اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 12:27 ص

أجهزة كهربائية - أرشيفيه

المنتج المصرى يستعيد هيبته من جديد.. مصنعون: "فكينا عقدة الأجنبى".. غرفة الملابس: ضبط الاستيراد أعاد الصناعة المصرية لوضعها الطبيعى.. والهندسية: بنعمل كمادات على نار الأسعار.. ومردودها يظهر فى 2018

كتبت – منى ضياء الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 07:31 م

هل تمكن المنتج المحلى من استعادة هيبته وفك عقدة الأجنبى؟ سؤال ربما كانت إجابته لدى الكثيرين منا ممن استغنوا عن المنتجات المستوردة التى أصبحت أسعارها تفوق القدرة على الشراء، ولكن الأهم من ذلك كيف يمكن للمنتج المصرى أن يستعيد كسب ثقة باقى المواطنين فى جودته، وما هى الخلطة السحرية لعودة الهيبة للمنتج المحلى؟

 

ربما كان مشهد تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى مساء أمس الثلاثاء لمعرض الحرف اليدوية والتراثية الذى أقامته وزارة التضامن على هامش فعاليات منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ ومن قبلها مشهد السيدة انتصار السيسى وهى ترتدى ملابس من الصناعة المصرية فى حفل افتتاح المنتدى، رسالة قوية إلى أن المنتج المحلى قادر على المنافسة ولكن يجب أن تتوافر فيه الجودة والسعر المناسبين.

 

طارق توفيق وكيل اتحاد الصناعات ورئيس غرفة التجارة المصرية الأمريكية، يرى أن "عقدة الخواجة" لم تعد موجودة الآن لدى المستهلك المصرى، والسبب فى ذلك توافر المنتجات المحلية بجودة وسعر منافسين جعلت المستهلك يقبل عليها.

 

وأكد توفيق لـ"اليوم السابع"، أن هذا الأمر لم يعد يقتصر على الملابس وإنما طال كل الصناعات، مشيرا إلى أن قطاع الصناعات الغذائية – والذى يعمل بمجاله – تمثل المنتجات محلية الصنع 90% من المتاح بالسوق وهى منتجات محلية عالية الجودة.

 

وأضاف توفيق أن العديد من القطاعات المصرية تميزت وفاقت جودتها المنتج المستورد وهناك منتجات أخرى فى سبيلها إلى ذلك، مشيرا إلى أن جميع الأجهزة الكهربائية والمنزلية أصبحت الآن مصنعة محليا من بوتاجازات وثلاجات وتكييفات وغيرها، وتنتج الشركات العالمية فى مصر حاليا بجودة مرتفعة تجعل المنتج المصرى قادر على المنافسة.

 

وأضاف توفيق أن الصناعة المصرية استفادت من التعويم الذى أدى لارتفاع سعر نظيرتها المستوردة فاستطاع المحلى المنافسة بقوة، ولكنها لا تزال فى أول الطريق وأمامها الكثير لكسب ثقة المستهلك فى كل ما هو محلى.

 

وعن الوصفة التى يمكن أن تجعل المنتج المصرى يستعيد هيبته من جديد، قالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذى للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية، أن هذا يتطلب بالأساس إصلاح منظومة الصناعة بشكل سليم، فالمستهلك فقد ثقته فى المنتج المحلى فى السابق بسبب الجودة المنخفضة، وهذا لن يتغير إلا من خلال الإصلاح الاقتصادى الكامل لقطاع الصناعة.

 

ودعت عبد اللطيف إلى أعادة هيكلة هيئة المواصفات والجودة، وهيئة التنمية الصناعية، وهيئة الرقابة على الصادرات والواردات، وتدريب العاملين فى المؤسسات الثلاثة باعتبار ذلك بداية الطريق لكى يستعيد المنتج المحلى هيبته ويكسب ثقة المستهلك من جديد.

