اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 02:43 ص

اكرم القصاص

أوباما يشكو وبوتين يتجاهل.. حرب باردة فكاهية

الأحد، 01 يناير 2017 07:00 ص

كان قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما، بطرد 35 دبلوماسيا روسيا من أمريكا، واتهامهم بالتجسس والتدخل فى الانتخابات الأمريكية، مثيرا، وبدا مسيئا لأوباما وأجهزة استخباراته واعترافا بالضعف والفشل، حتى فى ذروة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى، كان الرد مخابراتيا، وقال: إن العقوبات على روسيا ودبلوماسييها جزء من الرد الأمريكى على ما وصفه بـ«الأعمال العدوانية الروسية والتدخل فى الانتخابات الأمريكية»، واشتباه أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتدخل روسيا فى الانتخابات، عبر الهجمات السيبرانية للهاكرز الروس، هى اتهامات ظهرت فقط بعد فوز ترامب وخسارة هيلارى كلينتون، لكنها ظلت فى سياق الاتهامات الخيالية، من دون أدلة عليها.
 
رد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين جاء على عكس التوقعات، أعلن أنه لن يطرد أى دبلوماسيين أمريكيين من روسيا، ودعا بوتين جميع أطفال الدبلوماسيين الأمريكيين فى روسيا لحضور احتفالات رأس السنة فى الكرملين، وقال: «لن نخلق مشاكل للدبلوماسيين الأمريكيين، ولن نطرد أحدا»، الرد الروسى بدا محرجا لأوباما، المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت: «إن إدارة أوباما تحاول تبرير أخطائها، ووصفتهم بأنهم مجموعة فاشلة وحاقدة وضيقة الأفق فى السياسة الخارجية، واليوم اعترف أوباما بذلك رسميا».
 
وصف الفشل تكرر كثيرا مؤخرا، فقد كتب أوباما على تويتر أنه لو كان يمكنه الترشح لفترة ثالثة، وترشح أمام ترامب لاكتسحه، فرد ترامب واصفا أوباما بالفاشل، وعدد له حالات الفشل السياسى، وتعقيد العلاقات الخارجية، والتسبب فى إضعاف الولايات المتحدة أمام العالم والتقليل من شأنها.
 
ترامب وعد بالاجتماع مع ممثلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية بعد عقوبات أوباما ليعرف الحقيقة، بينما وصفت «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، قرار بوتين تجاه أوباما بأنه مناورة فعالة، فقد تجاهل أوباما وينتظر مجىء إدارة ترامب، بما يدل على رغبة موسكو فى التعاون مع واشنطن.
 
ترامب نفسه اعتبر قرار بوتين بعدم طرد الدبلوماسيين الأمريكيين ردا على تصرف أوباما بأنه خطوة ممتازة، وأضاف: «كنت أعلم دائما أنه ذكى»، وبينما أكد بوتين بشكل واضح أنه لن ينحدر فى الرد على التصرفات من إدارة أوباما، لكن يظل باراك أوباما نموذجا لرئيس أمريكى، جاء بالكثير من الآمال، لكنه ضيع الرهانات عليه، ووصل به الحال أن يشكو من تدخلات روسية، فى سابقة لم تحدث من قبل، وهو ما جعلها أقرب لحرب باردة فكاهية.