اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 08:49 ص

عبد الفتاح عبد المنعم

فى «25 يناير» كنا نكره حكم «مبارك» ولكننا لم نكن نريد حكم المرشد

عبد الفتاح عبد المنعم الإثنين، 23 يناير 2017 12:00 م

- هل كان بيان الـ31 ثانية لعمر سليمان كافيا لإنقاذ مصر من الفساد المالى والفاشية الدينية؟ 

 
منذ خلع حسنى مبارك عن الحكم بعد مظاهرات الغضب التى اجتاحت مصر فى 25 يناير 2011 ونحن نسائل أنفسنا: هل نجحنا فى إقامه دولة العدل والحرية والكرامة الإنسانية؟ الإجابه بالتأكيد بالنفى، والسبب أن أحداث 25 يناير 2011 فيلم إخوانى، حيث استغلت الجماعة كراهيتنا لنظام مبارك ونجحت فى إسقاط مصر فى يد المرشد، وهو ما لم نكن نريده، لقد اعتقدنا جميعا أن الخروج للشارع من أجل إسقاط حاكم هى «ثورة» وأن «شوية» هتافات تستطيع أن تبنى أمما من جديد، هذا الاعتقاد ظل مسيطرا علينا جميعا منذ بيان التنحى الذى ألقاه اللواء العظيم الراحل عمر سليمان فى السادسة من مساء يوم الجمعة الموافق 11 فبراير 2011 واستغرق بثه 31 ثانية ولم يتجاوز عدد كلماته 37 كلمة فقط.، ولكنها أدخلت مصر منذ 6 سنوات فى دوامة السقوط الحقيقى فى كل شىء، أخلاقيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا، والآن حيث يوافق الأربعاء المقبل 25 يناير 2017 لم نتعاف من الآثار السلبية من «هوجة يناير».
 
وإذا كنا جميعا قد سعدنا بسقوط الطاغية مبارك، فإننا جميعا لم نستطع أن ننتشل مصر من دوامة السقوط، خاصة أننا بعد تنحى مبارك سلمنا أنفسنا للفاشية الدينية من خلال الشيطان الإخوانى الذى استمر يحكم البلاد والعباد حتى 30 يونيو 2013 وهو اليوم الذى تدخل جيش مصر لا إسقاط حكم المرشد بعد أن لجأ شعب مصر لجيشه ليخلصه من الرئيس الفاشل محمد مرسى وجماعته الفاشية وكأن قدر هذه الأمة أن تهرب من نظام مبارك الفاسد إلى نظام مرسى الفاشى بعد أن اعتقدنا جميعا أن الارتماء فى أحضان تجار الدين وفتاوى الجنة والنار والحلال والحرام، ربما يعيدنا إلى دولة الأمجاد، ولكننا اكتشفنا أننا خدعنا جميعا، وأننا وببساطة شديدة لم ننجح حتى فى تحقيق دولة الحرية والعيش والكرامة الإنسانية، والسبب أن تجار الدين ونشطاء الغبرة ما زالوا يشعلون النار فى استقرار مصر، وتسبب إرهاب الإخوان وألاعيب مراهقى يناير فى أن نظل فى حالة خوف دائم من القادم رغم كل النوايا الحسنه لحكومات ما بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى.
 
نعم جميعنا كان يظن أن ما حدث فى 25 يناير 2011 ثورة، وأنها شبابية، ولكن بعد وصول الإخوان للحكم تأكد لنا أنها انقلاب إخوانى ظهرت ملامحه فى 28 يناير 2011 فيما عرف بجمعة الغضب حيث نجح الإخوان فى إسقاط نظام مبارك عقب انهيار أجهزة أمن مبارك وهروب مرسى وجماعته من سجن وادى النطرون، وقتها عرفنا أن الإخوان قادمون وأن نظام مبارك قد انهار، ودعم ذلك مراهقو يناير وعلى رأسهم المراهق الأكبر محمد البرادعى الذى روج للإخوان فى كل المحافل. 
 
ويبقى السؤال الأهم: هل كان مبارك يستحق الخلع؟ والإجابة دون تردد: نعم كان مبارك يستحق الخلع ليس فى 2011، بل كان يجب أن يتم خلعه فى 2005 وهو العام الذى رشح مبارك فيه نفسه لفترة رئاسية سادسة، وكان من الممكن لو فكر مبارك قليلا لقدم لمصر عملا عظيما يتساوى مع عمله فى نصر أكتوبر 1973، وهو تشكيل لجنة لإعادة تنقية دستور 71 من كل خطاياه، ومنها اقتصار مدة الرئيس على مدتين فقط، وغيرها من المواد التى تعرقل إقامة دوله القانون، نعم كانت فرصة تاريخية لمبارك لكى يطهر نفسه من فساد حكمه الذى تسبب فى أننا جميعا نثور ضده.