اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 10:33 ص

محررة اليوم السابع مع الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة

بالصور.. الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة لـ"اليوم السابع": الزواج المدنى باطل وما جمعه الله لا يفرقه الشهر العقارى.. والداخلية تدرب "الكشافة" على إجراءات تأمين الكنائس.. والرئيس السيسي عودنا على كرمه

حوار - سارة علام - تصوير - أشرف فوزى السبت، 14 يناير 2017 10:07 ص

من الكنيسة إلى الدولة ومن الدين إلى السياسة، تحدث الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، ومقرر اللجنة الإعلامية بالمجمع المقدس، فى هذا الحوار بصراحة شديدة، وأكد أن القنوات القبطية المتشددة تهاجم الكنيسة أيضًا، ولكن الكنيسة مضطرة لتأسيس قنوات مسيحية لأن التليفزيون المصرى لا يذيع برامج مسيحية، ولكنه فى الوقت نفسه يشيد بمواقف الرئيس السيسى الداعمة للأقباط وحق المواطنة، رغم أن الكنيسة تضطر للتدخل لدى الدولة للحصول على حقوق أبنائها أحيانًا وإلى نص الحوار: 
 
 

فى قداس عيد الميلاد، أعلن الرئيس السيسى عن تأسيس كاتدرائية جديدة بالعاصمة الإدارية، فى رأيك ما الرسائل التى أراد الرئيس أن يبعثها من ذلك؟

- الرئيس عودنا على كرمه ومحبته مع المصريين وتخطى تجارب الأنظمة السابقة، التى كانت تتعمد التمييز بين المسلمين والأقباط حتى إنهم حرموا تهنئتنا بالعيد، فأراد أن يؤكد أن زيارة الكاتدرائية والتهنئة واجب دينى ووطنى، وحين سألت البابا عن كاتدرائية العاصمة الجديدة قال إنه سيؤسس فيها مقرًا باباويًا وقد يصلى قداس العيد هناك.
 
 
 

هل عملت الكنائس على مراجعة إجراءاتها الأمنية بعد حادث الكنيسة البطرسية وركبت بوابات إلكترونية؟

- ليس لدينا بوابات إلكترونية مجهزة على أبواب كل الكنائس، لأن الكنائس تمول ذلك ذاتيًا وكل كنيسة لها ميزانية منفصلة بذاتها ومن ثم هناك كنائس فى مناطق شعبية وفقيرة ليس لديها تلك الرفاهية، ولكننا نعمل على التأكيد على شراء العصا الإلكترونية لأنها رخيصة الثمن، وفى أوقات الأعياد نركز على الفقراء ودعمهم خاصة فى ظل الغلاء وليس لدينا فائض مادى لشراء البوابات.
 
 
 

هل طلبت الكنيسة القبطية من الدولة تزويد مقراتها ببوابات إلكترونية؟

- لم نطلب لأننا «اتكسفنا نطلب»، ولكن على الدولة أن تنتبه لذلك، مع مراعاتنا للظروف الاقتصادية الصعبة، التى تمر بها البلاد وكثرة الأعباء على عاتق الحكومة، كل ما طلبناه هو الاهتمام بالأمن، سواء من خلال شراء بوابات إلكترونية أو توزيع خدمات أمنية أو أجهزة كشف المعادن والمتفجرات، فى النهاية هى «شغلانة الداخلية» مش شغلانتنا.
 
 

كيف تدرب الكنيسة الكشافة على تلك المهام الأمنية؟

- أبناؤنا غير مدربين على ذلك، لأنها مش «شغلانتنا»، وظيفتنا هى الصلاة والعبادة ولدينا آية فى الكتاب المقدس تقول إِنْ لَمْ يَحْفَظِ الرَّبُّ الْمَدِينَةَ، فَبَاطِلًا يَسْهَرُ الْحَارِسُ، وبدأت وزارة الداخلية تمرن شبابنا على أمور الأمن ولكن هذا ليس عملنا
 
 
 

فى رأيك، هل ما اتخذته الدولة من إجراءات بعد حادث البطرسية كاف؟

- هى ليست كافية بل فوق الإدراك وفوق الخيال، الرئيس غطى الشهداء بعلم مصر فى جنازة عسكرية قادها بنفسه، ولم يحدد موعد الجنازة إلا بعدما أعلن عن الفاعل ومعاونيه وتمكن وتأكد من اسمه وأعلنه رباعيًا، كانت عاطفة الرئيس جياشة فقد كان يعزى أسر الشهداء بحرارة فقد تخطى الواجب إلى الإنسانية لأنه وطنى يحب البلد، الرئيس ليس لديه قصة مسيحى ومسلم، بل هو مسؤول عن مصر وكل المصريين.
 
