اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 10:25 م

ألمانيا تتجرع "كأس القلق"

ألمانيا تتجرع "كأس القلق".. استخبارات برلين تحذر من انتشار أنصار "داعش".. وتؤكد: لدينا جماعات تساعد على تجنيد الشباب والأطفال.. وتقارير: الدعم يقدم تحت ستار مساعدة اللاجئين.. ومخاوف من هجمات إرهابية محتملة

كتب أحمد علوى الخميس، 23 نوفمبر 2017 06:11 ص

قال المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إن الاستخبارات الألمانية، أكدت أنه خلال عام 2016، ومع تصاعد مخاطر الجماعات الإرهابية واليمينة المتطرفة، تعرضت لمحاولات اختراق، وأشارت إلى أن هذه الجماعات باتت تستهدف مؤسسات الأمن والدفاع، للحصول على الخبرات والتدريب وربما على الأسلحة والمتفجرات من مخازن المؤسسات الألمانية.


 

 

ورغم  شن ألمانيا العديد من الحملات والبرامج للحماية من التطرف، إلا أن عدد الإرهابيين مازال فى تزايد مستمر فى ألمانيا، بحسب إحصائيات المكتب الاتحادى لحماية الدستور فى عام 2017، حيث بلغ عدد السلفيين المتطرفين 10 آلاف شخص، مقابل 8600 عن عام  2016.

وقال هانز-جيورج ماسن، رئيس هيئة حماية الدستور إن السلفية فى ألمانيا كانت قبل بضعة أعوام مرتبطة ببضعة أشخاص مثل "بيير فوجل، أو سفين لاو، أو إبراهيم أبو ناجي"، والآن بالطبع تذكر أسماؤهم ، وتابع ماسن أن التغير فى الوقت الراهن يتمثل فى الغالب فى ظهور أشخاص منفردين يجمعون حولهم أتباعهم.

وأضاف: "ولهذا لم يعد من الممكن الحديث عن مشهد سلفى بل عن العديد من النقاط الساخنة".

وطالب "انزجار هيفيلنج"، رئيس لجنة الشؤون الداخلية فى البرلمان الألمانى، بضرورة عدم التقليل من شأن هذا الخطر، وإن الإرهابيين يبحثون دائماً عن إمكانيات بالغة البساطة بشكل مفزع لبلوغ أهدافهم.

وأشارت الإستخبارات الأمنية فى تقرير أمنى لها مؤخراً، إلى أن هناك مجموعات تستهدف أمن البلاد ، وتعمل على دعم التنظيمات الارهابية، من خلال الكثير من الطرق.

ورصدت التقارير دور الجماعات المتطرفة بتقديم الدعم إلى داعش والتنظيمات التى على شاكلته، فهى تقديم النصح والإرشاد للشباب الجدد والمستهدف تجنيدهم ودفعهم تدريجياً نحو تبنى أفكار "داعش" المتطرفة.

ومن أهم اساليب دعم الإرهاب وتجنيد شباب جدد ليصبحون مقاتلين فى التنظيمات المختلفة، هو وضع إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعى لتمويل "داعش" بدعوى التبرع للاجئين، والدعوة للمشاركة فى الجهاد المسلح،  فى جميع أنحاء العالم ضد من يصفونهم بـ"أعداء الإسلام".


 

 

كما تعمل العديد من الجمعيات فى ألمانيا تحت عباءة الدعوة والدين، على مساعدة "داعش" لتكوين الأفراد القادرين على تنفيذ هجمات فى قلب ألمانيا نفسها، من خلال ما يُطلق عليهم "الذئاب المنفردة"، وتجرى تلك المؤسسات المشبوهة محادثات عبرالإنترنت مع "داعش" حول تنسيق خطط لشن هجمات على منشآت خاصة داخل ألمانيا.

ويعتبر الهدف الأكبر هو تجنيد الأطفال والفتيات والشباب الألمانى عن طريق أقناعهم أنهم إذا أصبحوا شهداء سوف يكونون قد حققوا "أقصى نجاح" فى الحياة، وأيضا التجسس على الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات الألمانية لصالح "داعش"، و عقد مؤتمرات سلفية يحضرها الاف السلفيين من كل أوروبا، لدعم تبنى أفكار التطرف.

كما يتم تنسيق سفر الشباب المتطرفين بجوازات سفر مزورة للقتال فى سوريا والعراق، وربط علاقات مع السجناء لاستقطابهم وغسل أدمغتهم بافكار التنظيم الأكثر خطورة فى العالم.

وأبرزت المخابرات الألمانية أسماء تلك المنظمات محذرة من خطورتها وهى ، " جماعة ميلى جوروش"،  و"الدين الحق"، و"الشريعة الاسلامية"، و "منظمة الإسلامى النشط السلفية"، "خلية فولفسبورج" الإرهابية.

من جهة أخرى، قال تقرير نشرته قناة بلجيك 24 البلجيكية فى أواخر أكتوبر الماضى، أنه "منذ منتصف 2015، هناك مؤشرات متزايدة على دخول مقاتلين من ميليشيات إرهابية إلى ألمانيا كلاجئين قانونيين، وتظهر المؤشرات المتعلقة بنصفهم ارتباطا مباشرا بالحزب، ومشاركتهم فى قتال تنظيم داعش فى سوريا والعراق".

 

وأظهر التقرير الألمانى ارتفاعا فى عدد أعضاء حزب الله فى ولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية، حيث بلغ 100 فى عام 2015، ثم 105 فى 2016، وتحددهم الأجهزة الألمانية كجزء من الجناح السياسى لحزب الله، وتقدر وكالة المخابرات الفدرالية الألمانية عناصر الحزب النشطين فى الجمهورية الاتحادية بـ950 شخصا.

وشهدت ألمانيا ارتفاعا كبيرا فى التحقيقات الرسمية فى الإرهاب هذا العام، وفقا لما ذكره تقرير نُشر فى اكتوبر الماضى، وقال مدعون عامون لصحيفة "فيلت آم زونتاج" إنهم بدأوا بالفعل 900 تحقيق فى الإرهاب هذا العام، وارتبط أكثر من 800 منها بمتطرفين مسلمين.

وأوضح المدعى العام الألمانى، بيتر فرانك، أنه تم التحقيق فى حوالى 240 قضية إرهابية فى عام 2016، و85% من القضايا لها خلفية إسلامية متطرفة.

وبالمقارنة، لم يكن هناك سوى 70 قضية فى ألمانيا فى عام 2013 تتعلق بالإرهاب.

ولا ترتبط كل التحقيقات الحالية بتهديدات بشن هجمات إرهابية جديدة فى البلاد، فعلى سبيل المثال يتم التحقيق مع السوريين الذين ظهروا فى ألمانيا، بعد أن قاتلوا سابقا من أجل تنظيم داعش "داعش"، بتهمة التورط فى منظمة إرهابية.