اغلق القائمة

السبت 2024-05-25

القاهره 10:08 م

الحاج سيد

الحاج سيد 30 سنة عشرة مع الكتب.. والشهادة "ابتدائية"

كتبت سلمى الدمرداش – إسراء عبد القادر
الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 02:02 م

أن تمضى فى طريقك داخل هذا الكردون يعنى أنك ستعتاد على رؤية محال لبيع كل شىء وجراجات مهملة بعضها تحول لمكان لتجميع القمامة والبعض الآخر احتمى بقفل حديدى، وسط هذه المشاهد استوقفنا هذا "الجراج " الذى تنبعث منه نسمات هواء عليلة ممزوجة برائحة أوراق الكتب "العتيقة" التى تمنحك الحياة للحظات داخل عتمة الأسوار الحديدية العالية..

بمجرد النظر إليه ستتذكر جملة "العلم فى الرأس مش فى الكراس".. طالما سمعناها ورأيناها مدونة على الجدران، لكننا تأكدنا من معناها عندما رأينا الحاج "سيد سايكو" الشيخ الستينى الذى يقضى أكثر من نصف يومه وسط الكتب دون أن يحصل على نصيب من التعليم سوى الشهادة الابتدائية فقط.


الحج سيد مع محررة اليوم السابع

 

30عاما هى عشرة الحاج سيد بالكتب التى منحته شهرة واسعة كبائع للكتب بمنطقة الإسعاف حتى باتت فرشته قبلة المثقفين، لكن شأنه شأن العديدين من العاملين بهذه المنطقة أجبرهم الكردون الجديد على التواجد خلفه، ونقل أماكن عملهم، فلم يجد الحاج سيد سوى جراج معطل لحين انتهاء أعمال الحفر، ليضع فيه بضاعته.


الكتب

 

وبدأ الحاج سيد يسرد حكايته مع الكتب لـ "اليوم السابع"، وقال: " أبيع الكتب من 30 سنة، وكانت كل حاجة كويسة بس الكردون ده وقف حالنا، الزبون مبيعرفش يوصلنا وطفش، ولما بنسال هتخلصوا امتى بيقولوا من 3لـ4 سنين ومبقيناش لاقيين ناكل".

وأضاف "بشترى الكتب من بواقى المكاتب ومطابع الأهرام وكل كتاب بيبقى عليه نسبة خصم مختلفة من 20 ل 30% عشان كدة انا ببيع كل كتاب بسعر مختلف".


الحاج سيد

 

 وتابع:"انا بقرأ كل عناوين الكتب، وفيه حاجات بتشدنى أدخل اقرأ الكتاب نفسه، عشان كمان اعرف ليه نسبة الإقبال عليه" ، وعن الكتب التى يقبل عليها الشباب الآن قال:"الشباب عاوز روايات الحب، لكن اللى بيقرأ من زمان بيطلب نجيب محفوظ وإبراهيم الفقى ويوسف السباعى".

هذه هى حكاية الحاج سيد مع الكتب التى أمدته بالعلوم والثقافات المختلفة دون أن يتعرف على مناهج دراسية بعد المرحلة الابتدائية، ليؤكد أن عالم المعرفة لا يحققه التعليم وحده.


الحاج سيد

بيع الكتب فى الجراج