الفوضى والعشوائية فى مدينة 6 أكتوبر

أكثر من مرة طالبت بالتحرك لإنقاذ مدينة 6 أكتوبر من الفوضى والعشوائية والإهمال، وغياب الرقابة والمتابعة على كل مظاهر الانفلات ومخالفة القانون فى شوارع وأحياء وميادين المدينة، فالمسؤولون عن المدينة يعترفون أن هناك مخالفات كثيرة فى البناء وفى التعديات على أملاك الدولة، لكن لا أحد يتحرك حتى بدأت مظاهر الفساد تظهر فى المدينة وآخرها ما أعلنته الرقابة الإدارية عن ضبط رئيس الحى المتميز يتقاضى رشوة 100 ألف جنيه للتغاضى عن تحرير مخالفات البناء.

 

للأسف المدينة التى كانت حلم الكثيرين تحولت إلى غابة لفوضى مرورية بقيادة مئات عربات «التوكتوك»، التى ترتع وتلهو فى الأحياء والميادين دون ضابط أو رابط، بالإضافة إلى تراجع معدلات النظافة فى المدينة، وانتشار صناديق القمامة فى منتصف الشوارع.

 

غياب جهاز المدينة الذى كان فى السابق مجرد ذكر اسمه يعنى الالتزام والانضباط، شجع عددا كبيرا من قاطنى المدينة على مخالفة القانون وحفر الشوارع وترك مخلفات البناء دون مراعاة لأى قانون أو خوف من هيبة الجهاز، الفوضى امتدت إلى الشوارع الرئيسية والداخلية، التى أصبحت تعانى من الحفر والمطبات، رغم وعود رئيس جهاز المدينة ولا نعرف أين تذهب ميزانيات الرصف فى المدينة، ومن يتابع الشركات التى تقوم برصف الشوارع وترك البالوعات كمصائد للمارة وقائدى السيارات.

 

منذ عامين تقريبا أطل رئيس الجهاز فى إحدى البرامج الفضائية مبشرا بمدينة جديدة، تكون عنوانا للنظافة والنظام، وما حدث هو عكس الوعود تماما، فوضى وعشوائية.

 

المفارقة أن الدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية قام العام الماضى بزيارة مفاجئة للمدينة، خاصة ميدان الحصرى، وشاهد بنفسه الفوضى والعشوائية فى الميدان والمدينة، الوزير أبدى استياؤه مما يحدث فى الميدان بسبب انتشار الباعة الجائلين والإعلانات فوق الأعمدة الكهربائية، وعدم تنظيم موقف السيرفيس الخاص بالميكروباصات وامتلاء الميدان بالتوك توك.

 

الوزير لم يقم بجولة داخل شوارع المدينة وأحيائها وشوارعها المهملة التى تملؤها كل مظاهر الفوضى.

 

ومع كل ذلك فوجئ سكان مدينة أكتوبر بقرار الوزير بإجراء تغييرات فى رؤساء أجهزة المدن، التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية، ما عدا السيد رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، ربما «لإنجازاته العظيمة» داخل المدينة أو لأشياء لا نراها نحن سكان المدينة.

 

أدعو الوزير إلى زيارة مفاجئة للمدينة والتجول فى شوارعها وأحيائها حتى يتعرف على مدى الفوضى والعشوائية التى تسيطر على 6 أكتوبر، المدينة التى تضم 14 جامعة، بما فيها جامعة زويل والنيل والعلوم والتكنولوجيا، وأشهر مراكز التسوق، و6 مناطق صناعية ومدينة الإنتاج الإعلامى.