اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 07:42 م

عبد الفتاح عبد المنعم

هل يعتذر صباحى عن وصف البرادعى بأنه رمز وطنى؟

بقلم عبد الفتاح عبد المنعم الخميس، 12 يناير 2017 12:00 م

لا أعرف ما السبب الذى يجعل «صباحى» يمنح «البوب» هذا اللقب رغم كوارثه ولسانه الطويل

 
فى يناير من العام الماضى فوجئنا جميعًا بقصيدة مدح فى الدكتور محمد البرادعى من جانب حمدين صباحى أحد أهم السياسيين فى مصر والرجل، الذى نافس الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبعد مرور عام ظهرت التسريبات السوداء لبوب المراهقين محمد البرادعى، ولم يكن أحد يتوقع كل هذه الشتائم والسباب، التى نالها صباحى من كبير مراهقى يناير، محمد البرادعى، فى التسريبات.. هذا المراهق والتى لم يترك أحدا الا وهاجمه ووجه إليه أفظع الشتائم بداية من «حمار مرورا بالغبى انتهاء بالزبالة»، كل هذه الأوصاف لم تكن غريبة علينا، لكنها بالتأكيد غريبة جدا على من كان يسبح بحمد هذا البوب المراهق، ومن اعتبروه المنقذ والمحرر والزعيم وماهو  إلا موظف «لسانه طويل».
 
نعم كانت صدمة لنا وقتها أن يصف حمدين بوب المراهقين محمد البرادعى بأنه رمز وطنى فهل مازال البرادعى رمزا وطنيا يا أستاذ حمدين؟ وهل يجب عليك أن تعتذر عن وصفك لهذا البرادعى بأنه «رمز» وطنى؟ وهل تعتذر عن تحالفك مع الموظف الفاشل محمد البرادعى، الذى وصفته ياسيد حمدين بأنه «رمز وطنى»؟
 
ولا أعرف ما السبب، الذى يجعل حمدين صباحى يمنح هذا البوب محمد البرادعى المراهق سياسيًا وأخلاقيًا وأدبيًا وثقافيًا لقب «الرمز»، ولا يكتفى بوصفه بالرمز، بل يجعله رمزًا وطنيًا على الرغم بأننا جميعا يعرف تمامًا لسانه الطويل، وكم الكوارث والفضائح، التى ارتكبها الموظف الدولى بوب المراهقين محمد البرادعى، الذى رغم موافقته فى الاجتماع الحكومى، الذى سبق عملية فض رابعة والنهضة، ولكن لأنه رمز «واطى»، فإنه فضل الهروب من ساحة القتال مع الإرهابيين، ولو طبقنا أحكام من يهرب من ميدان المعركة، فإنه كان من الضرورى إطلاق النار عليه، أو تقديمه لمحاكمة عسكرية بتهمة الهروب من ميدان المعركة مع جماعة الإخوان الإرهابية، التى دخلت فى حرب مع جيش مصر.
 
هذا هو موقف بوب المراهقين، الذى وصفه السيد حمدين صباحى بأنه رمز وطنى، رغم أننى أعلم علم اليقين بأن زعيم التيار الشعبى حمدين صباحى لا يؤمن بدور محمد البرادعى فى أحداث 25 يناير 2011 ولا 30 يونيو 2013، ولكن شهوة الفيس بوك والمراهقة السياسية، التى يعيشها حمدين صباحى جعلته يقول قبل عام من الآن عن البرادعى ما ليس مؤمنًا به.
 
كان صباحى يتحدث قبل عام من الآن مع الزميل وائل الإبراشى وعينه على رواد الفيس والتويتر، لهذا لم يكن غريبًا أن يصف البرادعى بالوطنى فهو يخاطب فئة معينة، ولكن لو أراد صباحى أن يعرف حجمه الحقيقى، وأن يقيس شعبيته، فعليه أن يجرب طرح هذه الأفكار على الشعب الحقيقى، وليست القلة الافتراضية على شبكة التواصل الاجتماعى.
 
وإذا كنا نتفق مع حمدين صباحى فى أن مصر مازالت كما هى ولم تتغير، وهى الحقيقة الوحيدة، التى نتفق فيها مع السيد حمدين، لأن ما حدث فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 كان مجرد «هيصة» سياسية تخللتها بعض المظاهرات، ونجح الإخوان فى استغلال المناسبتين، الأولى استولوا فيها على البلاد، والثانية تحولوا فيها إلى قوى إرهابية تهدم وتخرب فى البلاد، وهو ما يجعلنى أرى أن أمثال حمدين صباحى مازالوا يعيشون الوهم فى أن ما حدث فى مصر خلال السنوات الخمس السابقة هو ثورات، لأن الثورة الحقيقية يجب أن تكون فى العقلية المصرية، التى تخلفت عشرات السنين، وأصبحنا أسوأ شعوب المنطقة، واكتفينا بالتنظير و«التهجيص» على طريقة حمدين صباحى، لهذا نحن فى حاجة إلى ثورة جديدة، ولكن ليست على طريقة 25 يناير ولا 30 يونيو، بل ثورة علمية وأخلاقية ودينية لتغيير جذرى فى المجتمع كله.. ثورة لا نحتاج فيها لأمثال حمدين صباحى ولا محمد البرادعى.