 
 

لماذا حشدت الكنيسة الأقباط لاستقبال الرئيس فى نيويورك عند زيارته للأمم المتحدة؟

- عرفنا أن هناك اتجاها من الإخوان للتظاهر ضد البابا تواضروس هناك، فقررت الكنيسة حشد الأقباط لاستقباله وانطلق 50 أتوبيسا من نيوجيرسى لاستقبال الرئيس، بالإضافة إلى أقباط نيويورك أنفسهم، فكنا أمام أكثر من 8 آلاف مسيحى خرجوا لتحية الرئيس ليقولوا بنحبك يا ريس و«احنا مش بننافق»، لأن هذا الرجل يبذل أقصى جهد لرفعة مصر، ولا نحتاج أن تطلب منا الدولة ذلك، ولكننا نخضع للرئيس كما يقول الكتاب المقدس، الذى أمرنا أن نحب الرئيس.
 
ولكن المنظمات القبطية فى الخارج اعتادت أن تهاجم الدولة حتى إنهم نظموا مظاهرة أمام البيت الأبيض عقب حادث الكرم!
 
 
 
مثلما هم ضد الدولة فهم ضد الكنيسة، ولكن الغالبية العظمى تؤيد الكنيسة والدولة، وما حدث بعد حادث الكرم مجرد انفعال مفاجئ وعندما عرفوا أن تلك الأفعال تضر أكثر مما تفيد تراجعوا عنها بدليل أن زيارة الرئيس لم تشهد أى اعتراض أو نقد ضد الرئيس هناك.
 

كيف تنظر لمشروع القانون الذى تقدم به نائب جمهورى فى الكونجرس لمراقبة ترميم الكنائس فى مصر؟

- نرفض تماما التدخل فى شؤوننا، ومنذ عصر البابا شنودة وهو منهجنا نحن لن نلتجئ للغرب «ويشوفوا مين اللى بيلتجئ».
 

عطفًا على ذلك.. قانون بناء الكنائس مرض للكنيسة؟

- الكنيسة هى من وضعت قانون بناء الكنائس وكنت عضوا فى اللجنة التى وضعته، قانون ممتاز والدولة لم تعدل فيه ولا حرفا واحدا، وكان هناك بعض الاعتراضات ولكن الدولة استجابت لنا أخيرا، وهو القانون الذى نحلم به لبناء الكنائس منذ زمن طويل، حيث حاولنا وضع قانون مماثل أيام البابا شنودة ووضع فى أدراج المكاتب.
 

عاصرت البابا شنودة وكنت مقربًا منه ثم جاء عصر البابا تواضروس، كيف تنظر للمرحلتين؟

- نشكر ربنا لأنه أعطانا رجلا مناسبا للمرحلة، ولم يقص أحدا، بل يتعامل معنا جميعا بنفس الطريقة ونفس المستوى، يحب الكل ويخدم الجميع ويتفاهم معنا جميعا، لديه فكر فى تفسير الكتاب المقدس، بدأ يضع النظام المالى والإدارى لكل كنائس الإيبراشيات، فوضع أنظمة لاختيار الرهبان والأساقفة والنظام المالى للكنيسة وغيرها من الإصلاحات ونشكر الله على كل ذلك.
 

هل تقصد أن البابا تواضروس من أنصار التجديد فى تفسير الكتاب المقدس؟

- ليس مجددا هى تفسيرات صحيحة ولكنا بطريقة ووعى هذا الجيل لكى يتقبلها الشباب، أما البابا شنودة فكان يعمل على التفسير من خلال التأمل.
 

