اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 12:37 م

أكرم القصاص

أمريكا.. هل سقطت الانتخابات فى الانتخابات؟

الأربعاء، 25 يناير 2017 07:00 ص

يقدر عدد الذين شاركوا فى التظاهرات الرافضة لرئاسة دونالد ترامب بـ5 ملايين فى المدن والولايات الأمريكية. وبدأت المظاهرات قبل التنصيب وبعده، وشارك فيها الديمقراطيون، والنجوم وكثير من النخب ومنظمات المرأة والأقليات، وظهر فيها وزير خارجية أوباما، جون كيرى. وبالرغم من تأكيد كل من تحدث عن القيم الديمقراطية الأمريكية، كانت الصور والمشاعر لافتة، ولم تخل من فكاهة. هيلارى وميشيل وميلانيا، حيث طغت مصمصة الشفاه على مشهد التنصيب.
 
دونالد ترامب أشار إلى ارتفاع عدد من حضروا التنصيب بـ11 مليونا عن المرة السابقة، وكتب على حسابه بـ«تويتر»: «شاهدت المظاهرات التى خرجت ضدى، وأتساءل: لماذا لم يذهب كل هؤلاء الناس للتصويت فى الانتخابات؟ لماذا لم يذهب هؤلاء للتصويت وإسقاط ترامب واختيار هيلارى؟».
 
السؤال هو نفسه الذى طرحه البريطانيون بعد التصويت على الانفصال عن الاتحاد الأوربى، دخل رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون الاستفتاء، وهو يعرف أن التصويت سيكون لصالح البقاء فى الاتحاد الأوربى، على عكس رغبة أطراف داخل حكومته. وبعد النتائج، خرج كثيرون يعلنون أنهم لم يصوتوا لصالح الانفصال.
 
وانقسم المحللون حول ما إذا كان هناك تقصير فى الذهاب للصناديق والتصويت، وتساءلوا: لماذا لم يذهب هؤلاء الحزانى على الانفصال ليصوتوا بالبقاء فى الاتحاد الأوربى؟ نفس السؤال الذى طرحه ترامب، لماذا لم يذهب خصومه للتصويت فى الانتخابات، ويأتون بمنافسته هيلارى كلينتون للبيت الأبيض؟
هناك حالة من الرفض لنتائج التصويت، والصناديق، والانتخابات، التى كانت هى الماء المقدس الذى يقدمه الغرب لدول العالم، وما يجرى فى أمريكا ولندن، وباقى أوربا يشير إلى تحول فى صورة وشكل ممارسة الديمقراطية، حيث التصويت كثيرا ما يبدو نتاجا لحملات دعائية، أكثر من تعبير عن السياسة وتوازناتها.
 
وحتى فى تقييم الدعاية، هناك شكوك، حيث كان القطاع الأغلب من الإعلام ومواقع التواصل مع الديمقراطيين، لكنهم فشلوا فى إنجاح هيلارى. الرئيس الأمريكى ينتقد الإعلام، ويتهمه بالانحياز، ويخاطب الناخبين الرافضين له: لماذا لم تذهبوا للانتخابات؟. ويرى أن المشاهير يسيئون للسياسة، فى إشارة إلى أن النخبة بالرغم من امتلاكهم لمنصات الدعاية فشلوا فى الانتخابات.
 
وبعد كل هذا الجدل، هل تبقى الصناديق قادرة على فرز الأفضل، وهل التأثير الفعلى للصناديق، أم لأدوات الدعاية التى يشكك فيها الديمقراطييون والجمهوريون. بينما يبدو العالم فى زحام أدوات الاتصال والتواصل بحاجة إلى أشكال جديدة، من الممارسة السياسية، تبدو فيها الجماهير أكثر انقساما، واستعدادا للاستقطاب، الأمر الذى يصور للبعض أن الصناديق تسقط فى الانتخابات.