اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 06:31 ص

سعيد الشحات

«عبدالناصر» فى ذكرى مولده

الإثنين، 16 يناير 2017 07:02 ص

مرت أمس ذكرى ميلاد جمال عبدالناصر «15 يناير 1918»، وككل مناسبة ترتبط باسمه، ينفجر الجدل حوله بين ناقم عليه ورافض له ولتجربته، وبين محب مدافع مؤمن بأنه زعيم جاء فى موعده التاريخى لمصر وللمنطقة العربية وللعالم الثالث بأسره وأنا واحد من هؤلاء، وبالرغم من ذلك لم أغلق أذنى ولم أغمض عينى عن الانتقادات التى قيلت وتقال حول تجربته التى بدأت مع ثورة 23 يوليو 1952 التى قام بها تنظيم الضباط الأحرار الذى كونه وقاده، وارتبطت مع اسمه منذ أن أصبح رئيسا للجمهورية عام 1954 وحتى رحيله فى 28 سبتمبر 1970.
 
فى الانتقاد الذى يصل إلى حد الانتقام، ستجد من لا يتحدث عن تجربته إلا وهى عنده «ظلام، ديكتاتورية، جهل، عنترية، هزائم، ظلم، استبداد، طغيان»، وتحت هذه الأوصاف التى يتم ترديدها بجهل، نجد كما من الأكاذيب لا حصر لها التى يستدعيها هؤلاء على أنها حقائق لا تقبل الجدل، كالقول مثلا: «مصر كانت دولة عظمى قبل ثورة 23 تحت حكم الملك فاروق»، و«بريطانيا كانت مديونة لمصر»، و«الجنيه كان أغلى من الدولار»، وغيرها من «الأكليشهات» التى لا تستند إلى الحقيقة ومع ذلك تم زرعها فى منابر إعلامية وسياسية، وتصديرها إلى عامة الناس فأصبحت على ألسنة البعض دون فهم.
 
غير أن أكثر ما يلفت النظر فى هذه المسألة هو تعامل البعض مع الظرف الحالى باعتباره حالة متصلة بجمال عبدالناصر، وبالتالى تحميل الرجل الذى أصبح فى ذمة التاريخ سلبيات وإيجابيات المرحلة الحالية، فمن يهللون مثلا أن إلغاء الدعم خطوة عظيمة لا يستكملون وجهة نظرهم إلا بنقد هذه التوجه لعبدالناصر، ومن ينادون بإلغاء مجانية التعليم يتحدثون عن أنها خطوة خاطئة من جمال عبدالناصر، بالرغم من أن حزب الوفد نادى بها فى حكومة مصطفى النحاس 1950 مع تكليف الملك فاروق لمصطفى النحاس باشا بتشكيل الحكومة، ومن يتحدثون عن احترام الشعوب فى حق تقرير مصيرها، يحملون «عبدالناصر» مسؤولية فصل السودان عن مصر، بالرغم من أن هذا هو اختيار الشعب السودانى، ولا يتحدثون مثلا أن حكومة زيور باشا فى عهد الليبرالية تنازلت فى عام 1925 عن واحة جنوب إلى إيطاليا وقت احتلالها لليبيا، وضمت «الواحة» إلى إقليم برقة.. وغدا نستكمل.