اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 11:15 م

مسعود بارزانى ورافع عبد الجبار

بالصور.. برزانى فى ورطة.. سياسيون وخبراء يطرحون خيارات رئاسة إقليم كردستان العراق بعد استفتاء الانفصال المرفوض دوليا وإقليميا.. ويؤكدون: لا خيار إلا القبول بشروط الحكومة الاتحادية فى بغداد

كتب: محمد أبو النور الإثنين، 02 أكتوبر 2017 02:30 ص

فيما يجد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزانى، نفسه فى مأزق سياسى وورطة أمام شعب كردستان العراق، بعد أن مضى فى طريق الاستفتاء يوم الإثنين الماضى بالمخالفة لكل التوصيات الدولية والإقليمية بإرجائه، فلا هو يستطيع التفاوض مع بغداد بشروطه ولا هو يستطيع تطبيق نتيجة الاستفتاء، ومن خلال الآراء التالية نستعرض خيارات الرجل وما يمكن أن يتوصل إليه فى هذا الظرف الدقيق.

لا خيار إلا القبول بشروط بغداد

من جانبه رأى السياسى والنائب السابق بالبرلمان العراقى عن كتلة الأحرار، رافع عبد الجبار، أنه لا خيار أمام رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزانى إلا الجلوس على طاولة الحوار مع المركز بالشروط التى فرضتها الحكومة الاتحادية خاصة مع الأداء الجيد لرئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى فى تعامله مع الأزمة، والذى اكتسب به احترام المجتمع الدولى ودعمه.

وأضاف عبد الجبار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ردا على سؤال: ما هى خيارات برزانى فى ظل هذا الوضع الحرج الذى لا يستطيع فيه الحوار مع بغداد ولا يستطيع تنفيذ نتائج الاستفتاء على أرض الواقع، قوله: "يحاول برزانى أن يعمل على استثمار عامل الوقت لحلحلة الأزمة التى يمر بها الإقليم، بعد الإعلان الرسمى من المجتمع الدولى برفض الاستفتاء وأن الأولوية هى لمحاربة داعش واستقرار المنطقة".

وتابع قوله: "لما كان للاستفتاء من آثار سلبية قد تؤدى إلى زعزعة الأمن والسلم الدوليين هو الذى دفع مجلس الأمن إلى إصدار بيان بالإجماع برفضه للاستفتاء لإحساسه بخطورة ما يترتب عليه الاستفتاء من نتائج سلبية على الأمن والسلم الدوليين".

ورأى أنه لهذه العوامل سيعمل برزانى من خلال حراك دبلوماسى باتجاه دول العالم لكسب بعض التأييد أو إعطاء الشرعية لقيامه بالاستفتاء، وفى الوقت نفسه سيحاول أن  يمد الجسور مع بغداد بالدفع باتجاه إجراء حوار بناء على نصائح المجتمع الدولى، وأخيرا دعوة المرجعية الدينية لذلك، مع الحفاظ على المكتسبات المعنوية والمادية التى اكتسبها بالإقليم حيث عودته إلى كونه الرجل الأول الذى يدافع ويطالب بدولة كردستانية".


رافع عبد الجبار

واختتم عبد الجبار حديثه مع "اليوم السابع" بقوله: "يستهدف برزانى الحفاظ على المناطق المتنازع عليها بما فيها كركوك التى أصبحت بنظر الإقليم بحكم الواقع جزءا من الإقليم، وهذا ما التفتت لخطورته الحكومة الاتحادية لهذا قالت إنه لا مفاوضات إلا بالعودة إلى ٦/٩ أى قبل دخول داعش، والرجوع إلى الدستور فى تحديد العلاقة ما بين بغداد والإقليم اعتمادا على نظام فيدرالى صحيح".

إسرائيل تدفع وتحرض

بموازاة ذلك قال اللواء دكتور عماد علو، مستشار المركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب، أن إسرائيل هى التى تحرض وتدعم سياسة، رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزانى، باتجاه الانفصال عن العراق.

