التراجع والسير فى الشوارع الجانبية يعكس بكل أمانة أن رجال الأمن حموا مصر من انفجار كبير كان سيلحق بالكنيسة وبأهلنا من الأقباط قبل أيام من فرحتهم برأس السنة، وأعتقد أنه من الواجب هنا أن أبعث برسالة لكل مشكك فى إحباط الهجوم الإرهابى، رجاء راجع نفسك، وراجع مسار الحادث، وفكر لحظة ماذا لو دخل الإرهابى الكنيسة؟
 
المواجهة الشعبية للإرهاب: ظهر بشكل واضح فى حادث حلوان، الوعى العالى للشعب المصرى وأهالينا الطيبين فى حلوان لمواجهة الإرهاب، وتمثل الأمر فى 3 مشاهد، الأول هو قيام بعض الأهالى قليلى الحيلة بمواجهة الإرهابى عبر إلقاء الحجارة عليه من الشقق السكنية، وهو يتحرك فى الشارع، وتكرر الأمر من أكثر من مواطن وفى أكثر من شقة سكنية، أما المشهد الثانى فهو قيام أحد المواطنين بحمل سلاح أمين الشرطة الشهيد، وتسديد الطلقات نحو الإرهابى، صحيح أنه أفرغ الطلقات دون إصابة واحدة للإرهابى، ولكنه مشهد يستحق التوقف على الوعى لمواجهة الإرهاب شعبيا.
 
المشهد الثالث والأخير، هو عم صلاح، وهو الرجل الذى أصبح أيقونة الحادث الإرهابى، لتحركه السريع نحو الإرهابى ومحاولة السيطرة عليه وشل حركته من أجل تسهيل مهمة الأمن للقبض عليه، تحركه غير مفهومنا عن الخوف الدائم من الإرهاب إلى مواجهته أينما كان وفى أى صورة يظهر بها.