كيف تنظر للتيار المتشدد فى الكنيسة الذى اعتاد مهاجمة البابا تواضروس بسبب علاقاته بكنائس العالم؟

- هؤلاء لا يدركون بعد النظر الذى يتمتع به البابا فهو يبحث عن أرضية خضراء نبنى عليها جسورا مشتركة للحوار اللاهوتى، ونشكر الله لأن العلاقة بيننا وبين باقى الكنائس جيدة جدا، البابا يحاول أن يعيد الكنيسة إلى ماضيها، فقد كنا كنيسة واحدة حتى القرن الرابع، أما الحوار اللاهوتى سوف يأخذ مجراه.
 

على ذكر الحوار اللاهوتى.. شغلت قضية تناول المرأة أثناء الحيض الشارع القبطى وانقسم الأساقفة حولها بين الإباحة والتحريم فما رأيك؟

- الأمر مختلف عليه، هناك من يوافق على تناول المرأة الحائض وهناك من يرفض، وسوف يعرض على المجمع المقدس، ولكنه يحتاج إلى دراسة أوسع، فهناك من يستعين بآيات من العهد القديم، وآخرون يستشهدون بآيات من العهد الجديد، وهناك من يدعم وجهة نظره بأقوال آباء الكنيسة، وعلى المجمع المقدس تشكيل لجنة لاستيعاب كل تلك الآراء ومناقشتها، ومن ثم إقرار واقع، والبابا نفسه قال إن المجمع المقدس سوف يتخذ فيها قرارا.
 

وإلى أن يتم اتخاذ قرار هل يتصرف كل أسقف حسب رأيه فى إيبراشيته؟

- نحن نقول إن كل أسقف حر فى إيبراشيته، ولكنه لا يخالف قوانين المجامع الكنسية ولا نصا واضحا فى المجمع المقدس ولا قوانين الرسل، وإن خالف سينبهه البابا إلى ذلك، وهل هى مخالفة أم مجرد وجهة نظر.
 

هل تدل الحوارات اللاهوتية الدائرة فى الكنيسة على انقسامها إلى تيارين؟

- ليست هناك تيارات فى الكنيسة بل نحن أمام تعدد فى وجهات النظر.
 

إذن لماذا تلجأ الكنيسة لمنع كتب المختلفين معها مثل جورج بباوى؟

- الكتب لم تمنع بل موجودة فى مكتبات الكنائس، ونعطيها لخدام أمناء دارسين يستطيعون التمييز بين الغث والسمين، فنحن نترك تلك الكتب فى المكتبات ولكننا نحذر من تعاليمها.
 

تعمل مقررًا للجنة الإعلامية، لماذا لجأت الكنيسة لتأسيس قنوات قبطية؟

- نعم، المسلم يجد دينه فى القنوات العامة، برامج للتفاسير وحوارات مع شيوخ، وهو ما لا يجده المواطن القبطى، والتليفزيون المصرى، الذى يدار بأموال دافعى الضرائب المسلمين والأقباط لا يعرض برامج تخصنا وإن أعطانى حقى فى برامج للتفسير الدينى ورعاية الشعب، لن نلجأ للقنوات الكنسية نهائيًا، نحن لجأنا لإنشاء قنوات مسيحية لأن التواصل بين المسيحى وكنيسته يتم مرة أسبوعيًا، وماذا عن باقى الأسبوع؟، إحنا مش غاويين صرف وهذه القنوات تكلفنا.
 

ما ردك على من يرى أن القنوات الكنسية تكرس لعزلة الأقباط عن المجتمع؟

- لا، القنوات القبطية تعرض قضايا سياسية وأخبارا عامة طوال ساعات البث، أما قناة كوجى للأطفال فهى متخصصة لخدمة الأطفال فقط
 

ألا ترى أن هناك قنوات قبطية متشددة تبث برامجها من المهجر؟

- نعم، ولكن ليس لدينا سلطة عليها ولا نتدخل فيها، بل إن هناك قنوات تحارب الدولة والإسلام والبابا أيضًا.
 

