اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 11:12 ص

سهير تعمل على التروسيكل

بالفيديو والصور.. قصة كفاح مطلقة معاقة.. تعمل على تروسيكل لتربية أبنائها

الغربية - إسلام الخياط الأربعاء، 04 يناير 2017 08:00 ص

"حالتى صعبة وظروفى تحتاج وقفة من المسئولين تجاهى، وبالرغم من إعاقة يدى بخرج من صلاة الفجر ما برجعش غير المغرب، عشان أعرف أصرف على ولادى بالحلال".. بهذه الكلمات بدأت سهير أحمد يوسف، المقيمة كفر الشرفا التابعة لمركز طنطا، حديثها لـ"اليوم السابع"، وظلت تروى معاناتها وظروفها الصحية وقصة كفاحها من أجل تربية أولادها بالحلال، بعدما أُغلقت كل الأبواب فى وجهها.

 

وتابعت "سهير": كنت بحلم أبقى زى أى ست فى الدنيا تعيش لبيتها وأولادها وحياتها الأسرية، لكن قدر الله وما شاء فعل وطلقنى جوزى وترك لى 3 أولاد، وما باليد حيلة وانقطع كل ما يأتى منه وما كان علىَّ إلا أن أكون رجلا وامرأة، رغم إعاقتى فى يدى اليسرى وقلة حركتها، فكان الأمر الأول فى حياتى أن يستكمل أولادى مراحل تعليمهم رغم انعدام الإمكانيات، وبدأت رحلتى من أجل عيشة هنية وتجارة ربانية تعود علىَّ وعلى أولادى بالستر والرضا.

 

وأوضحت سهير، أن الغرفة التى تعيش بها هى وأولادها لا يستطيع أحد أن يعيش بداخلها، ولكننا راضون بما كتبه الله لنا، فالغرفة مظلمة لكونها أسفل بير السلم، فالرطوبة تآكلها والحشرات صديقة لنا، واستكملت حياتى على هذا الوضع من أجل أبنائى، ومرت الأيام والسنين لحين قمت بشراء تروسيكل قديم بمبلغ مالى جمعته من أصحاب القلوب الرحيمة، وبقوم بإصلاحه أكثر من العمل به.

 

واستكملت "سهير" حديثها لـ"اليوم السابع": بدأت رحلة عمل الرجال وأصبحت سائقة تروسيكل أخرج يوميًا عقب صلاة الفجر، أتوجه لسوق الجملة بمدينة طنطا وأحمل الخضراوات وأقوم بتوزيعها، وفى نهاية اليوم أجمع رزقى وأذهب لقريتى ساعة المغربية لا أستطيع الحركة من كثرة مشاقة اليوم والسواقة بالتروسيكل، ومضايقات الخارجين عن القانون من سائقى التكاتك، ومع ونظرات الناس لى، ومع كل ذلك بتحمل من أجل أولادى والحفاظ عليهم وتعليمهم، لافتة إلى أن كل مشاكلها ليست الأكل والشرب لأنها تعمل بالتروسيكل من أجلهم، لكن المشكلة الحقيقية فى العلاج والمكان.

 

وأوضحت سهير، أن لها 3 أولاد، وقائلة "أنا حتكلم على اتنين فقط والثالث عشان كبير وهو فى فترة خدمته العسكرية مش حقدر أتكلم عنه عشان شكله أمام زمايله وميزعلش منى، مبينة أن الاثنين الآخرين "فهمى" بمدرسة الزخرفية و"حسام" فى الصف الثانى الإعدادى، وبحاول أن أوفر لهم كل ما يطلبوه ولكن الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد من زيادة الأسعار تجبرنى على العمل طوال اليوم، و"فهمى" بيشتغل يوم ويبطل يوم عشان الدراسة ويساعدنى علشان الحياة تمشى.

 

وانهارت "سهير" بالبكاء قائلة: "أنا مش طمعانة غير فى عدل ربنا وأنا بتاجر مع مالك الملوك رحيم الدنيا ورحيم الأخرة"، مضيفة: "لا أستطيع أن أذهب لعمل العلاج الطبيعى لإعاقة يدى لقلة الإمكانيات المادية، فإذا ذهبت إلى العلاج الطبيعى سيتوقف عملى ومش حلاقى مصاريف لقوت يومنا".

 

 واختتمت سهير حديثها، وهى تبكى: أصبحت امرأة أكثر رجولة من رجال يتحدثون يوميًا عن البطالة ويجلسون على المقاهى بدون عمل، وتحديت نفسى وكل من يعارضنى وعملت بمهنة شريفة من أجل مال حلال وعيشة كريمة ترضى الله ورسوله، مطالبة أن يتدخل المسئولين بالدولة لإنقاذها من المرض والإعاقة التى تعانى منها بخمول فى الأعصاب باليدين، ما يؤثر على الحركة ويمنعها من عملها الذى ينفق عليها وعلى أولادها، وطالبت من اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، أن يوفر لها سكن آدمى فى أى مكان من أجل عيشة أدامية إنسانية لاستكمال مشوار حياتها وتربية أولادها الثلاثة. 

 

 

 

الإعاقة فى يدها

 


تعمل من الفجر حتى المغرب

 

 


تقرير طبي بالإعاقة

 

 


سهير تبكي وتروى معاناتها

 

 


سهير تعمل بمهنة الرجال من أجل تربية أولادها

 

 


سهير تعمل على التروسيكل

 

 


سهير يوسف

 


شهادة الطلاق