اغلق القائمة

الأربعاء 2024-05-08

القاهره 09:14 ص

الفتاة فى دار الإيواء

فتاة زايد بنت الناس تهرب من دار الإيواء.. المسئول: مخاوية جن وخرجت والأبواب مقفولة وشفنا حاجات غريبة.. مستشار وزير الأوقاف: الجن لا يحرك ولا ينقل.. وطبيب نفسى: العلم فسر هذه السلوكيات والكلام عن الجن خزعبلات

كتب محمود حسن الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 05:00 م

فى تطور مثير لقضية "فتاة زايد بنت الناس"، التى نشر عنها "اليوم السابع"، والتى تعانى من اضطرابات عقلية وتسير فى شوارع مدينة الشيخ زايد بالجيزة عارية وتتحدث لغات أجنبية، ونالت اهتماما إعلاميا ورسميا كبيرا، أعلنت دار بسمة للإيواء بالشرقية والتى نقلت إليها وزارة التضامن الفتاة هربها صباح اليوم، وأرجعوا الأمر إلى وجود "قوى خارقة" أو "جن" ساعدها على الهروب.

 

الفتاة التى نشر "اليوم السابع" قصتها، ظهرت فى مدينة الشيخ زايد الأسبوع الماضى، تسير عارية تماما فى كثير من الأحيان، وبات واضحا من تعليقاتهم، أنها تعانى من اضطراب عقلى بالغ، نتيجة إصابتها الواضحة بمرض "الفصام"، والذى يعانى مريضه من ضلالات وأوهام وتفكير غير سوى، رصد الأهالى تعرضها للتحرش والمضايقات الجنسية العنيفة، إلا أنهم أكدوا أنها "بنت ناس"؛ حسب قولهم، تتكلم أكثر من لغة أجنبية، وتشتم من يضايقونها باللغة الإنجليزية، لكنها تعانى مرحلة شديدة من الاضطراب العقلى تجعلها غير قادرة على الوصول لأهلها.

 


خبر فتاة زايد
 

وفى تصريح لـ"اليوم السابع"، قال محمود درج مسئول فريق بسمة للإيواء: "القصة غريبة جدا، البيبان كلها متأمنة والشبابيك متأمنة، وقعدت تخبط فى المكان، وأخدت لاب توب بتاع حد زميلنا ومشى".

 

وتابع محمود درج: "شفنا حاجات غريبة خلال تواجدها فى الدار، باب الشقة اللى فيها مكان إقامتها كان مقفول وبعدين لاقيناها ماشية على السلم، طيب خرجت إزاى؟، خرجت النهاردة والباب مقفول كويس، ومش عارفين خرجت إزاى، حتى أثناء وجودها فى الدار بترسم حاجات غريبة مش فاهمينها، وعلى الحيطان كاتبة حاجات غريبة مش فاهمينها".

 


الفتاة فى قسم الشرطة

 

وواصل درج: "الناس قالوا لنا إن الجن ما يقدرش يحرك حاجات مقفولة، إحنا مش قادرين نفهم ده حصل إزاى، أعتقد إنها ممكن تكون مخاوية جن، وبتكلم فى واقع حصل، وده اللى بتكلم فيه، إزاى عملت ده".

 

واختتم درج تصريحاته قائلا: "إحنا على أمل إننا نلاقيها عمالين ندور عليها فى الزقازيق، ولسة ما عملناش محضر".

 


فتاة زايد بنت الناس فى دار الإيواء

 

من ناحيته قال الشيخ صبرى عبادة مستشار وزير الأوقاف، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن الجن لا يستطيع أن يغير أو يحرك شيئا من الأشياء المنقولة والمتحركة، وإلا كانت الحياة عبارة عن فوضى كبيرة عن طريق تدخل الجن فيها، ولرأينا كل شىء فى الحياة يتدخل فيه الجن.

 

وأضاف عبادة أن الجن مخلوق يحيا فى أماكن معينة بعيدة تماما عن عالم البشر، خلقه الله لكن بمعزل عن حياتنا، أما تدخله فى شئون البشر فلا يمكن أن يكون إلا بطريق الإغواء والوسوسة كما نص القرآن الكريم، أما أن يستخدم الجن فى البناء وغيره فتلك كانت معجزة فقط وهبها الله لسيدنا سليمان عليه السلام ولم يختص بها غيره من البشر.

 


الفتاة خلال تلقيها العلاج

 

وحول واقعة هروب فتاة "زايد بنت الناس"، وادعاءات مسئولى دار الإيواء باحتمال ارتباط الأمر بالجن، قال عبادة هذا كلام لا أساس له من الصحة ولا قيمة له ولا يعتد به نهائيا، هى خرجت بفعل فاعل، ومثل هذا الكلام ادعاء كاذب لا أصل له والأفضل أن نبحث عن الحقيقة، بدلا من التعلق بتلك الحجج غير المنطقية.

 

من ناحيته قال الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى إن هذا كلام لا أساس له من الصحة، ولا يعول عليه أبدا فى أى منطق عقلى، ووصف تصرفات الفتاة بـ "الغرابة" وما تكتبه فهذا دليل على اضطراب المخ، وحدوث اضطراب وتشوش فى وظائفه، ففى بعض الأمراض النفسية يأتى المريض بتصرفات غريبة على الناس، وهذا ليس معناه وجود جن، لكن ببساطة نشاط المخ اضطرب وأصبح يعانى من الارتباك فى وظائفه، فينتج فى النهاية عن هذا سلوكيات غريبة لا يستطيع المشاهد تفسيرها، وهى السلوكيات التى تختفى بمجرد أن يتلقى المريض علاجا.

 


الفتاة لحظة العثور عليها

 

وحول فكرة الجن ووصم المريض النفسى بها، أكد المهدى، أن تلك أمور كانت تسيطر على تفكير البشر فى الأزمنة القديمة، حين لم يكن العلم موجودا، ويعرف أن هناك اضطراب فى المخ وكيمياء المخ، تؤدى إلى أمراض نفسية، ولجهل البشر فى هذه الأزمنة، كانوا يعزون التصرفات الغريبة إلى الجن، لكن اليوم ومع آليات العلم التى كشفت حقيقة وظائف المخ ومشاكلها وكيف تحدث وما الذى تؤدى إليه من أضطرابات، أصبحنا نعرف بالضبط ما يدور، مضيفا: "العلم جعلنا نعرف ما يدور فى مخ المريض بالضبط، فليه هنروح ندور فى الضلمة والخزعبلات مع العفاريت"؟.

 

واختتم المهدى تصريحاته قائلا: الفتاة هربت فلا يجب أن نلقى المسئولية على قوى خفية مثل الجن وخلافه، ونغطى على قصور حدث فى دار الإيواء أدى لهروبها، هذا كلام لا يوجد به منطق نهائيا.