أتقصد أن هناك مؤامرة على البابا تتم عبر هذه القنوات؟

- فى المسيحية لا مؤامرات على البابا، البابا رمز، نحن نحترم البابا وكل ما يقوله ونطيعه لأن لدينا أمرا إلهيا «أطيعوا مرشديكم فى الرب»، وحين نرى من يعاند البابا نواجهه بخطئه، والبابا معتدل إلى أبعد حد، ويحاول التخفيف عن الإنسان المسيحى مثل قانون الأحوال الشخصية الذى يخرج إلى النور قريبا وجاء بموافقة وإجماع آباء المجمع المقدس.
 

هل تتوقع أن يحل قانون الأحوال الشخصية كل مشاكل الأقباط العالقين فى زيجات فاشلة؟

- لن يحل كل مشاكل الأحوال الشخصية، ولكنه يحل غالبيتها، فهناك من يبحث عن قانون مفصل على حالته..
 
ولكن القانون على تصريح الزواج الثانى فى يد الكنيسة ويجعل الأقباط تحت رحمتها أيضًا إذا حكمت المحكمة بإنهاء الزواج وتم التطليق، ولكننا كرجال دين نرى أن المطلق يحتاج للبقاء تحت الإرشاد الكنسى خمسة أو ستة أشهر ثم نمنحه بعدها التصريح، القضاء يحكم بأوراق، بينما الكنيسة تحكم بما تعرفه عن الحياة.
 

لماذا ترفض الكنيسة الزواج المختلط بين الطوائف المسيحية المختلفة فى الملة؟

- لأنه ليس زواجا صحيحًا، مثلا نحن لدينا نظام فى الصوم، والبروتستانت لا يصومون فكيف يتصرف الزوجان هل يصوم أحدهما ويمتنع الآخر، ولدينا طقس فى أسبوع الآلام هل سيذهب الزوجان إلى الكنيسة معًا أم يتخلف أحدهما وهكذا، من الأفضل أن يتحد الاثنان فى الملة والطائفة، ومن أجل إتمام الطلاق يحول أحد الطرفين للطائفة الأخرى.
 

ولماذا تهاجم الزواج المدنى أيضًا؟

- لدينا آية فى الكتاب المقدس تقول ما جمعه الله لا يفرقه إنسان، فهل سيجمعهم الله فى السجل المدنى أم فى الكنيسة؟ الزواج المدنى باطل وما جمعه الله لا يفرقه الشهر العقارى والزيجة الصحيحة تتم على يد كاهن، من يريد أن يتزوج مدنيًا «هو حر»، ولكن لا يطلب منى أن يمارس سر التناول لأنه فى نظرى لم يجمعه الله بزوجته، بل جمعه السجل المدنى.
 

فى تقديرك.. تعتبر الأقباط المصريين مواطنين أم رعايا للكنيسة؟

- مواطنون طبعًا، ولا أقبل أن يطلق على أحد «ذمى» لأنى ليس فى ذمة أحد
 

ولكن الكنيسة تتدخل فى كل شؤون الأقباط الحياتية وكأنهم رعاياها؟

- لأن لدينا الكثير من الأقباط لا يحصلون على حقوقهم وحين تتدخل الكنيسة، بيقولوا حاضر هنجيبلكم حقوقكم، وماذا نفعل إذا كانت تلك طريقة حصولنا على حقوقنا، فما البديل إذا فشل القبطى فى الحصول على حقه؟ 
 

هل تعنى أن القبطى لا يحصل على حقه إلا بعد تدخل الكنيسة؟

- هناك مؤسسات فى الدولة تعيد الحق لأصحابه أيا كان دينه، ولكن هناك جهات أخرى، لا تعطى الأقباط حقوقهم إلا بعدما نتدخل ونصرخ للرئيس ووزير الداخلية ونطالبهم بالتدخل.
 

فى رأيك هل تغير شكل العلاقة بين الكنيسة والدولة بعد 30 يونيو؟

- نعم تغير للأفضل كثيرا ونحن فى طريقنا للحصول على كل حقوقنا، ونأمل فى دفع تجديد الخطاب الدينى بدلا مما نسمعه من فتاوى كل عيد «لا تعيدوا على الأقباط».