اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 01:07 م

الكاتب الصحفى خالد صلاح

خالد صلاح يكتب: الإرهاب فى قلب "مانهاتن".. إذن لماذا تحاربوننا اقتصادياً؟ الاختراقات الأمنية الكبيرة تحدث على أراضى أقوى بلاد الدنيا.. هل يجرؤ أحد على منع السياحة لأمريكا أو فرنسا.. نحتاج معرفة من معنا ومن ضدنا

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 09:00 ص

 
 
كنا نتوقع قرارًا من الرئيس الروسى بشأن عودة خطوط الطيران مع مصر، لكنه لم يكن جاهزًا لهذا القرار بعد، بوتين قال: «إن روسيا «مستعدة» لدراسة الموقف»، لكن قيصر الكرملين واسع النفوذ كرر علينا كلمة «مستعدة» مرات متعددة، رغم أن القاهرة رتبت كل أوراقها الأمنية لتكون «مستعدة» دائما لاستقبال السائحين الروس. 
 
شخصيًّا، شعرت بخيبة أمل فى البيان الروسى، إذ إن «صديقًا» بهذا الحجم أنهى لتوه صفقة «مليارية» فى القاهرة، يعرف جيدًا أن استمرار منع السياحة الروسية يفتح الباب لكل دول العالم فى أن تستمر فى حصارها للسوق السياحى المصرى، ولا أعرف كم من الوقت تحتاجه موسكو لتقدم على هذا القرار، ولا أعرف كيف يمكن أن تصبح موسكو مستعدة فيما تعرف أجهزتها الاستخباراتية جيدًا أن الإرهاب يمكنه أن يطال أى بقعة فى الأرض ويخترق أقوى الأجهزة الأمنية فى العالم! 
 
ما جرى فى مانهاتن يوم أمس يؤكد أن الاختراقات الأمنية الكبيرة قد تحدث أيضًا على أراضى أقوى بلاد الدنيا، وفى قلب المدينة الأهم على خريطة العالم، فمن يجرؤ على منع السياحة فى الولايات المتحدة الأمريكية، أو منع السياحة فى باريس فى أعقاب اعتداءات استاد فرنسا؟! ومن منعها فى بريطانيا بعد عمليات الدهس على جسر لندن الرئيسى وعلى بعد خطوات من مجلس العموم البريطانى؟! الخلل ليس فى أجهزتنا الأمنية إذن، ولا فى استراتيجيتنا لحماية المدنيين، فهذه البلدان أخفقت كذلك فى حماية المدنيين، لكن البلدان القوية لم تفرض حصارًا سياحيًّا واقتصاديًّا على العواصم الغربية التى وقعت فريسة للإرهاب، أو جرى اختراقها أمنيًّا على نحو سافر. 
 
لماذا يحاربوننا نحن إذن؟ 
 
ولماذا يطيلون سنوات الإرهاق للاقتصاد المصرى فى وقت يعلم فيه بوتين وتعلم فيه أمم الأرض أن الأعباء الاقتصادية الباهظة التى تتحملها مصر تعطل مسيرتها فى محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه؟! ولماذا يحاربوننا إذن وهم يعلمون أن كل دولار إضافى من دخل السياحة يسهم حتمًا فى تخفيف أعباء المواطن المصرى، وسرعة سد العجز فى الموازنة المصرية؟!
 
هل المطلوب أن نبقى دائمًا تحت رحمة ديون قاهرة تكبل حركتنا؟! أم أن المطلوب أن تستمر أزمتنا الاقتصادية إلى الأبد؟! أم أن مصر تعاقب دوليًّا لأسباب تتعلق بحراكها المستقل فى الإقليم؟ 
 
من معنا ومن ضدنا هنا؟ 
 
نحتاج أن نعرف على وجه اليقين، لأن «الصديق الروسى» لايزال يدرس الموقف، و«الصديق الأمريكى» يحذر رعاياه فى القاهرة ويضاعف من فوضى الشرق الأوسط، و«الصديق البريطانى» محلك سر، و«الصديق الألمانى» مرتبك فى رؤيته بين ملفات حقوق الإنسان وبين المسار الاقتصادى. 
 لماذا تحاربوننا؟