 

وأضافت عبد اللطيف أن الترويج للمنتج المحلى يجب أن يتم بشكل سليم، وهذا لا يتم حاليا، فلا يكفى الإعلان عن المنتج وإنما يجب وضع حوافز لشرائه، لافتة إلى أن المنتج المحلى ليس فقط الملبس والأحذية وإنما محطات الكهرباء والمياه، فلابد أن تكون هناك أولوية لشراء مكونات هذه المحطات من الإنتاج المحلى مادام بنفس جودة المستورد، وهذا يتطلب أن تعلن الحكومة عن طلباتها من هذه المحطات بشكل مجمع وقبل بدء التنفيذ بفترة كافية تمكن المصانع المحلية من صناعة منتجات تتناسب مع المواصفة المصرية التى يجب أن تكون موحدة فى كافة المشروعات.

 

إلى جانب ذلك يجب التركيز على ضبط الأسواق بحيث لا يكون هناك عشوائية فى التسعير حتى تعود ثقة المستهلك المصرى للمنتج المحلى من جديد حسب عبد اللطيف.

 

محمد عبد السلام رئيس غرفة صناعة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات، أكد لـ"اليوم السابع" ان ظهور السيدة انتصار السيسى بملابس من صناعة مصرية رسالة واضحة على أننا "فكينا عقدة الأجنبى"، وهو ما جاء نتيجة لتقليل الاستيراد وضبطه مما جعل الصناعة المصرية تأخذ وضعها الطبيعى، موضحا أنها أجود من نظيرها الصينى والتركى.

 

وشدد عبد السلام على أن مصر استعادت عافيتها، وهو ما يؤكده قيام أكبر العلامات التجارية العالمية بتصنيع منتجاتها داخل مصر وبجودة مرتفعة مثل زارا ونايكى، وقال: "المنتج المحلى المصرى قادر على المنافسة وبقوة".

 

وأشار عبد السلام على أن صعوبة المنافسة كانت تكمن فى السابق فى قيام المستوردين بإدخال البضائع المستوردة بفواتير "مضروبة" بأقل من قيمتها الحقيقية أو مهربة وبالتالى كانت تكلفتها أقل ولم يكن هناك منافسة عادلة، أما بعد التعويم أصبح سعر المستورد غير قادر على منافسة المحلى.

 

ودلل عبد السلام على قوله بأنه قبل تحجيم الاستيراد كانت الملابس المحلية تمثل 50% من السوق مقابل 50% للمستورد، ولكن حاليا تمثل المنتجات المحلية 80% من السوق مقابل 20% فقط للمستورد وأسعارها مرتفعة جدا، وهو ما يعنى أن الصناعة المصرية بدأت تأخذ وضعها الطبيعى وتستعيد هيبتها من جديد.

 

حال الملابس لم يختلف عن الأجهزة المنزلية، وهو ما أكده محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، قائلا أن المنتجات المحلية فى تقدم مستمر، وهو ما أرجعه إلى النزول إلى أرض الواقع والكف عن عقد المؤتمرات والاجتماعات والتى وصفها بـ"الكلام الفارغ"، حيث اتجهت المصانع إلى استبدال المكون المستورد بنظيره المصرى وتم فتح مصانع مغلقة كانت تنتج مكونات تستخدم فى الصناعة المحلية.

 

وأوضح المهندس أن استبدال المكون الأجنبى بالمحلى سيسهم فى تخفيض الأسعار بصورة حقيقية على المستهلك مما سيؤدى لاستعادة المنتج المصرى هيبته جودة وسعرا، قائلا: "نحاول عمل كمادات مية ساقعة على نار الأسعار وهو ما سيظهر مردوده فى عام 2018".

 

وتابع المهندس: "المنتج المصرى لم يستعيد هيبته بالكامل لكنه فى بداية الطريق وأصبح لدينا الآن مواصفة مصرية ونعمل بآلية علمية واضحة لصناعة منتجات بمواصفات تتفق مع احتياجات السوق والمستهلك المصرى".