اغلق القائمة

السبت 2024-05-04

القاهره 11:27 ص

كرم جبر

مصر هى الجنة الكبرى

بقلم كرم جبر الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017 12:00 م

دموع أمهات الشهداء تؤكد أن الأرض كالضنا، وكما لا تنام الأم حتى تطمئن على ضناها فى أحضانها، لم تذق عيون مصر النوم بعد احتلال إسرائيل لسيناء عام 67، ودخلت سباقًا مع الزمن، انتظارًا ليوم الثأر واسترداد الكرامة، وبعد أن عادت سيناء لأحضان الوطن، هل يتصور الإرهابيون الجبناء ومن وراءهم أنه يمكن التفريط فى شبر واحد فيها؟ ويا ليت كل إرهابى جبان يتابع ماذا قالت أمهات الشهداء، ليدرك جيدًا أن ما يفكرون فيه هو المستحيل بعينه، وأن الأرض التى يختبؤون فيها هى مقبرتهم، وأن أكفانهم هى الخزى والعار. 
 
دموع أمهات الشهداء رسالة لأصحاب الضمائر الميتة.. أفيقوا من غفلتكم، فهذه هى مصر لن تستسلم ولن تركع إلا لله، ولا تُجدى مداهنة الجماعة الإرهابية، فهل تقبل أم الشهيد ألا تثأر لدم ابنها؟ إنها فى انتظار لحظة القصاص العادل الذى يهوى على رؤوس الإرهابيين فتهدأ النفوس وتطمئن القلوب، وتهيم أرواح الشهداء الطاهرة فوق الأرض التى ماتوا من أجلها، ونرد لهم الجميل.. مصر لم تنساكم، مصر لن تنساكم، فى جنة الخلد يا أجمل شباب الوطن.
 
مصر وجدت نفسها فى أرواح مقاتليها الذين يخضون حربا مقدسة ضد الإرهاب، ويسقط منهم شهداء أبرار عاهدوا الله على تطهير تراب البلاد من دنس الإرهاب، فهل يخرج أبناء الشهداء وزوجاتهم وذويهم، ليدعموا القتلة المجرمين الذين قتلوهم، بينما مطلبهم العادل هو الثأر والقصاص؟ وإذا خرجوا سيرفعون أصواتهم تصرخ فى الفضاء « لا إله إلا الله الإرهاب عدو الله»، وسيتحول غضبهم إلى نار تحرق الخونة والمتآمرين، فاحذروا الأحزان المكبوتة فى القلوب حتى لا تنفجر كالبركان .
 
مصر وجدت نفسها فى استعادة الروح الوطنية بين المسلمين والأقباط، وشكل خوفهم على الوطن حائط صد قوى، تحطمت عليه محاولات بث الفتن، وتمزيق النسيج الوطنى المتماسك، ورفض شعبها الزج به فى الصراع المذهبى بين السنة والشيعة، الذى يحرق بلدانا ويحولها إلى أنقاض، ورفع المصريون راية الوسطية والتسامح والتعايش الآمن الهادئ.
 
مصر هى المحراب والجنة الكبرى، وحلفنا، كما فى قصيدة الرائع إبراهيم ناجى، أن نولى وجهنا شطر حبها.