اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 05:19 م

رئيس وزراء بريطانيا الأسبق جوردن براون

رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: واشنطن ضللتنا فى حرب العراق وموقفها من صدام

كتبت رباب فتحى الأحد، 05 نوفمبر 2017 03:06 م

قال موقع "بى بى سى" البريطانى، إن رئيس الوزراء البريطانى الأسبق جوردن براون، أكد فى كتابه أن البنتاجون والولايات المتحدة ضلّلا لندن بشأن إمكانية امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، إذ لم يتم تبادل معلومات استخباراتية كانت تمتلكها واشنطن مع لندن قبل المشاركة فى غزو العراق، وهى المعلومات التى تشكك فى مخزون أسلحة الدمار الشامل للعراق.
 
وفى ملخص لكتابه الذى يتضمن مذكراته تحت عنوان "حياتى وعصرنا"، قال الزعيم السابق لحزب العمال البريطانى: "لم نتلقَ معلومات خاطئة فحسب، بل ضُلِّلنا"، وذلك بحسب ما أورده موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" باللغة العربية. 
 
وأضاف رئيس الوزراء البريطانى السابق، أنه لم يكن على علم بالأدلة الحاسمة فى الأمر إلا بعد مغادرته منصب رئيس الوزراء، وكانت الحرب على العراق، التى قسّمت الرأى العام البريطانى، قد اندلعت أواخر مارس 2003، وأدى الصراع والأحداث التى تلته لمقتل 179 عسكريا من القوات البريطانية، وانضمت بريطانيا للغزو الذى قادته الولايات المتحدة، بعدما اتهمتا صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل، وإقامة علاقات مع منظمات إرهابية.
 
وتختلف الإحصائيات بشأن القتلى العراقيين الذين يقدرون بما بين 90 و600 ألف شخص، ودام الغزو 6 أسابيع، وانتهى بسقوط نظام الرئيس العراقى صدام حسين بعد 25 عاما من الحكم، ولكنه أدى لاندلاع عنف طائفى أسفر عن آلاف القتلى حتى الآن، بحسب تعبير "بى بى سى". 
 
وأشارت تقارير الاستخبارات البريطانية، التى اطلع عليها رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير، وجوردن براون، إلى أن العراق قادر على امتلاك مثل هذه الأسلحة، ويقول براون فى مذكراته: "أُخبرتُ بأنهم يعلمون مكان وجود هذه الأسلحة، وأتذكر فى هذا الوقت أنه تقريبا كما لو كانوا أعطونى اسم الشارع والرقم الذى توجد فيه الأسلحة"، موضحا أن تقريرا كُلّف وزير الدفاع الأمريكى وقتها، دونالد رامسفيلد، بإعداده "شكّك بقوة" في هذه الرؤية.
 
وقال "براون" أيضا، إن معلومات استخباراتية أخرى اعتمدت "إلى حد كبير على افتراضات تحليلية"، بدلا من الاعتماد على أدلة دامغة، ودحضت قدرة العراق على إنتاج أسلحة دمار شامل، بحسب بى بى سى، مستطردا فى كتابه: "إذا كنتُ على صواب بأنه فى مكان ما داخل النظام الأمريكى كانت حقيقة عدم امتلاك العراق هذه الأسلحة أمرا معلوما، فإننا لن نكون فقط قد تلقينا معلومات خاطئة فحسب، بل نكون قد ضُلّلنا بشأن هذه القضية المهمة".
 
وبحسب ما تضمنه التقرير، فقد توصل تحقيق استمر سبع سنوات بشأن تورط بريطانيا فى الحرب على العراق، إلى أن صدام حسين "لم يكن يشكل تهديدا وشيكا" عندما اتخذت الولايات المتحدة وبريطانيا قرار الغزو، وانتهى تقرير "لجنة تشيلكوت" بشأن الحرب إلى أن ثمة معلومات استخباراتية "خاطئة" تسببت في اندلاع الحرب.
 
ووفقا لرئيس الوزراء الأسبق، جوردن براون، فلم تكن المملكة المتحدة توافق على الإطلاق على المشاركة فى الغزو إذا جرى تبادل هذه المعلومات، مضيفا: "نظرا لأن العراق لم يكن يمتلك أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو نووية يمكن استخدامها، ويمكنه نشرها، ولم يكن على وشك استخدامها لمهاجمة التحالف، فإن الاختبارين لأى حرب عادلة لم يكونا متوفرين: فلا يمكن تبرير هذه الحرب"، ورغم ذلك علق موقع "بى بى سى" بالقول إن "براون" أكد أنه كانت هناك ضرورة للتحرك بسبب رفض صدام حسين الامتثال لقرارات الأمم المتحدة.