وأضاف علو فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن تل أبيب تحاول أن تدخل مجال الاستثمار فى النفط والصناعة فى إقليم كردستان العراق بشركات يديرها جنرالات إسرائيليون، موضحا أن تعاظم الوجود الإسرائيلى فى شمالى العراق سيهدد المصالح والأمن القومى للعراق وإيران وتركيا، كلٌ على حد سواء.


الدكتور عماد علو

ورأى أنه من غير المستبعد أن تكون أحد دوافع مسعود بارزانى لإجراء الاستفتاء والانفصال عن العراق هى حالة التنافس الجسيم حول القائد الروحى للتحرك الكردى، هذا التنافس بين "عبد الله أوجلان" و"مسعود برزانى"، إذ يرى برزانى أن القوة العسكرية لحزب العمال الكردستانى "بى كى كى" الذى عمل على تأسيسه عبد الله أوجلان تعزز من رمزية أوجلان على الساحة الكردية.

وأشار إلى أن برزانى يريد إظهار نفسه على أنه هو القائد الروحى الأجدر بتقديم الحريات والحقوق للأكراد، من خلال التحرك السياسى وليس العسكرى، وهذا يشكل تباينا واضحا فى رؤية كل من الزعيمين الكرديين لأسلوب التعاطى مع القضية الكردية.

تسليم مطارات كردستان

أما الخبير العراقى ومدير مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، الدكتور مناف الموسوى، فرجح أن تتم إعادة تشغيل مطارى إقليم كردستان العراق (السليمانية وأربيل) دوليا بعد تسليمهما لبغداد.

وأكد الموسوى، وهو عادة ما يبنى تحليلاته على معلومات يستمدها من جهات رسمية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك جيلا جديدا من السياسيين الأكراد سوف يتم تقديمهم لقيادة المفاوضات مع الحكومة المركزية العراقية ببغداد فى الأيام القادمة، بعد أن يعتزل رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزانى، العمل السياسى، مستبعدا أن يتراجع عن خطوة إجراء الاستفتاء على الانفصال الذى دعا إليه يوم الاثنين الماضى.

وردا على سؤال حول ما إذا كان قرار الحظر الجوى على إقليم كردستان سيغير سياسة برزانى ويجبره على التراجع خطوة إلى الوراء، رأى الموسوى أن هذا الإجراء لا يعد حظرا جويا بالمعنى الحرفى للكلمة بل هو "إجراء إدارى بإيقاف الرحلات من مطار أربيل والسليمانية لحين استلام إدارتهم من قبل سلطة الطيران المدنى العراقية وتسليم إيرادات المطارين إلى وزارة المالية العراقية".


الدكتور مناف الموسوى

وأوضح إن "هذا مجرد إجراء إدارى ومالى وإيقاف هذين المطارين لن يستمر طويلا ففى حال استلمت سلطة الطيران المدنى إدارتهما سيتم افتتاحهما من جديد، أما بالنسبة لحكومة الإقليم فبالتأكيد هو يمثل مشكلة اقتصادية كبيرة وواضحة، نلحظها من خلال تغير الخطاب السياسى لدى قيادة الحزب الديمقراطى وموافقة رئاسة الإقليم على وجود مراقبين فى المطار وقد تم رفض هذا المقترح من قبل الحكومة الاتحادية".

وأجرى إقليم كردستان العراق اقتراعا على الانفصال عن الدولية العراقية يوم الاثنين الماضى كانت نتائجه فى صالح الانفصال عن بغداد، وبلغ عدد المصوتين بـ"نعم" 92%، وحوالى 7% صوتوا بـ"لا"، بنسبة مشاركة 72%، وبلغ عدد الناخبين المشاركين فى الاستفتاء 4.5 مليون ناخب من الإقليم وخارجه.